اراء وتحليلات

القبيلةُ والهُــوِيّةُ وركائزُ الثورة

بقلم/ طلال الغادر

القبيلةُ اليمنيةُ تعد الركيزةَ الأَسَاسيةَ في بناء النسيج الاجتماعي لليمن، وهي العامل والركيزة الأَسَاسية بعد القيادة لنجاح ثوره 21 سبتمبر، بما تحمله من قيم ومن مبادئ ومن رصيد إيماني عظيم تناقلته جيلاً بعد جيل من الأجداد إلى الأحفاد هُــوِيّة إيمانية، الإيمان في مبادئه، الإيمان في قيمه، الإيمان في أخلاقه، الإيمان في تشريعاته وتعليماته هو الهُــوِيّة التي نبني عليها ثقافتنا وانتماءنا وأخلاقنا، الإيمان بمفهومه الصحيح، الإيمان وفق الانتماء الصادق، الإيمان بأصالته التي تمثل امتداداً لما كان عليه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.

الإيمان وفق مفهومه القرآني الصحيح والمتكامل وَليس إيمان الأعراب المشروط، هنا نجد التناغم بين هذا الإرث وبين أهداف ومسببات الثورة المباركة والتي انسجمت كلاهما في النظرة إلى الطواغيت والتبعية والوصاية ببرامجها وأطماعها التي برزت وتفاقمت وتيرتها إلى أن دقت ناقوس الخطر.

وكان العامل الأبرز هو تماهي وتبعية وانحطاط وانسلاخ المنظومة الحاكمة والمعارضة بل وتنافسهما لنيل حظ الأسد من التبعية والتي كانت بهذا الدور السيء تنسلخ عن الهُــوِيّة الإيمانية وعن مبادئ القبيلة في آن واحد ولخطورة العدوّ اللدود وتقييمه لهذا الثنائي ((الهُــوِيّة الإيمانية والقبيلة وأصالة كليهما)) الذي يعد أكبر عثرة أمامه، فقد سعى لانتزاع هذه العوامل منذ عشرات السنين من خلال الفكر الوهَّـابي لاستهداف الهُــوِيّة وشراء الذمم لاستهداف القبيلة من خلال المعاشات التي تدفعها مملكة المخدرات لعدة عقود، ناهيك عن إثارة النزعات والنعرات وشق نسيج المجتمع الواحد من خلال عدة مسارات ومن عدة جهات، فالإعلام له دوره، وتوجّـه وسياسة النظام وعقيدته المبنية على العيش على المتناقضات وإثارة حفيظة هذا ضد ذاك حتى من الموالين والمخلصين للنظام، لكنه قد اتخذه نهجاً، ومطاوعة النفاق من خلال ترسيخ أهداف الفكر الوهَّـابي الذي ينسجم مع توجّـه الحاكم ولكن الذي غاب عنهم وأسيادهم أن الله لا يصلح عمل المفسدين.

فكل آمالهم وتقييمهم للمجتمع كلها تلاشت أمام الركيزتين أصالة الانتماء الإيماني وعراقة القبيلة الراسخة منذ القدم والعوامل المشتركة بينهما ووجود القيادة التي بإخلاصها وصدقها معَ الله استطاعت بفضل الله أن تزيل الضبابية وأن تبين ما انبهم وأن تشدها إلى سابق عهدها بالقول الفصل وبالحجّـة البينة وكانت أفعال الحمقى على النقيض مؤكّـدات ومعززات للقول الفصل لتكون كلها زخماً كَبيراً ووعياً عالياً أكّـدتها المصاديق في الواقع للصدق ومن صدق به وللزور وللنفاق والخداع والعمالة ونتائجها الحتمية كسنة إلهية ثابتة 1+1=2 لا تتغير ولا تزول، لتذهب أحلام اللاهثين والطامعين وليخسر رهان المتربصين وتتجلى عظمة الثورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com