الردع اليمني يربك البحرية الأمريكية.. صواريخ رخيصة تُجبر واشنطن على تغيير استراتيجيتها القتالية

شهارة نت – تقرير
قالت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية إن العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر تسببت في تغييرات جوهرية داخل البحرية الأمريكية، وأجبرتها على مراجعة عقيدتها القتالية واستراتيجيات استخدام الذخائر، في تحول يُعد من أبرز التحديات التي تواجه أقوى قوة بحرية في العالم.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسع أن هذه المواجهات، التي أخذت طابعًا غير تقليدي، أظهرت مدى قدرة الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل القوات اليمنية، على التأثير في توازنات القوى التقليدية، والتسبب في استنزاف الموارد العسكرية لخصومها باستخدام وسائل منخفضة التكلفة لكنها فعالة.
ونقلت الصحيفة عن الأدميرال داريل كودل، المرشح لرئاسة العمليات البحرية الأمريكية، قوله خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن هذه المواجهات في البحر الأحمر شكلت “منحنى تعلم حاد” للبحرية الأمريكية، وأكد على ضرورة إعادة النظر في طبيعة الأسلحة والتكتيكات التي تستخدمها البحرية للتعامل مع هذا النوع الجديد من التهديدات.
وأوضح الأدميرال أن التحدي لا يكمن فقط في مواجهة التهديدات المباشرة، بل في كيفية إدارة الموارد العسكرية بكفاءة، بما في ذلك الذخائر، التي تُعد أحد أبرز النقاط الحساسة في هذه المواجهات.
وأشارت “بيزنس إنسايدر” إلى أن البحرية الأمريكية باتت مضطرة إلى مراجعة اعتمادها شبه الكامل على صواريخ اعتراضية متقدمة مثل SM-6 وSM-2، والتي تصل كلفة الواحد منها إلى ملايين الدولارات، مقابل استخدامها لاعتراض طائرات مسيّرة أو صواريخ منخفضة الكلفة أطلقتها القوات اليمنية. هذا الاستخدام المكثف أدى إلى استنزاف سريع للمخزون الأمريكي من الذخائر عالية الكلفة، ما دفع القيادة البحرية إلى التفكير في تبني استراتيجيات تسليح أقل تكلفة وأكثر مرونة، تشمل الطائرات بدون طيار، والصواريخ الموجهة بالليزر، والأصول الجوية ذات الفعالية العالية والتكلفة المنخفضة.
وحذّر التقرير من أن استمرار الاعتماد على هذه الصواريخ باهظة الثمن دون تعزيز القاعدة الصناعية العسكرية سيؤدي إلى اختلال التوازن في القدرة على الاستجابة للتهديدات المستمرة، مما يفرض ضغوطاً متزايدة على البنية التحتية الدفاعية للولايات المتحدة.
وأضاف التقرير أن النجاحات العسكرية اليمنية في فرض معادلة ردع منخفضة الكلفة أربكت حسابات البحرية الأمريكية، وأثبتت أن استراتيجيات الاستنزاف الذكي يمكن أن تكون أكثر فعالية من المواجهات المباشرة، خاصة عندما تُستخدم في بيئة جغرافية بحرية معقدة كالتي يشكلها البحر الأحمر.
واختتمت “بيزنس إنسايدر” تقريرها بالتأكيد على أن واشنطن باتت أمام تحدي نوعي غير مسبوق في البحر الأحمر، يتمثل في مواجهة قوة غير تقليدية تستخدم وسائل بسيطة لتحقيق تأثيرات استراتيجية كبيرة، مما دفعها إلى إعادة تقييم شاملة لاستراتيجياتها العسكرية والتسليحية في المنطقة، في ضوء تنامي قدرة الخصوم غير الحكوميين على التأثير المباشر في عمليات القوات التقليدية المدججة بأحدث الوسائل.


