كتابات

العدالة الثورية أولا?ٍ ..

لقد أصبح الرئيس السابق أكثر حرصا?ٍ من غيره على تحقيق كافة أهداف الثورة وبناء دولة المؤسسات ذلك لأن تحقيق كافة أهداف الثورة سيؤدي بخصومة السياسيين الى نفس المصير الذي لاقاه فصالح يعلم أن الثورة الحقيقية هي تلك الثورة التي تستهدف منظومة الفساد والنفوذ التي ترعرعت في في عهد صالح قبل أن يدفعه الغرور بالسلطة الى إرغام حلفائة السياسيين للإنتقال الى مربع الخصومة معه وبناء?ٍ على ذلك فإن عدم تحقيق الثورة كافة أهدافها سيعني حتما?ٍ إنتصار الخصوم السياسيين لصالح ممن أندفعوا خلف الثورة والتحقوا بها ومن ثم تمكنوا الى حد كبير من السيطرة عليها وقيادتها وفق خط مسار تم تحديده مسبقا?ٍ حتى تصل بهم الى بر الأمان وتحذفهم من خارطة الإسقاط التي كانت ستطالهم لو أستطاع الشباب إنجاز الثورة بالفعل الثوري العفوي وتمكنوا من الحفاظ على الثورة كنهج وطني خارج إطار العمل السياسي القائم على المرواغة والمهادنة والفعل ورد الفعل الذي يتناقض تماما وآليات العمل الثوري وأدبيات النضال القائم على المبادئ والأهداف الوطنية لا المشاريع المصلحية المنفعية الإنتقامية التي برزت على السطح تحت شعارات الثورة الشبابية منذ وقت مبكر في خطاب ثوري متشنج وحاد ومتطرف أنحرف عن المسار الحقيقي للثورة وساهم الى حد كبير في خدمة الأجندة الحزبية وقتل المشروع الثوري الذي نادى وينادي به الشباب فقد تحول خطاب الثورة في لحظة من اللحظات الى خطاب إنتقامي من نظام أو منظومة فاسدة تتمثل في مجموعة من القادة والنافذين الى تضييق الخطاب لينحصر في شخص الرئيس السابق وعائلتة وكأن الثورة لا تنشد الدولة المدنية ولا تنادي بإسقاط كافة المنظومة الفاسدة من القوى التقليدية التي عملت مع صالح طوال الفترة الماضية وكانت في كثير من الأحيان اداة بيد الرئيس السابق لضرب خصوم آخرين .

قد نجد العديد من المبررات التي دفعت بقيادات تلك الأحزاب الى السيطرة على الثورة عبر المال والحيلة والتضليل الإعلامي وإستخدام القوة في كثير من الاحيان فتلك القيادات تخشى من أن تطالها الثورة لو تمكن الثوار من إسقاط النظام الذي كانت جزء?ٍ منه مما دفع تلك القيادات الى الهروب للأمام فكان من يحمي الساحات هو بالحقيقة يحتمي بها وكان من يدافع عن شباب الثورة هو بالحقيقة يحاصرهم في ساحة ضاقت بهم فكانت المسيرات والتظاهرات تتقدم نحو الأمام كلما عاند الرئيس السابق ورفض التسليم لشروط المعارضة وكانت الساحات تهدأ كلما أعلن الرئيس السابق قبوله بمغادرة السلطة ونزولة عند رغبة الخصوم قادة الثورة الجدد .
أتحدث عن ذلك بألم شديد فالمسيرات كانت تنطلق في إتجاه محدد مسبقا?ٍ لا يجوز الخروج عنه .. ليعود الشباب وقد نالت منهم رصاصات النظام وقد قتل من قتل وجرح من جرج وأختطف من أختطف وبعد كل مسيرة ثورية كان المشترك يبدع ويتفنن في الضغط على الرئيس السابق لإرغامة على المغادرة وكأن دماء شباب الثورة كانت السلم الذي صعدوا اليه للوصول الى ما يريدون وهنا أتحدث عن حقائق كانت غائبة عن شباب الثورة رغم أني طرحت الكثير من التساؤلات في محاولة مني لإثارة التفكير لدى الشباب رغم حجم الإتهامات التي كانت من افضل الوسائل الإرهابية التي استخدمتها الاحزاب ضد الشباب المستقل الذي تناقصت أعدادهم من الساحة بشكل مخيف فمنهم من ضاقت به حالتة المادية حتى أصبح غير قادرا?ٍ على الصمود ومنهم من غادر تحت ضغط وإرهاب مغاوير الامنية ومنهم من رأى الى أن الثورة طال أمدها فغادر سيما بعد ان تمكن المغاوير من السيطرة على القرار الثوري لتدار الثورة بعقلية أحزاب المشترك فمضوا بها نحو التسوية التي يريدونها لا التغيير الذي ينادي به شباب الثورة .
الثورة لم تستهدف إسقاط صالح أو أبنائة بل تستهدف كل الفاسدين والنافذين ممن أوصلوا البلاد الى ما وصلت اليه خلال العقود الماضية فلا يمكن للثورة ان تتحول الى مشروع إنتقامي إنتهازي يبرئ هذا ويجرم ذاك فالعدالة الثورية تقتضي إستهداف منظومة الفساد بأكملها فإما محاكمة تطال الجميع وإما عفو يشمل أيضا?ٍ الجميع لكن الرحيل ينبغي أن يطال الجميع فبقاء البعض دون الآخر يسيئ للثورة وأهدافها بل ويدفع البلاد الى أزمات متلاحقة سيما في ظل وجود القوة لدى كل الاطراف فلا يوجد طرف ضعيف الى درجة يسهل القضاء عليه فعوامل الصمود والبقاء متواجدة لدى كل الاطراف وبما يمكن هذا الطرف الى نشر الفوضى في كل مكان .
إن العدالة الثورية تقتضي أن يتساوى الجميع من الفاسدين في المصير فلا براءة لأحد ولا يمكن للثورة أن تصبح أداة بيد طرف ضد آخر من المتخاصمين السياسيين لأن الثورة مشروع ثوري نهضوي متكامل لا يمكن له أن يتحقق إلا بالتغيير الشامل والكامل الذي ينشده شباب الثورة ويسعون اليه .

تغريدة
إن أزمة حياتنا أننا نعيش دائما?ٍ في قلق ما , وينتهي بنا الأمر الى أننا لدينا مخاوف من ذكريات الماضي , ولدينا مخاوف مما يحمله المستقبل من المجهول , وما بين مخاوف الأمس ومخاوف الغد تضيع منا أي إمكانية للإستمتاع بالحاضر .
ولذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com