ملفــات سـاخنـــة

اليمن كنز مدفون ينهبه العدوان

شهارة نت – تقرير

اليمن غنية بالكثير من الثروات الباطنية، والتي يتم نهبها خلال العدوان المفروض عليها، وكان أخرها ما تم تتداوله على شبكات التواصل الاجتماعي وهي أشجار تسمى “دم التنين”، تم تهريبها من قبل الحكومة الإماراتية، مما تسبب بردود فعل حادة وغضب اليمنيين.
وتظهر الصور التي التُقطت في ميناء صلالة في عمان، أن أشجار دم التنين، الفريدة من نوعها والمتواجدة حصرا في جزر جنوب اليمن، كانت تُنقل إلى بلد آخر. هذا وادعى مسؤولون إماراتيون أن هذه الأشجار تتعلق ببلد آخر وهي تُنقل الأن إلى قطر.

في الواقع، مع بدء عدوان قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن في ربيع عام 2015، لم تكن هذه المرة الأولى التي ترتفع فيها حِدّة الاحتجاجات على نهب الثروات الطبيعية لليمن من قبل الحكومات العربية مثل الحكومة السعودية وحكومة الإمارات.

وفي هذا الصدد، كتب “تركي الشلهوب”، أحد الصحفيين والمُستخدمين المُنتقدين للحكومة السعودية على صفحته في تويتر، أن هذه الأشجار سُرقت من جزيرة سقطرى اليمنية، مصحوبة بطيور وأحجار كريمة نادرة وتم نقلها إلى الإمارات العربية المتحدة. كما أكد أن “دولة الإمارات، تقوم بعمليات سرقة للثقافة والحضارة والثروة الوطنية لليمن وايضاً لجزر وموانئ هذا البلد، تحت شعار إعادة حكومة اليمن الشرعية “.

في الحقيقة، أن خطط دولة الإمارات للاستيلاء على جزيرة سقطرى اليمنية ونهب الموارد الطبيعية في جنوب اليمن، قد تم تسريبها منذ نحو عام. ولذلك، فإن التقرير، وضمن إشارته إلى الموارد الطبيعية لليمن، يتطرق إلى نهب الثروات الطبيعية لليمن وسرقتها من قبل الرياض وأبو ظبي.

الثروات الطبيعية والتاريخية لليمن

اليمن، دولة في جنوب غرب آسيا تبلغ مساحتها 527،968 كيلو متر مربع. وعلى الرغم من أن أهم مورد فيها من الناتج المحلي الإجمالي للبلد يرتبط بقطاع الخدمات، فإنها تمتلك أيضا ثروات زراعية وموارد طبيعية. ويمثل انتاج النفط أكثر من 60 في المائة من الايرادات الحكومية في البلاد مما يدل على أهمية الثروات الطبيعية مثل البترول والغاز في اقتصاد اليمن. وبالإضافة إلى ذلك، يوجد في اليمن 200 جزيرة، أهمها جزيرة سقطرى.

من الخصائص الفريدة لهذه الجزر هي في الواقع، المرجان والطيور والأغطية النباتية الخاصة التي تجذب العديد من الزوار والسياح إلى هذه المناطق. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع اليمن بوجود آثار تاريخية وحضارية متنوعة. وهي مناطق خلابة تاريخيا.

لكن منذ بدء عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية على البلاد، فقد تدمرت العديد من هذه الآثار التاريخية (مثل عرش بلقيس) أو نُهبت كما حدث مع الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز والمرجان والأشجار البحرية من قبل الحكومات السعودية والإماراتية المحتلة.

نهب الثروات الطبيعية لليمن من قبل المحتلين

من المظاهر الأخرى لسياسات التحالف العربي الاحتلالية، نهب وسرقة الثروات الطبيعية لليمن في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها. وقد اعترضت السلطات اليمنية مرارا على نهب ثروات اليمن الطبيعية من قبل المُحتلين واحتجوا على سياسية التحالف الاحتلالية.

فعلى سبيل المثال، وصف عبد المالك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله، في أكتوبر الماضي، هجمات التحالف العربي على اليمن بأنها احتلال قائلا: “ان قوات الاحتلال في جنوب اليمن ينهبون موارد وثروات اليمن، ونهبوا حتى أحجار جزيرة سقطرى”. وبالإضافة إلى ذلك، فقد حذرت السلطات اليمنية أيضا من عمليات النهب التي تقوم بها السعودية والامارات.

وعلى هذا الأساس، وضمن إشارة هذه التقارير إلى سرقة المملكة السعودية للنفط والغاز الطبيعي في اليمن، فأنها تشير أيضا إلى احتلال آبار النفط والغاز والمصافي اليمنية، وسحب مواردها من النفط والغاز. وبالإضافة إلى ذلك، واستنادا إلى الأدلة التي تم الحصول عليها، فقد اشترت مؤسسة إماراتية أراضي شاسعة في جزيرة سقطرى بقيمة 3 ملايين دولار.

كما أقدمت حكومة الإمارات في وقت سابق، على إخراج كميات كبيرة من الثروات الطبيعية المنقطعة النظير والفريدة من نوعها في جزيرة سقطرى. وكمثال على ذلك، يمكن الإشارة إلى سرقة المرجان والطيور الفريدة التي توجد فقط في هذه المناطق، من قبل التحالف العربي الغاصب وأمام أنظار العالم.

وفي آخر إجراءاتها، سرقت دولة الإمارات العربية المتحدة عددا كبيرا من الأشجار المعروفة باسم “دم التنين” من جزيرة سقطرى. ويبدو أن جزيرة سقطرى في جنوب اليمن، وهي واحدة من أجمل الجزر اليمنية وأجملها، قد نالت إعجاب الغُزاة الاماراتيين.

ومع ذلك، وإلى جانب عمليات النهب والسرقة، يبدو أن العدوان، شرع بسرقة الآثار التاريخية والقيّمة لليمن التي وُجدت في المناطق الأثرية والمتاحف اليمنية. وقد أدى اهتمام الدول العربية بالزينة والتحفيات، مثل النباتات والطيور والقطع الأثرية إلى تفاقم عملية نهب الثروات الطبيعية الفريدة لليمن.

وفي النهاية، يمكن القول بأنه على الرغم من المشاكل الكبيرة والضرر الهائل الذي ألحقه هذ العدوان باليمن، واضافةً إلى ارتكاب مجازر بحق المدنيين وضد الأطفال اليمنيين الأبرياء، فإن تحالف العدوان العربي، يُزيد من ظلمه على الشعب اليمني بطريقة أخرى بنهب الثروات والموارد الطبيعية.

ووفقا لهذه المعطيات، فإن المصطلح الأكثر دقة لوصف عدوان التحالف العربي على اليمن، هو الاحتلال. والنقطة المهمة هي أن كل هذه الأعمال بالإضافة إلى ارتكاب المجازر بحق الأطفال اليمنيين، تجري أمام أنظار العالم والمنظمات الدولية مثل اليونسكو والأمم المتحدة، وقد فضلت هذه المؤسسات التزام الصمت على إبداء رد فعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com