رجالٌ بحجم المسؤولية، المروني – إنموذج.

شهارة نت../ الشيخ عبدالمنان السنبلي.
في بلادنا قد تحتاج في كثير من الأحيان إلى معجزة كي تقابل مسؤولاً أو حتى تكالمه على الهاتف لمناقشة قضية خدمية تهم العامة من أبناء المجتمع، فمكاتب معظمهم -وكما هو معلوم- إما مغلقةٌ بإحكام أمام الناس، وإما خاويةٌ على عروشها طوال الوقت!
أما هواتفهم الثابتة أو النقالة فهي، إما مقفلة على طول، أو محولةٌ على الدوام!
أمَّا أن تطلب منه وبحكم موقعه تسهيلاتٍ مثلاً أو تعاوناً من نوعٍ ما لإتمام عملٍ مجتمعيٍ مطلوب أو انجاز مشروعٍ خدميٍ متاح، فأنت بذلك -وباختصارٍ شديد- كمن يحرث في الماء!
قليلٌ فقط في الحقيقة هم أولئك الذين تجدهم في التحامٍ دائمٍ والتصاقٍ بالجماهير يتلمسون احتياجاتهم ويعايشون همومهم ومعاناتهم ولا يألون جهداً في أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم في سبيل خدمة الناس أو اسعادهم.
هؤلاء بالطبع هم من يعرفون واجباتهم جيداً ويتحملون مسؤولياتهم كما يجب وعلى أكمل وجه وهؤلاء هم بالفعل من يستحقون منا دائماً أن نرفع لهم قبعة الإحترام.
من هؤلاء المسؤولين القلائل طبعاً الدكتور مطهر المروني.. مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة.
لم أكن في حقيقة الأمر قد عرفته معرفة شخصية، أو هاتفته أو حتى راسلته من قبل، إلا أن صورةً إيجابية عامة قد تشكلت له في ذهني سواءً عن شخصيته وما يتمتع به من (كاريزما) قيادية وعملية، أو عن صفاته وما يتحلى به من أخلاق رفيعة وراقية..
كان ذلك طبعاً من خلال ما يحدثني به عنه كل من تجمعني بهم الصداقة أو حتى الصدفة من موظفي ومسؤولي وزارة الصحة..
الكل بصراحة يجمع على ذلك.
إلا أن لقاءاً واحداً كان قد جمعني به بالصدفة في ميدان السبعين، وفي أثناء إحدى المسيرات الداعمة والمساندة لأهلنا وشعبنا الفلسطيني في غزة كان بمثابة جسر العبور الذي من خلاله تعرفت على شخصية الرجل بشكل مباشرة وعن قرب..
فكيف وجدته..؟
وجدته، بصراحة، وللأمانة، أكثر تواضعاً وأخلاقاً وكاريزما ومسؤولية مما كان قد نقله لي عنه كثير من الناس الأمر الذي جعلني أتتبع نشاطاته وانجازاته على مستوى المسؤولية التي يديرها ويتحملها، فكان كما توقعت..
وجدته رجلاً يعمل ليلاً ونهاراً من أجل الإرتقاء بالجانب الصحي في أمانة العاصمة بالصورة والشكل الذي تحتم عليه مسؤوليته الجهادية والأخلاقية والمهنية، بل وزيادة حبتين..
يأتي هذا بالطبع في ظل الظروف العاصفة والإستثنائية التي تمر بها البلاد، وفي ظل ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار وتجويع..
وهنا يتساءل المرء: كيف لو كان هذا الرجل يعمل في ظل ظروف اعتيادية وطبيعية..؟!
طبعاً سيكون الفارق أكبر وأكبر..
فالشكر كل الشكر لهذا الرجل الذي انتزع احترامه مني بوعيه ومهنيته العالية وأخلاقة الرفيعة..
والشكر أيضاً لتلك الصدفة التي جعلتني أتعرف على شخص بحجم الوطن هو الدكتور مطهر المروني..

