أهم الأخباركتابات

لماذا عادت الاغتيالات إلى صنعاء..

بقلم / عبده عطا

قبل أسبوع نشرت صحيفة “الوطن” السعودية خبرا في صدر صفحتها الأولى، مفاده أن “إيران أرسلت خبراء إلى اليمن لتدريب الحوثيين على الاغتيالات”، رغم أن الحوثيين لا يحتاجون لتعلم الاغتيال حتى يصفون خصومهم، لأسباب عدة، أهمها أن لا مكان لـ”الاغتيال” في قاموسهم، أيضا، الحوثيون يحكمون سيطرتهم على صنعاء، فما حاجتهم للاغتيال، كما أنه لم يعد هناك في صنعاء خصوم لهم، لا يقدرون الوصول إليهم إلا عن طريق الاغتيال، مثلا.
الحوثيون، بالنسبة لعمليات الاغتيال لا تربطهم بها علاقة أكثر من أنهم ضحايا، فهنا ينتهي دورهم في عمليات الاغتيال التي شهدتها اليمن، وخاصة في الفترة الأخيرة، كما أن في اليمن، يدرك الجاهل قبل المتعلم، والصغير قبل الكبير، من هي الجهات التي تمتهن الاغتيال ولها تاريخ في مثل هكذا أفعال.
لكن، وبحكم أن الغباء موروث سعودي، فقد أرادت الجهة التي تخطط لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات أن تعلن وتروج لمخططها من خلال الإعلام السعودي المتعجرف، مستغلة غباءه للمداراة عن الجهة المحلية في اليمن، التي ستقوم بمهمة الاغتيال، وعلى الأرجح أن “الإمارات”، هي من يقف وراء هذا المخطط، والذي تريده أن يبدأ متزامنا مع الهجوم على الحديدة، بهدف إرباك صنعاء،التي بات من الصعوبة بمكان دخولها إلا عن طريق الدرجات النارية والعبوات الناسفة، وليس الهدف هنا إلحاق الضرر الأكبر بالحوثيين، فعمليات الاغتيال، وما تلحقه من أضرار في الأرواح والممتلكات لا تقارن بما ترتكبه الطائرات من مجازر وحشية، لكن، وبالرغم من ذلك، فإن هدف “الإمارات” من استخدام وسيلة الاغتيالات في صنعاء، هي محاولة إرباك المشهد من الداخل، ومفاجأة الحوثيين في العاصمة، وذلك بالتزامن مع الهجوم الذي تعد له على الحديدة.
ومثلما فعلت “الإمارات” حين استخدمت “الإعلام السعودي” للتبشير بـ”الاغتيالات”، فإن الجهة المكلفة بتنفيذ المهمة، بدأت مهمتها، بذات السياسة، فـ”نجاة” البرلماني “سوار”، ومن ثم “رئيس الجزائية المتخصصة” من محاولة اغتيال، ما هي إلا بروفة خلط الأوراق، ولذلك من السذاجة، الإفراط بالحكم على أن “هادي” هو من يقف وراء محاولة اغتيال “رئيس الجزائية المتخصصة”، واعتبار ذلك، ردا على الحكم بإعدام “الدنبوع” الذي لم يعد قادرا على حماية نفسه، فالموضوع أكبر من “الدنبوع”، ومن “القاضي” بإعدامه.
عموما.. مثلما أرادت “الإمارات” الجهة المخططة ، أن ترمي بجريمتها على “الغباء السعودي”، فإن الجهة المنفذة، تريد أيضا، أن تلقي بجثث الضحايا الذين كُلفت بتصفيتهم، على باب “الدنبوع”، المخطط كبير ووسخ، وعلينا أن نتساءل لماذا في هذا الوفت بالتحديد، عادت الاغتيالات إلى صنعاء.. ربنا يستر، فوحده من نسأله أن يرد كيد المعتدين في نحرهم، وأن يحفظ اليمن من شر “المنافقين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com