كتابات

وأخيرا استاء الاشتراكي

مثلت المبادرة الخليجية فرصة لقوى المعارضة اليمنية ” تكتل اللقاء المشترك ” أن تنعم بدفء السلطة بعد ان حرمت منها سنوات نتيجة لهيمنة حزب الرئيس السابق المؤتمر الشعبي العام وسيطرته وقبضته الحديدية على مفاصل الدولة واستخدامه لمقدراتها وإمكانياتها وتسخيرها لصالحة مع تقاسمه لقوى لمثلث قوى الحكم حاليا ( المؤتمر , الاشتراكي, الإصلاح) لبضع سنوات ذاق فيها حزب الإصلاح حلاوة السلطة ونعيمها واخرج منها عنوة عقب انتخابات 97م النيابية بعد أن أصبح كرتا محروقا بحسب توصيف الرئيس السابق ( علي صالح) , ناضل الإصلاح وانضوى مع قوى المعارضة ” مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة ” في تكتل اللقاء المشترك المعارض لنظام صالح ومحاولة زعزعة أركان حكمه الممسك بالسلطة بحسب ما قال الأخ عبد الوهاب الانسي أمين عام الإصلاح في إحدى اللقاءات التشاورية التصعيدية ضد نظام صالح أواخر عام 2010م

وبعد سنوات عجاف عاد مثلث شركاء انتخابات 93م وأزمتها للحكم لتقاسم سلطة الحكومة مع إعطاء الفتات لبعض الأحزاب المتحالفة معها في حكومة ما يسمى الوفاق الوطني وبقية كعكة السلطة المتمثلة في الإدارات العامة والأمنية والعسكرية ونواب الوزراء ووكلائهم والمحافظين ووكلائهم انحصرت في مثلث الحكم , وتم إقصاء بقية الشركاء مثل التنظيم الوحدوي الناصري والبعث وحزب الحق والقوى الشعبية من كعكة التقاسم كان بدايتها تعيين لجنة التواصل للحوار الوطني التي تقاسمها مثلث الحكم وصرخ الشركاء معلنين الويل والثبور على إقصائهم لكن عويلهم لم يلق آذنا صاغية ولا مساندة من شريكهم الأساس الحزب الاشتراكي الذي صمت بتعيين أمينه العام مستشار ا للرئيس ونائبا لرئيس لجنة التواصل !

لكن سرعان ما تم إقصاء الضلع الأضعف في مثلث الحكم من كعكة التقاسم وانحصرت التعيينات الأخيرة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي والداخلية والدفاع على شركاء حرب 94م,وهو ما يعد مؤشرا على إزاحته من تقاسم الجزء الأكبر من السلطة بمستوياتها المختلفة بعد أن نجح حزب الإصلاح في إزاحة شركائه , وعبر الحزب الاشتراكي عن انزعاجه من التعيينات الأخيرة وقال مصدر مسئول في الأمانة العامة للحزب “إ ن هذه التغييرات تفسد الحياة السياسية والتوافق الوطني ولا تهيئ مناخات مناسبة لحوار وطني حقيقي. ”
ونقلت صحيفة «الثوري» – الناطقة باسم حزب الاشتراكي اليمني- عن قيادي في الحزب تأكيده استياء الأمانة العامة للحزب من التعيينات الرئاسية والحكومية التي صدرت الأربعاء. وربط إزاحته من الكعكة بعدم نجاح الحوار كونها بحسب ما قال أنها لا تهيئ مناخات مناسبة لحوار وطني حقيقي , وأرسل إشارة إلى شركاء الحرب مفادها أن الحوار ” التقاسم” لايكتب له النجاح بإزاحة الحزب الاشتراكي ممثل الجنوب

إن لغة التقاسم السائدة وتقدير حل مشكلات البلد وأزماته لا يمكن لها ان تصلح حال بلد مثقل بإرث كبير من الصراع والمشاكل أبقته في دائرة التخلف والحرمان وحاصرت شبعه بالجوع والفقر وعدم الاستقرار , وإنما بتغليب مصلحة الوطن والمواطنين في بناء الدولة اليمنية الحديثة المنشودة القائمة على العدل والمساواة والشراكة الحقيقية .

alsharafy74@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com