اراء وتحليلات

وارسو والرفض الفلسطيني.. فماذا تخفي الولايات المتحدة؟

بقلم/ خليل أبو عام

تحت مُسمّى “صفقة القرن” هكذا تتم دعوة السلطة الفلسطينية إلى مؤتمر “وارسو” للموافقة على خطة التسوية للقضية الفلسطينية التي يتمّ من خلالها التنازل عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية في سبيل إرضاء الجانب الإسرائيلي… ماذا قدَّمت وارسو من سلام؟
على مقربة من يوم لانطلاق فعاليّات مؤتمر وارسو في العاصمة البولندية التي ترعاها الولايات المتحدة بالشراكة مع بولندا لمناقشة آخر سُبُل عملية السلام والأمن في الشرق الأوسط، في ظل غياب الدولة الرئيسة لنجاح عملية السلام، وهي فلسطين بعد عرقلة الولايات المتحدة لعملية السلام.
في ظل رفض فلسطيني متواصل ، للمشاركة في مؤتمر وارسو على خلفيّة الدور الأميركي المُنحاز لإسرائيل بناءً على عرقلة الولايات المتحدة عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل في السنوات الأخيرة، التي شهدت على تصرّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتجاه القضية الفلسطينية، وإعطاء الحق لمَن لا يستحق عن طريقة نسب القدس للجانب الإسرائيلي ووقف الموازنة لدعم الأمم المتحدة من أجل اللاجئين الفلسطينيين آخرها وقف الموازنة المُخصّصة من كل عام للسلطة الفلسطينية.
ونقلاً عن مسؤولٍ أميركي رفيع المستوى “إن مسؤولين فلسطينيين تلقّوا دعوة إلى مؤتمر وارسو الذي تعقده الولايات المتحدة الأربعاء المقبل ( 13-2-2014)، لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط” بحسب وكالة رويترز.
وردّاً على دعوة الولايات المتحدة ، صرّح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في تغريدة له على تويتر بشأن المؤتمر” في ما يتعلق بتوجيه دعوة إلينا، نستطيع القول إنه جرى اتصال اليوم فقط من الجانب البولندي… موقفنا مازال واضحاً: لن نحضر هذا المؤتمر ونؤكّد على أننا لم نفوّض أحداً للحديث باسم فلسطين”.
ويُذكَر أن مؤتمر وارسو يُعقَد لمباحثات السلام والأمن في الشرق الأوسط حيث يتمّ من خلاله إدراج خطّة بشأن عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل.
فيما يشارك في المؤتمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن المقرّر ،أن يكشف جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة بإسم “صفقة القرن”.
وحسب وزارة الخارجية الأميركية فإن أكثر من 40 دولة من مختلف العالم تشارك في هذا المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية في الفترة ما بين13شباط و 14شباط.
وكشفت مصادر صحفية عن زيارة لجاريد كوشنر تستغرق مدتها أسبوعاً على رأس مسؤولين أميركيين وذلك بهدف مناقشة البنود الاقتصادية المُدرَجة في “صفقة القرن” والتي نوّهت لها وسائل إعلام إسرائيلية إنه من المُرجَّح الكشف عنها خلال أقل من شهرين.
وأكّدت حركة فتح الفلسطينية في بيان أصدرته “إن مؤامرة” وارسو هدفها تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولة أميركية- إسرائيلية، لتمرير صفقة العار والترويج لأفكارٍ لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائِن للقدس والأقصى والقيامة”.
فيما قال عضو المجلس الثوري والمُتحدّث بإسم حركة فتح “إسامة القواسمي “أية محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية، هي مُجرّد قفزة في الهواء، ومحاولة مكتوب عليها بالفشل المحتوم”. موضحاً أن “الجهة الوحيدة المُخوّلة بالحديث بإسم شعبنا الفلسطيني، هي منظمة التحرير، وإننا لم ولن نخوّل أحداً بالحديث بإسمنا”.
وانتقد القواسمي التطبيع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي مُشدّداً على أن “أي لقاء عربي مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، أو أيّ تطبيع أياً كان شكله مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو بمثابة طعنة للقدس ولشعبنا الفلسطيني وللدماء الفلسطينية النازِفة، وهدية مجانية لتل أبيب، وتشجيع على احتلالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني”.
رفضٌ متواصلٌ من قِبَل الفلسطينيين لعودة العلاقات التي تجمعهم مع الولايات المتحدة إيذاء التصرّف الأميركي مع القضية الفلسطينية وانحيازها لصالح إسرائيل خصوصاً التصرّف الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بوقف موازنة السلطة الفلسطينية والتي تُقدَّر ب 350 مليون دولار وعرقلة الأموال المُحوَّلة عن طريق البنوك الدولية ، آخرها وقف مبلغ مالي مُحوّل للسلطة الفلسطينية من العراق بقيمة 10 ملايين دولار لدعم موازنة السلطة.
تحت مُسمّى “صفقة القرن” هكذا تتم دعوة السلطة الفلسطينية إلى مؤتمر “وارسو” للموافقة على خطة التسوية للقضية الفلسطينية التي يتمّ من خلالها التنازل عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية في سبيل إرضاء الجانب الإسرائيلي… ماذا قدَّمت وارسو من سلام؟

ر
صحافي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com