عربي ودولي

قائد الانتصارات ” حسن نصر الله ” في خطاب تاريخي .. ماذا قال فيه ؟

شهارة نت – لبنان

القى السید حسن نصر الله خطاب تاریخي أفصح فيه عن بناء استراتیجیة مقاومة موحدة لمواجهة العدو والعزم علی إتمام مسیرة الدفاع عن المقدسات و حفظ المقاومة لتحریر القدس.

وأشاد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في خطابه بنصرة الشعب اليمني للقدس والذي خرج بمئات الآلاف في صنعاء وصعدة رغم قصف العدوان السعودي الأمريكي.

جاء ذلك في كلمة له خلال مسيرة جماهيرية كبرى في الضاحية الجنوبية لبيروت نصرة للقدس، حيث أوضح أن تحرك الشعب اليمني يعبر عن أصالته وتضامنه مع القدس.

وقال نصر الله: نجدد لشعبنا في فلسطين العهد والميثاق أن نبقى في لبنان مع فلسطين وشعبها والقدس وأهلها والمقدسات المسيحية مهما غلت التضحيات.

واشار الامين العام لحزب الله الى ان ترامب تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لـ”اسرائيل” وبكل عنجهية واستكبار أنه سيخضع له العالم وستتسابق عواصم العالم لتلحق به. لكنه بدا غريبا وحيدا معزولا معه فقط “اسرائيل”. هذا الامر مهم ويجب البناء عليه وأن تعمل الحكومات العربية والاسلامية على تحصين مواقف الدول الرافضة لهذا الاعتراف.

واشاد بالمواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الاسلامية، السنية والشيعية، الى المرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصا في المشرق العربي وقال: يجب أن نقدر كل التحركات الشعبية باشكالها المختلفة، الاعلامية الاعتصامات التظاهرات، خصوصا التظاهرات التي خرجب في مدن كثيرة وعبرت فيها الجماهير عن غضبها وادانتها لهذا العدوان والتزامها بقضية القدس وفلسطين.

واستطرد القول : اليوم وبعد كل الاحداث أن تخرج التظاهرات وتنظم الاعتصامات وأن يعبر الناس عن موقفهم الرافض للعدوان الاميركي وتضامنهم مع فلسطين، ومن اوجب الواجبات الاعلامية والنفسية والروحية، ومن الاشكال المهمة للتغلب على نتائج السنوات العجاف. أخاطبكم أنتم الذين تتظاهرون اليوم في الضاحية وكل الذين تظاهروا وكل الشعوب العربية والاسلامية والجاليات في العالم، أقول أن تظاهركم اليوم على درجة عالية من الاهمية في سياق المواجهة القائمة مع العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات وعلى مواقع التواصل، لان الرهان كان أنكم نستيم وتعبتم.

واشار السيد نصر الله الى ان الاحتضان الشعبي الذي يعبر عنه يشكل دعما معنويا كبيرا جدا للمقاومين والمنتفضين واضاف: كل تظاهرة او اعتصام او احتشاد كان يحصل في اي مكان في العالم كان يزيدنا قوة ويشعرنا أننا لسنا وحدنا. الشعب الفسلطيني بحاجة الى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان. للذين تظاهروا كل الشكر والدعوة لمواصلة التحدي، وهذا شكل من اشكال المواجهة.

ولفت الى ان الصف قد يشهد بعض الخروقات كما حصل في الوفد البحريني وقال: هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين ولا ارادة البحرين، بل يمثل السطة الغاشمة التي ارسلته وحملته برسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهودون القدس والمحتل. هذا لا يعبر عن شعب البحرين، الشعب خرج في تظاهرات للتعبير عن تضامنه مع القدس واطلق عليه الرصاص وقمع. هذه فضيحة للسطلة التي تقمع الشعب وتمنعه من التظاهر لاجل فلسطين وترسل وفدا للتطبيع مع العدو.

وراى الامين العام لحزب الله ان من فائدة القرار الاميركي أن يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والاسلامي مؤكدا بالقول : هناك شعبان خرجا وواجها الرصاص، الشعب الفلسطيني واليمني الذي خرج في صنعاء وصعدة بمئات الالاف واللذان يقصفان من قبل سلاح الجو التابع للعدوان السعودي الاميركي .

وتابع اننا في لبنان اليوم نفتخر باجماعنا الوطني حول القدس وحول فلسطين، وحول الموقف من قرار ترامب المدان والمستنكر من قبل جميع اللبنانيين، والمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل النيابية والنواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكونات الشعبية وصولا الى الخطاب المميز لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة وشدد قائلا : نجدد العهد أن نبقى مع فلسطين والقدس ومع المقدسات الاسلامية والمسيحية. نشهد اليوم انتفاضة حقيقية في الروح والفكر والموقف والارادة والميدان والشارع فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون للدفاع عن المقدسات.

ولفت الى اجتماع حكومة العدو في اليوم الثاني من قرار ترامب وأعلان بناء 14 ألف وحدة سكنية وتغيير الاسماء العربية للشوارع وقال : هذا القرار الاميركي يجب أن نعرف أنه جاء في سياق وليس معزولا، عندما نعود الى ما قبله سنفهم ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات الماضية، عندما كنا نتحدث عن المشروع الاميركي الصهيوني في تدمير دولنا وشعوبنا وجيوشنا. عام 2011 قلنا لكم أن أميركا التي تدعم الجماعات الارهابية وفي مقدمها “داعش” هدفها تدمير مجتمعاتنا وتصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي يوم ينسى فيه الناس فلسطين. لكن ستخيب آمالهم. وهذه الخطوة لها ما بعدها، الاميركيون سيقولون أن القدس خارج البحث ويجب اكمال التوسعة في المشروع الاميركي الاسرائيلي.

واهاب بالامة الاسلامية وقال : على الامة جمعاء مواجهة المشروع الامريكي والمسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفسلطيني، الصمود هو الحل . اذا رفضتم الخضوع للاملاءات الاميركية وبعض العربية، اذا لم توقعوا على اي مشروع واصريتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين ورفضتم كل عائلة “أبو ديس” اذا رفضتم ذلك لا ترامب ولا كل العالم بامكانه ان ينزع المقدسات والقدس. أنتم الاساس في أي موقف. اذا تخليتم سيقال لكل من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، موقفكم يا شعب فلسطين هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية المقبلة وعليكم الرهان وكلنا معنيين أن نكون معكم.

واستطرد السيد نصر الله القول : بناء على ما تقدم وعلى نتائج هذا القرار أٌول اليوم لقد تمت الحجة الالهية والعقلية والمنطقية، بعد قرار ترامب على كل أولئك الذي كانوا ومازالوا يراهنون على أميركا وعلى تدخل أميركي لمصلحة الفسلطينيين، تمت الحجة على الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم. أميركا ليست راعية سلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة “اسرائيل” وراعية الارهاب والاحتلال والتهويد والتهجير والاحراق والتدمير والفتن. أميركا صانعة “داعش” والجماعات التكفيرية، موقف الامة الوحدي يجب أن يكون الموت لاميركا. يجب أن تتركز كل الجهود والضغوط بخط عريض على عزل الكيان الصهيوني مجددا. احاول أن أذهب الى نقاط واقعية ليس المهم أن نرفع الشعارات، من أهم الردود على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”اسرائيل” هو العودة الى عزل هذا الكيان بالكامل عبر الضغط الشعبي والجماهيري وفي المجالس النيابية والحكومات والانظمة ومواقع التواصل وعلى بعض النخب المستسلمة، يجب الضغط على الحكومات لقطع العلاقات واغلاق السفارات الاسرائيلية، ووقف كل اشكال العمل مع الصهاينة عربي أو فلسطيني ومنع أي شكل من اشكال التطبيع وتفعيل عمل المقاطعة.

وخاطب الفلسطنيين بالقول : أقول لاهل القدس وفلسطين، أي وفد يأتي مطبعا أطردوه واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لانه لا يمثل شعبه، ويجب أن تحاسبه حكومته. الضغط السياسي لعزل “اسرائيل” اهم خطوة مطلوبة من السلطة الفلسطينية، قولوا لهم انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يعد ترامب عن قراره هذا. وأن تعلن جامعة الدول العربية وقمة التعاون الاسلامي وقف عملية السلام.

ثالثا أن يكون الرد على قرار ترامب انتفاضة، الفلسطينيون دائما كانوا السباقين في المقاومة والمواجهة الشعبية والانتفاضة ومعلمين كبار. الفلسطينيون هم الذين يقرروا ما يجب عليهم أن يفعلوا. ان أهم رد على قرار ترامب العدواني هو اعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة. وعلى كل العالم العربي والاسلامي أن يساندهم. أعلن أني لا اتكلم باسم حزب الله بل باسم كل محور المقاومة. دول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية بالرغم من الجراح والالام تخرج منتصرة قوية صلبة، هذا المحور يلحق الهزيمة بكل الادوات التكفيرية، اليوم محور المقاومة سيعود ليكون أولوية اهتمامه وليعطي كل وقته للقدس وفلسطين.

واضاف : أدعو جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة للتواصل والتلاقي لوضع موقف لمواجهة العدوان، لنستعيد القدس ولتبقى القضية، لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة، لنواجه جميعا باستراتيجية واحدة وواضحة ولوضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الادوار وتتكامل الجهود في هذه المواجهة الكبرى. نحن في حزب الله سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال.

وتابع السيد نصر الله : يجب أن تثقوا بربكم وبوعد الله “ان تنصروا الله ينصركم”، ان نصرنا الله بحضورنا ووحدتنا وتلاقينا وتحملنا المسؤولية وعدم خوفنا وتراجعنا، الله ينصرنا. ثقوا بربكم وأمتكم وبحركات المقاومة وبمحور المقاومة الذي نقل الامة من عصر الهزائم الى عصر الانتصارات.

وراى ان الهدف من هذا القرار هو أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية مشددا بالقول : لنجعل القرار الاميركي الاحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب الى الابد وليكون شعارنا الموت لـ”اسرائيل”. يجب أن نحول الخطر الى انجاز وهذه الهزيمة الدبلوماسية للحكومات العربية أن نحولها الى انتصار لفلسطين وللمقدسات. نيتناهو أطلق من باريس تهديدات للمقاومة وللبنانيين، هو يريد أن يجعل المسألة سلاح حزب الله وصواريخه. أنا لن أرد عليه ، لان المسار يجب أن يبقى للقدس، العاصمة الابدية التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفسلطيني “للقدس رايحيين شهداء بالملايين. بكل ثقة ويقين أقول لكم قرار ترامب سيكون بداية النهاية لـ”اسرائيل”. هذه وقفتنا وهذا موقفنا والتزامنا والى الابد. نحن في لبنان بلد المقاومة وبلد التضحيات والشهداء وبلد الانتصارات، بقينا مع فلسطين وسنبقى حتى يصلي المسلمون في المسجد الاقصى والمسيحيون في كنيسة القيامة، ولن نترك فلسطين والقدس والمسجد الاقصى لأنه يمثل العنوان الذي استشهد من أجله الحسين ( عليه السلام) .

 

وبهذا الخطاب يكون السید حسن نجح في تحدي اعدائه و الذین خاصموه و خالفوه في خیاراته بآن ارجعهم الی قراءة خطابه التاریخیي دون ان یستعرض رصید القوة الذي یحمله في انتصاراته.

لقد تحدی بخطابه الیوم کل الکذب و النفاق و المهادنة و الخنوع و الضعف الجاثم علی صدور المتخاذلین و الجبناء ممن یدعون القیادة في هذه الامة. فطرح علیهم الحلول و واجههم بطریقة غیر مباشرة بعجزهم و وعودهم المعلقة علی اسوار اتفاقیات السلام الموهومة.

هذا الخطاب جسد لبناء استراتیجیة مواجهة حقیقیة مبنیة علی التوحد و الوضوح والاهم الصدق و الاخلاص في المواجهة و لسان حاله یقول نحن بما عشناه من مواجهة طیلة السنوات الماضیة في حرب فرضت علینا  و کان هدفها القضاء علی المقاومة و منهاجها الحقیقی و تشتیتها في زواریب الفتن و الصراعات المذهبیة انتصرنا… و ما حققناه من انتصارات و ما بنیناه من رصید و خبرات بانتظارکم لاتمام المهمة الاصعب و الاهم و هي تحریر فلسطین فلکم الخیار اما ان تکونوا معنا فتنتصروا و تناصروا و اما ان تتراجعوا و تترکوا المیدان فتخسرون و یلعنکم التاریخ.

ان التحدي الاکبر في خطاب السید حسن الیوم انه بات لدی الجماهیر العربیة و الاسلامیة یقین بانه لا وجود لغیره قائدا حقیقیا للمعرکة المقبلة فهو رجل فلسطین الذي یرسم خط الاقدام بدون تهور و لا مبالغة و لا تراجع …انه یرسم استراتیجیة النصر التي تصلح العقبات و تعید البوصلة الحقیقیة لمکانها و هي فلسطین.

بالتآکید هي لحظة تاریخیهة من عمر النضال العربي و الاسلامي ضد الامبریالیة و الصهیونیة العالمیة. و هي الی جانب ذلك خطة مفصلیه في تاریخ هذا القائد العظیم.

نقول انه لیس سهلا علی  هذا القائد  الشریف و بعد کل هذه التحدیات التي واجهتها المقاومة في المنطقة ان یعید العقول و الضمائر التائهة الی فلسطین و الی مواجهة العدو الحقیقي و الاوحد لهذه الامة لکنه و لایمانه بان المعرکة کانت و لا تزال و منذ البدایة مع العدو الصهیوني و الامریکي و ان اختلفت الادوات فانه یعلنها الیوم و بکل وضوح انه قد حان الوقت لمواجهة الاصیل بعد سقوط الوکیل.

المعرکة القادمة هي الفصل و ما قرار ترامب المتهور و الغبي الا اقرار ببدایة النهایة لاسرائیل …هذه هي المعادلة و هذا هو النصر و السید حسن نصر الله خلق لیقود الانتصارات فابشروا یا شعب فلسطین .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com