الشعب اليمني يجدّد تفويضه للقيادة ويؤكد تصعيد المواجهة ضد جرائم الإبادة والتجويع

شهارة نت – صنعاء
الشعب اليمني يجدد أسبوعيًا تضامنه الثابت مع غزة، مؤكدًا دعمه المطلق لخيار المقاومة والردع، ورفضه أن يكون جزءًا من الصمت أو التخاذل العربي والدولي.
حيث خرجت صباحَ وعصرَ اليوم الجمعة، كما في كل أسبوع، مسيراتٌ مليونية في مئات الساحات بالعاصمة صنعاء و14 محافظة حرة؛ تضامُناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرَّضُ لحرب إبادة صهيونية منذ أكتوبر 2023.
فقد شهد ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاء، طوفانًا بشريًّا مليونيًّا متجدِّدًا؛ نصرًة وإسنادًا لغزة وتأكيدًا على ثبات الموقف اليمني مع القضية الفلسطينية تحت شعار (ثباتًا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع).
وفي هذا الأسبوع كان الخروجُ مميزًا وغيرَ مسبوق؛ استجابةً لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حيث لم يستوعبْ أكبرُ ميادين العاصمة الحشودَ المليونية، وفاضت إلى الشوارع المحيطةِ بالميدان.
ورفع المتظاهرون الأعلامَ اليمنية والفلسطينية، ورايات الحرية المناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة، واللافتات المؤكِّدة على ثبات الشعب اليمني في موقفه المساند للشعب الفلسطيني، والمنددة بالعدوان والمجازر الصهيونية بحق أبناء غزة.
واستنكروا الصمتَ والتخاذلَ العربي المخزي، أمام حربِ الإبادة والتجويع للفلسطينيين في قطاع غزة، مجدّدين التفويضَ للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي باتخاذ إجراءات الردعِ ضد كيان العدو حتى يكُفَّ عن إجرامه بحق الشعب الفلسطيني.
وبغضب تجاه الإجرام الصهيوني في غزة توجّه المحتشدون برسالة للشعوب العربية والإسلامية هاتفين بعبارات منها (غزة يخنقها الإجرام.. يا كل شعوب الإسلام)، (تجويعٌ قصفٌ إعدام.. يا كل شعوب الإسلام)، (الظلم تعدّى الأرقام.. يا كل شعوب الإسلام)، (شعبٌ يُحرَقُ في الخيام.. يا كل شعوب الإسلام)، (إخوتكم من دون طعام.. يا كل شعوب الإسلام)، (قد صاروا جِلداً وعظام.. يا كل شعوب الإسلام)، (كيف نُشاهدهم وننام.. يا كل شعوب الإسلام)، (أين النخوةُ والإسلام.. يا كل شعوب الإسلام)، (اتحدوا بنفيرٍ عام.. يا كل شعوب الإسلام)، (لا تنتظروا للحُكَّام.. يا كل شعوب الإسلام)، (الخير بمن فيكم قام.. يا كل شعوب الإسلام)، (الصمتُ شريكُ الإجرام.. يا كل شعوب الإسلام).
وردّدوا الهُتافاتِ المؤيِّدةِ لعمليات الردع اليمنية ضد الكيان والداعية للتصدي للعدو الصهيوني، منها (قُل للقوات اليمنية.. أنتم صوت الإنسانية)، (حظر بحري.. حظر جوي.. الصوت اليمني يدوي)، (يا شرفاء ويا أحرار.. تعبئة.. واستنفار)، (لا ميناء ولا مطار.. حتى إنهاء الحصار)، (قل لشعوب المليارين.. الصمت هلاك الدارين)، (وحشية هذا الكيان.. عار ضد بني الإنسان)، (يا للعار.. يا للعار.. غزة يخنقها الحصار)، (غزة صامدة بالله.. ثابتة برجال الله).
وجدّدوا التفويضَ للسيد القائد، هاتفين بعبارات (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتــم لـسـتم وحدكـم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (فوَّضناك فوَّضناك.. يا قائدنا فوَّضناك)، (أيَّدناك أيَّدناك.. واحنا سلاحك في يُمناك).
وجدَّد بيانُ مسيرات (ثباتًا مع غزة.. سنصعِّدُ في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع) التأكيدَ على الوفاء وثبات الموقف المشرِّف المساند للشعب الفلسطيني مفوِّضين القيادة، ومؤيدين تأييداً مطلقاً كُلَّ القرارات والخيارات والعمليات العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني.
وندّد بيانُ الحشودِ المليونية بتصعيد العدو الصهيوني من جرائمه البشعة وإبادته الجماعية بحق إخواننا في غزة، الذين يعانون إلى جانبِ جرائم القتل والتدمير المتواصلة من جريمة تجويع وتعطيش كبرى وحالة مأساوية غير مسبوقة، إضافةً إلى إبادة وتدمير كل ضروريات الحياة من مياه وكهرباء ومرافق صحية وأبسط أشكال السكن والمأوى، في ظل وضع عربي وإسلامي مخزٍ، وتخاذل عالمي مهين.
وقال البيان “أمام أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، والتي تلطّخ بها وجه هذا الجيل من البشرية، نؤكِّدُ كشعب يمني مسلم أننا لن نقبَلَ أن نكون جُزءاً من هذا العار، أو جُزءاً من هذه الحقبة الحالكة السواد في تاريخ البشرية”.
وأكَّد أن الشعبَ اليمني المسلم لن يقبل ولن يتراجعَ، عن مواقفه المساندة للحق الفلسطيني، بل سيواصل بكل ثبات ويقين ووفاء، حتى يكتُبَ اللهُ النصرَ والفرج لغزة.
ودعا “شعوبَ أمتنا إلى التحرك والخروج من عار الصمت، إلى تسجيل موقف عملي تجاه هذه الجرائم التي تنفطر لها القلوب والأكباد، ولغسل عار “الصمت والتخاذل، وإلا فإنَّ عذابَ الله في الدنيا والآخرة هو النتيجة المحتومة لكل متآمر أو متخاذل.
وجدَّدَ بيانُ المسيرات، “التأييدَ المطلق والافتخار والاعتزاز بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني، والتي ألحقت به الضررَ الكبير، داعيًا إلى فعل ما هو أكبر وأشدُّ بهذا العدو المجرم الظالم الكافر، وصولًا إلى ردعه ودفعه لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ثم لتحرير فلسطين “والأقصى الشريف.
وأشاد البيان بالصمود التاريخي والصبر العظيم والملاحم البطولية التي يسطّرها أبناءُ غزة مقاومةً وشعبًا، داعيًا الأمةَ لاستلهام دروس الثبات والصبر والعطاء منهم، مضيفًا أن “غزة وهي في أصعب وأقسى الظروف ترفُضُ الاستسلام وتُفشِل وتُحبط العدو من تحقيق أي هدف، فما هو مبرّر من يتخاذل ؟”ويستسلم بحجة العجز وهو يمتلك الامكانات الكبيرة والمقومات الهائلة للمواجهة بما لا يُقارن مع غزة.