اراء وتحليلات

ماذا يريد العرب من التخلي عن القدس؟

مقالات

التاريخ يتكرر بنفس التفاصيل ولكن الذي يتغير هو الزمان و الوجوه في مسار التاريخ و بهذا تبقي النتيجه واحدة.

قبل 100 عام قام بعض قادة العرب بأول خطوه في بيع ارض فلسطين لليهود بأمل أن القوى الاوربية المنتصرة في الحرب العالمية الاولى ستضمن لهؤلاء القادة الحكم على الاراضي العربية الموحدة و كان هذا هو جوهر الصفقة المعروفة بين الامير فيصل بن الشريف بن حسين مع بريطانيا ومندوب المنظمة الصهيونية العالمية حيث كان امله أن تسمح تلك القوي بجعل حكم كافة الاراضي العربية له و لابيه ولكن ما حصل ان اوربا على ضوء تلك الصفقة جمعت اليهود من اقصى دول العالم و اسكنتهم فى فلسطين و بدلا عن اعطاء الحكم لأل شريف بن حسين قاموا بتقسيم الاراضي العربية بين امراء و ملوك و رؤساء عرب و اثاروا بينهم العداوات و الحروب الى يومنا هذا.
واليوم يقوم احفاد اولئك القادة بصفقة جديدة بالتخلي عن القدس تحت عنوان ‘صفقة القرن’ مقابل ان يعمل الغرب و الكيان الصهيوني بالقضاء على محور المقاومة و خصوصا ايران حيث يرون منهما خطرا على عروشهم و هذا هو سر السكوت العربي الرسمي تجاه القدس اليوم.
ولكن حتى لو تخلوا عن القدس لن يتخلصوا من محور المقاومه وعلى رأسها ايران لان الغرب كتب على نفسه عهدا بأن يجعل دول المنطقه في حالة ضعف دائمة حتى يستطيع الامساك بخيوط اللعبة في الشرق الاوسط و لهذا هناك أراء تقول ان الغرب يستغل – نوعا ما – خشية حكام العرب من محور المقاومه بشكل عام لأستنزاف مليارات الدولارت على شكل عقود و صفقات ونهب الثروات الطبيعة والبشرية لهذه الدول، و لماذا يستغني عن هكذا اوراق ضغط ؟ و صفقة الـ500 مليار دولار بين أمريكا و السعودية خير دليل على ذلك.
و بهذا سوف يبقي حكام العرب – الا ما ندر منهم- في الذل و الهوان و الخضوع الدائم للغرب الاستعماري لأن هذا ما كتبوه على انفسهم اما بالنسبة للقدس الشريف سوف يحررها من هم اهلا لها و هو محور المقاومة و الشعوب الواعية و الدول الحرة الاسلامية و العربية و من يقف معم في العالم الحر…هذا هو الفرق بين الاحرار الذين يقرؤون التاريخ و يعتبرون منه و الحكام و الامراء و الملوك و الرؤساء المتخاذلين الذين لايهمهم شيء الا عروشهم حتى اذا كان ذلك على حساب اقدس المقدسات و منها القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com