اراء وتحليلات

ميناء الحديدة منطقة عسكرية كيف ولماذا

بقلم / عارف الشرجبي

منذ بدء العدوان الظالم على بلادنا وقف العالم مشدوها – دولا ومنظمات وهيئات وربما أشخاص (إلا من رحم ربي) – الجميع وقف إما متفرجا أو شامتا أو مؤيدا ومشاركا في جرائم حرب الإبادة التي ترتكب بحق شعب اليمن منذ ما يقارب العامين حتى ألان .هذا الموقف الغريب من قضية شعبنا العادلة أصبح وصمة عار في جبين العالم بأسره وخاصة العجوز الشمطا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الكسيح الذي لا يقوى على فعل شي إلا ما يؤمر به من دول العدوان ومنها الدولة الدكتاتورية الأولى في العالم السعودية والشيطان الأكبر أمريكا.كم كنا نتوسم ونعول كثيرا على الأمم المتحدة وعلى بعض الدول العظمى أنها لن تصمت حيال ما يجري في اليمن من حرب إبادة تتنافى مع كل القوانين السماوية والمواثيق والأعراف الدولية التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان في العالم غير أننا تفاجئنا أن تلك الأعراف والمواثيق لم تكن إلا أكذوبة تستخدمها تلك الدول لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها هنا أو هناك والا كيف لهذه المنظمة الدولية والدول العظمى والمتقدمة والنامية أن تصمت حيال ما يرتكب بحق اليمن واليمنيين من مجازر وجرائم حرب على مدار الساعة طيلة عامين من العدوان . بالأمس القريب أعلن الفار هادي نقل البنك المركزي اليمني الى عدن في تحد صارخ للدستور وقانون إنشاء البنك وأيضا لعدم إمكانية نقله كمؤسسة سيادية تحتوي على وثائق وأصول وقاعدة بيانات تخص الداخل والخارج وكان من غير المقبول إقحامه كورقة سياسية وأداة حرب على شعبنا ورغم ذلك حدث ماحدث والعالم ينظر الى هذه المهزلة التي أثبتت أن هادي ليس جديرا برعاية زريبة أبقار ناهيكم عن حكم بلدا حضاريا كاليمن وهذا التصرف المجنون من قبل هادي عطل البنك عن أداء وظيفته تجاه صرف مستحقات المواطنين ناهيكم عن عجز هادي عن القيام بأي شي مما التزم به أمام العالم بأنه سيفي بكل التزامات البنك داخليا وخارجيا ورغم ذلك وقف العالم بين متفرج ومؤيد لإجراءاته التي تسببت في ارتفاع نسبة المجاعة في أوساط الشعب للحد الذي أعلنت منظمات دولية عن كارثة إنسانية وشيكة في اليمن جراء انعدام السيولة وعدم صرف المعاشات.وإمعانا في قتل الشعب وتجويعه حاول العدوان اقتحام المواني اليمنية ميدي والحديدة والمخا لإحكام للسيطرة على الإيرادات الجمركية والضريبية والاستيلاء عليها رغم محدوديتها الى جانب منع المواد الغذائية من الدخول لشعبنا المحاصر برا وجوا وبحرا دون مسوغ قانوني يجيز أفعالهم المجرمة وعندما فشل هادي ودول العدوان من عملية الاقتحام خلال الأسابيع الماضية أعلن ا اليوم أن ميناء الحديدة منطقة عسكرية يحضر مرور السفن المدنية المحملة بالمواد التموينية والغذائية وكان المعتدين ومن معهم يقولوا لشعب اليمن إما أن تقبل بهادي حاكما مضرجا بالدما مكبلا بالعار والعمالة ليحكمك رغما عنك أو تموت جوعا وقصفا بكل آلة الحرب المدمرة.نعلم أن إعلان الحديدة منطقة مواجهة عسكرية ليس له تأثير فعلي على مجريات الحرب والمعارك العسكرية التي تدور في أكثر من منطقة يمنية وذلك لبعد منطقة الحديدة عن المناطق التي يدعي أنها مؤثرة على عملية الحسم والسيطرة على مفاصل البلد باعتبار الحديدة ليست قريبة من صنعاء وليست في قلب باب المندب الممر المائي الدولي الذي يقولون أن المعارك بالقرب منه ستؤثر على الملاحة الدولية وبالتالي نقول لهادي ودول العدوان ومن يقف على طابور موائد آل سعود وعطاياهم من الخطى والعار إقحام ميناء الحديدة او غيره من الموانئ كورقة سياسية أو عسكرية في معركتكم القذرة والخاسرة مع شعب اليمن .وأمام هذا المشهد الممعن في الفجور ومسلسل القتل والتدمير والتجويع والحصار والصمت العالمي المهين يتساءل الإنسان اليمني لاسيما الطفل والمرأة والشيخ المسن هل مات الضمير العالمي بعد أن ضل متفرجا على ما يحدث في بلادنا من جرائم .هل ماتت الأمم المتحدة وقبرت تحت أكوام الريال السعودي الذي كتم على أنفاسها النتنة. هل تخلت عنا روسيا العظمى التي عرفناها مناصرة للمستضعفين في العالم طوال فترة الحرب الباردة وما بعدها لتصبح اليوم شاهدة على جرائم أمريكا والغرب أو أنها أصبحت جزءا من منظومة الدول الباحثة عن المصلحة على حساب قيم العدل والمساواة هل أصبحت الشعوب العربية والعالمية مسلوبة الإرادة أم جزءا من العدوان والحرب التي ليس لها فيها ناقة ولا جمل أم أنها لعبة القدر التي جعلت شعب اليمن يقف وحيدا في مواجهة حرب دولية ظالمة ليس له ذنب إلا انه يرفض الخنوع والهزيمة والاستسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com