كتابات

صحوة ضمير أم تقاطع مصالح أم هروبٌ إلى الأمام ؟!

بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي

( نادمة أشد الندم لتأييدي لعاصفة (العار) التي جلبت لبلدي الموت والجوع والمرض والدمار والإحتلال)
هكذا وبشخطة قلم نسفت السيدة النوبلية توكل كرمان في تغريدة لها على تويتر يوم أمس ما يقارب من ثلاث سنوات من العمل الدؤوب والتحركات النشطة في كل المحافل الدولية دعماً ومباركةً وحشداً لهذه العاصفة وتحريضاً في الوقت نفسه على ما قالت اليوم أنه بلدها ووطنها !
فمالذي يا تُرى قد تغير وجعل الأخت توكل كرمان بعد ما يقارب الثلاث سنوات من العدوان تقول مثل هكذا كلام ؟!
وهل كانت تحتاج إلى كل هذه المدة وهذا الكم من القتل والتدمير والتجويع والحصار والأوبئة بحق الشعب اليمني حتى تتوصل إلى قناعة بأن ما يجري عليهم هو بالفعل عدوانٌ وإحتلال أم أن الأكمة وراءها ما وراءها خاصةً وأن الإحتمالات والتكهنات مفتوحةٌ جميع أبوابها على مصراعيها ؟!
من يدري ؟!
فلعلها فعلاً قد أحست بالذنب وأرادت التكفير عن الخطأ بالاعتراف به، وهذا في الواقع يتطلب منها عملاً ملموساً وفعلاً مرئياً يثبت أنها كذلك !
أولعلها ما قالت هذا الكلام إلا تماشياً مع توجهاتٍ قطرية جديدةٍ بدأت تقول مثل هذا الكلام أيضاً وذلك على خلفية الأزمة القطرية الخليجية خاصةً وأن الأخت توكل تعد واحدة من اليمنيين المحسوبين على قطر والمدعومين منها منذ أيام ما سمي بأحداث الربيع العربي !
أولعلها أيضاً قد أدركت فشل هذه العاصفة وما سيترتب على هذا الفشل لاحقاً من وضعٍ جديدٍ لن يكون لها ورفاقها فيه أي دورٍ قادمٍ، فأرادت ربما أن تستبق الأحداث وتقفز إلى الأمام بإعلان ندمها هذا كي تحجز لنفسها مكاناً ومقعداً يؤهلها إلى لعب دورٍ آخر في المرحلة القادمة !
أولعلها ولعلها ولعلها …
على أية حال، لا أحد يعلم مكنونات الصدر والنفس إلا الله سبحانه وتعالى، إلا أننا نتمنى لها أن يكون موقفها هذا قد جاء نابعاً من صحوة ضمير حتى ولو متأخراً لعلها تدرك وتدارك ما فاتها من تفريطٍ وإفراطٍ بحق أهلها وشعبها ووطنها لعلهم يغفرون لها بعض ما قدمته وأقترفته يداها لعلها تكون من التائبين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com