فيديو واحداث مصورة

تعرف على العقل المدبر لتفجيرات باريس

وكالات

أعلنت النيابة العامة في الفرنسية، الخميس، مقتل “عبد الحميد أباعود” العقل المدبر والمشتبه الأول في التخطيط للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في العاصمة باريس الجمعة الفائت.

وأوضح بيان النيابة، أنّ أباعود قُتل خلال مداهمات أجرتها الشرطة الفرنسية، على إحدى الشقق السكنية في ضاحية سان دوني (شمالي باريس)، الأربعاء.

وأضاف البيان أنّ الشرطة الفرنسية تمكّنت من التعرف على هوية المقتول، بعد إجراء الفحوصات اللازمة على جثته، مضيفًا في الوقت ذاته أنّه كان ضمن قائمة المطلوبين للقضاء الفرنسي بتهمة التخطيط لتفجيرات باريس.

جدير بالذكر أنّ العاصمة الفرنسية شهدت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، سلسلة تفجيرات إرهابية، راح ضحيتها 132 شخصًا وجُرح 352 آخرون، فيما تبنّى تنظيم “داعش” مسؤولية تنفيذ العملية.

من هو أباعود؟

يعتبر عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعتداءات باريس والذي قتل الاربعاء في العملية التي نفذتها الشرطة في سان دوني بضاحية العاصمة الفرنسية من ابرز وجوه الجهاد وقد قاتل في سوريا قبل ان يعود الى اوروبا مفلتا من شباك اجهزة الشرطة التي تمكنت اخيرا من القضاء عليه.

واعلن مدعي عام باريس فرنسوا مولانس مزيلا الغموض الذي ظل يلف مصير الجهادي البلجيكي لاكثر من 24 ساعة “تم التعرف رسميا للتو على جثة عبد الحميد اباعود من خلال مقارنة بصمات على انه قتل خلال الهجوم .. انها الجثة التي عثر عليها في المبنى وتحمل اثار رصاص غزير”.

ولد اباعود عام 1987 في بلدة مولنبيك في منطقة بروكسل واتخذ كنية ابو عمر السوسي باسم منطقة السوس التي تتحدر منها عائلته في جنوب غرب المغرب، كما يعرف بابو عمر البلجيكي.

وروى رفيق سابق له في المدرسة لصحيفة “لا ديرنيير اور” البلجيكية الشعبية انه “كان نذلا صغيرا” مشيرا الى انه كان يعمد الى مضايقة الاساتذة ورفاقه وسلب محفظات.

وورد اسم اباعود في تقرير لاجهزة الاستخبارات الاميركية في مطلع 2014 حذر من احتمال وقوع اعتداء ينفذه تنظيم الدولة الاسلامية في اوروبا، مشيرا الى فرضية ان يكون اباعود حاول التظاهر بانه قتل في سوريا في نهاية 2014 حتى تكف السلطات البلجيكية عن مساعيها للقبض عليه

وتصدر “ابو عمر البلجيكي” عناوين الصحف البلجيكية في مطلع عام 2014 بعدما اقتاد شقيقه الاصغر يونس (13 عاما) الى سوريا وقد لقبته بعض وسائل الاعلام بـ”اصغر جهادي سنا في العالم”..

ويعتقد ان ابو عمر انضم في سوريا الى مقاتلين بلجيكيين اخرين ليشكلوا فرقة نخبة في تنظيم الدولة الاسلامية. وظهر في فيديو لتنظيم الدولة الاسلامية معتمرا قلنسوة من الطراز الافغاني ليتباهى بارتكاب فظاعات وهو يخاطب الكاميرا من خلف مقود الية تجر جثثا مشوهة الى حفرة.

– “عار على العائلة” –

ويقول ابا عود في الفيديو مفتخرا باسما ومتكلما بمزيج من الفرنسية والعربية “من قبل كنا نجر زلاجات مائية ودراجات رباعية وقاطرات مليئة بالهدايا والحقائب للذهاب في عطلة الى المغرب. اما الان فنجر الكفار الذين يقاتلوننا، الذين يقاتلون الاسلام”.

وكتبت صحيفة دي مورغن الفلمنكية الثلاثاء ان والد ابا عود تاجر ارسل ابنه الى مدرسة راقية في بلدة اوكل السكنية في جنوب بروكسل.

وقال والده عمر اباعود في كانون الثاني/يناير لصحيفة لا ديرنيير اور “كانت حياتنا جميلة، بل حتى رائعة هنا. لم يكن عبد الحميد ولدا صعبا واصبح تاجرا جيدا. لكنه غادر فجأة الى سوريا. كنت اتساءل كل يوم ما الذي دفعه الى هذا الحد من التطرف. لم احصل يوما على جواب”.

وقال عمر اباعود الذي وصلت عائلته الى بلجيكا قبل اربعين عاما “عبد الحميد الحق العار بعائلتنا. حياتنا دمرت. لماذا يريد قتل بلجيكيين ابرياء؟ عائلتنا تدين بكل شيء لهذا البلد”.

واكد انه “لن يغفر ابدا” لعبد الحميد “تجنيد” شقيقه الصغير يونس وقد رفع دعوى ضد عبد الحميد بعد اختفاء يونس.

وعبد الحميد اباعود هو ابرز البلجيكيين الـ500 تقريبا الذين توجهوا الى سوريا والعراق للقتال وهو على ارتباط بـ”خلية فيرفييه”.

– صدفة محيرة –

وشنت الشرطة البلجيكية في 15 كانون الثاني/يناير بعد اسبوع على اعتداءات باريس ضد صحيفة شارلي ايبدو الهزلية ومتجر يهودي هجوما على منزل في هذه المدينة الواقعة في شرق بلجيكا ما ادى الى مقتل اثنين ممن كانوا فيه قال المحققون انهما كانا يعدان لاستهداف قوات الامن.

ولم يكن اباعود في المنزل لكنه اعلن في مطلع شباط/فبراير في مقابلة مع مجلة “دابق” الالكترونية الصادرة عن تنظيم الدولة الاسلامية، انه “خطط” للاعتداءات التي تم احباطها في اللحظة الاخيرة.

وقال “تمكنا اخيرا من الوصول الى بلجيكا. ونجحنا عندها في الحصول على اسلحة وايجاد مخبأ فيما كنا نخطط لشن عمليات ضد الصليبيين”.

وذكرت الصحافة البلجيكية ان اباعود رصد في اليونان حيث كان يتواصل مع الجهاديين اللذين قتلا في فيرفييه. وجرت عملية دهم في اثينا من دون ان تنجح في توقيفه.

واوضح هو لمجلة دابق انه تمكن “من مغادرة الشام والعودة اليها رغم مطاردة العديد من اجهزة الاستخبارات”.

وفي تموز/يوليو، حكم غيابيا على عبد الحميد اباعود في بلجيكا بالسجن عشرين عاما في اطار محاكمة حول شبكات تجنيد جهاديين بلجيكيين للقتال في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com