كتابات

دروس من مدرسة الصماد

بقلم / بلقيس علي السلطان

تحل علينا الذكرى الثالثة للإرتقاء الخالد للرئيس الشهيد صالح الصماد كمحطة نستذكر فيها الهامة الشامخة والمدرسة الأخلاقية ، والشخصية الفذة ، والقيادة الفطنة ، ونستزيد منها بأهمية استشعار المسؤولية وبأن السلطة التي يتهافت الكثير من أجل نيلها ليست مغنما بقدر ماهي مغرما ، وبأنها مسؤولية وأمانة كبيرة لا يحملها إلا من كان لديه عزم وحزم ، وصدق وأخلاص ، وبذل وعطاء وتضحية ، وكل ذلك توفر في الرئيس الشهيد صالح علي الصماد .

تسلم الصماد دفة قيادة سفينة اليمن التي خرقها العدوان وحاول إغراق أهلها بكل خبث وتجبر ، فأخذ الصماد في إصلاحها والسير بها مع ثلة من الرجال المخلصين إلى شاطئ الأمان ، فاستحق ثقة الشعب الذي فقد ثقته فيمن يعتلي السلطة بعد تجربة مريرة دامت أكثر من ثلاثة عقود لشخص جعل من السلطة مرتعا لأهواءه وطموحاته وملذاته ، لكن الصماد أعاد هذه الثقة بصدقه وإخلاصه وتفانيه ، فلم يألو جهدا في ردم الفجوات التي أحدثها العدوان في جسد الوطن المثخن بالجروح ، فتراه في المنبر واعظاً وموجهاً ومرشداً بلسان بليغ مبين ، وتراه في الجبهات يشد من أزر المجاهدين ويجعل من مسح الغبار من نعالهم أكبر فخرا له من مناصب الدنيا ، وبأن روحه لن تكون أغلى من أرواحهم ودمه ليس بأغلى من دمائهم ، وتراه في المحافل شامخا ومبادرا حين أطلق مبادرته ورؤيته الوطنية الفذة ( يد تحمي ويد تبني ) فعمل مع كلتا اليدين وأخذ بيد الأيادي البانية ، وشد على الأيادي الحامية ، فعمل في وقت قياسي على سد الكثير من الفجوات الاقتصادية والاجتماعية والعسكريةالتي أحدثها العدوان ، وهذا مالم يرق للمعتدين وأرّق منامهم فجعلوا من الصماد هدفا ضروريا وملحا للقضاء عليه قبل أن يبطل جميع مكائدهم وخططهم ، وبالفعل كان لهم ماأرادوا وكان له ماتمنى ، فارتقى إلى جوار ربه شهيدا ، وارتقى في قلوب شعبه إنسانا وقائداً عظيماً تارك ذكرى خالدة تفوح بالعطاء والبذل والتضحية يصعب أن تنتزع من ذاكرة الشعب اليمني ، كيف لا وهو الذي تعلمنا منه مامعنى أن تستشعر مسؤليتك وأن تتفانى في أدائها ، كيف لا وهو من علمنا التواضع للناس والعزة والشموخ على الأعداء المتغطرسين ، كيف لا وهو الذي استشهد دون أن يترك وراءه القصور والأرصدة والعقارات ، كيف لا وهو من كان يشارك المجاهدين أعيادهم ويتقاسم معهم كسرة الخبز بكل تواضع ، كيف لا وهو من حمل هم الوطن والشعب ووهب حياته وروحه في سبيل الله وفي سبيل شعبه ووطنه فعندما أدرك وأحس بالخطر المحدق بمحافظة الحديدة هب إليها حاميا ومحذرا ومنذرا من خطر العدوان ودعا إلى مسيرة البنادق والخروج للتصدي للخطط الرامية لاحتلال الحديدة حتى ارتقى على ترابها الحر شهيدا .

هذا هو الصماد الذي مازالت روحه تسير مع طلعات طائرات الصماد وتشارك في ردع المعتدين ، هذا هو الصماد الذي ترك إرثاً من الأخلاق والمبادئ السامية في كيفية استشعار المسؤولية وكيفية القيام بها على أكمل وجه وأبهى صورة ، فسلام على روحه الزكية الطاهرة وعلى جميع شهدائنا الأبرار الذين فرشوا بدمائهم طريق النصر المبين وسلم تسليما كثيرا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com