اراء وتحليلات

القاعدة والاخوان … الهدف واحد

منذ بداية الأزمة في اليمن وبالتحديد بعد انضمام قائد الفرقة الأولى مدرع الاخواني المنشق علي محسن الأحمر ? الذي أخذ على عاتقه تدمير معسكرات الحرس الجمهوري واستهدافها الواحدة تلو الأخرى وأيضا استهداف قياداتها وجنوها أينما ثقفوا وكانت البداية من معسكر الصمع في منطقة أرحب وبعد محاولة جريئة ملطخة بقاذورات المراحيض التي كانت الطريق الوحيد والغير متوقع أن يسلكه بشر لما فيه من امتهان لكرامة الانسان وانقاص لقدره الا أن أفراد من الحرس تنبهوا لتلك المليشيات القذرة وتركوهم يطأو أرض المعسكر ثم باشروهم بما يستحقوه حتى أنهوا المتسللين عن بكرة أبيهم ومنذ ذلك اليوم كثفت تلك المليشيات المدعومة بأفراد من الفرقة من هجماتها على المعسكرات في أرحب الا أنهم في هذه المرة انتهجوا أسلوب الهجوم من بعيد ولم يتجرأو على الاقتراب من تلك العسكرات خوفا من تكرار الهزيمة السابقة والمذلة وكانت الحرب عسكرية واعلامية وهذه الأخيرة أشد وأقوى من القذائف والصواريخ فكان اعلامهم يصور المعركة على أن الحرس يقوم بمهاجمة منازل المواطنين ويحرق مزارعهم ويقتل أبناءهم ( ضربني وبكى .. سبقني واشتكى ) .
وبعد مرور عام من الهجوم الشرس على تلك المعسكرات وسقوط شهداء من الجنود المرابطين فيها الا أن الجنود المتبقين أظهروا صورة رائعة للصمود ولم تتزعزع ثقتهم في أنفسهم وفي قياداتهم . وعلى النقيض من ذلك تكبدت ميليشيات الفرقة والاخوان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وهزموا شر هزيمة مما جعلهم يحركوا مليشياتهم في مناطق أخرى لعل النصر يحالفهم ولو لمرة واحدة مستغلين في ذلك ضعاف النفوس الذين يبيعوا وطنهم وشعبهم من أجل المال الذي يعمي أبصارهم وبصيرتهم ولا يجعلهم يفرقوا بين العدو من الصديق طالما وأن المال ينهمر عليهم كالمطر حتى أنهم لا يحسبون حساب للآخرة ولا يخافون الله بل أنهم جعلوا من منازل المواطنين متارس لهم ومن المواطنين أنفسهم دروعا بشرية يحتمون خلفها .
الا أن التسوية التي تمت بعد توقيع المبادرة الخليجية بين الأطراف السياسية وتقاسم الحكومة جعلت قيادات تلك المليشيات تتخذ استراتيجية أخرى بهدف تفجير الوضع بجنوب اليمن أسوة بما هو حاصل في محافظة أبين من قبل تنظيم القاعدة ? وأسوة بالوفاق والاتفاق الذي جمع الأحزاب السياسية وجعلها تتقاسم الحكومة حصل الوفاق والاتفاق بين مليشيات الاخوان وتنظيم القاعدة التي اشترطت على الإخوان فك الارتباط مع الحوثيين فكان لهم ما أرادوا وتم الطلاق بين الحوثيين والاخوان بعد زواج يسير أشبه بزواج المتعة ? وعند ذلك تحرك تنظيم القاعدة في البيضاء والمكلا وعدن وشبوة والضالع وبدأوا يشنوا هجمات على المعسكرات والنقاط الأمنية بل وحتى استهداف الأفراد وتفخيخ سياراتهم واغتيالهم رميا بالرصاص وأغلب تلك المحاولات تم احباطها بفضل من الله وبيقظة جنود الحرس البواسل . أما الاخوان فكانت مهمتهم في هذه المرحلة هي محاولة التعتيم الاعلامي وقلب الحقائق عن طريق اعلامهم المقروء والمرئي والدعم بالمال والعتاد ومحاولة التشويش على المواطن بالمعلومات المغلوطة والتي تبريء ساحتهم وتتهم ساحة الآخرين وقد ابدى الاخوان في تلك المؤامرات براعة لا يستهان بها وليس ذلك بغريب فالاخوان متمرسون في اطلاق الشائعات وتسخير الفتاوي حسب ما تقتضيه الحاجة وغسل أدمغة الشباب وحشوها بأفكار غريبة وايهامهم بأن ذلك الأصلح والأمثل فهل سيتمكن الاخوان والقاعدة من الاستمرار في هذه الزواج السعيد أم أن مصير ذلك الزواج هو نفس المصير الذي كان بين الاخوان والحوثيين .
ورغم وجود بعض اللغط عن العلاقة بين تنظيم القاعدة والاخواني والكثير وصفهم بالتنظيم الواحد نتيجة تلاقي أفكارهم التكفيرية وما ينتج عنها من تبرير لقتل المسلمين والآمنين ? الا أن لكل تنظيم مليشياته وقياداته المنفصلة عن الآخر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com