حقوق الإنسان.. والحياد المشبوه

بقلم / عادل البكار
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي احتفلت به المفوضية السامية لحقوق الإنسان ( مكتب اليمن )، صباح الاثنين في فندق تاج سبأ بصنعاء، ألقت إحدى الأخوات الحقوقيات كلمة عن منظمات المجتمع المدني، أثارت سخط الحاضرين، إذ لم تتطرق المتحدثة باسم المنظمات اليمنية إلى انتهاكات وجرائم العدوان السعودي على اليمن. ولم تشر، في كلمتها ولم من بعيد، إلى ما تقوم به بارجات قوات التحالف العربي ومنصات صواريخه ومقاتلات الـF16 والأباتشي، من قتل وتدمير وحرب إبادة في عموم مناطق ومحافظات اليمن. واكتفت الحقوقية اليمنية بالإشارة إلى النزاعات المسلحة الداخلية، داعيةً جميع الأطراف المتصارعة العودة إلى الحوار والحل السياسي، متجاهلةً تماماً العدوان الخارجي الشامل والمفتوح على اليمن.
المتحدثة باسم المنظمات الحقوقية اليمنية زعمت أنها ملتزمة بمبادئ وقواعد الحياد، لكنها لم تكن موفقة في مزاعمها، إذ لم تكن كلمتها حيادية بل منحازة إلى العدوان السعودي، حيث أنها قد غضت الطرف تماماً عن كل المجازر الوحشية التي تقترفها قوات العدوان ويذهب ضحيتها آلاف الضحايا من النساء والأطفال والمدنيين. ولن تكون أكثر حرصاً وتوخياً لمبادئ وقواعد الحياد من منظمات حقوقية عالمية كمنظمة العفو الدولية ( البريطانية ) ومنظمة هيومن رايتس ووتش ( الأمريكية ) اللتان ذكرتا في تقاريرهما، لأكثر من مرة، أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن، وتستخدم أسلحة محرمة دولياً، وتحملان السعودية في أكثر من تقرير مسؤولية جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها في اليمن.
الحياد الذي يتجاهل جرائم العدوان السعودي وانتهاكاته، ويغض الطرف عن آلام وجراح ومآسي آلاف الضحايا بسبب أعمال القتل والخراب والدمار، لا يسمى حياداً بل هو انحياز واضح للجلاد، وخذلان تام للضحية.
المفارقة العجيبة أن مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن السيد/ جورج أبو الزلف، كان أكثر إنصافاً وأقرب إلى الحياد، عندما أشار إلى أن اليمن البلد الفقير يتعرض للتدمير ومحاولات التمزيق، وأكد في كلمته أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان ترصد جميع الجرائم والانتهاكات في اليمن بحيادية وبغض النظر عن جنسيات المنتهكين سواءً كانت أطراف محلية أو أطراف أجنبية.