كتابات

وفارس آخر يغيب عن الميدان

كان خبر مرضه الذي قرأت عنه يوما?ٍ ? آلمني جدا?ٍ ? وعندما علمت بسفره للعلاج في المملكة العربية السعودية على نفقة السلطات السعودية ? استبشرت خيرا?ٍ ? رغم أنه محسوب على الدولة اليمنية . وهل يحر?م عليه العلاج في الخارج وبأسرع وقت ? لحالته الصعبة ? على نفقة هذه الدولة التي نسدد لها الضرائب المختلفة من مرتباتنا التي لا تسمن ولا تغني من جوع ? كما يحظى بها مسؤولون وأسرهم وحاشياتهم وأزلامهم وتقديم التسهيلات كافة لهم ? ودعوت الله أن يعيده سالما?ٍ غانما?ٍ إلى الميدان ? فارسا?ٍ كعهده مع مشاهديه ومحبي برنامجه الذي أعتدنا عليه كل شهر رمضان الفضيل . ولكن خبر انتكاسته ودخوله في غيبوبة أفزعني جدا?ٍ وتمنيت له الرحمة من الرحمن الرحيم ? وهاهو خبر وفاته نقرأه للتو ? ورغم إيماني العميق بقضاء الله ? وأن الله لا يؤخر نفسا?ٍ إذا جاء أجلها ? إلا إني أصبت بالحزن العميق وبكثير من الإحباط ? ذلك لأن فارس الميدان الإعلامي يحي علاو ? رحمة الله عليه ? لم يكن الأول ولن يكون الأخير من فرسان ميدان الإعلام والصحافة الذي يرحل دون أن يجد من يقف إلى جانبه في محنته المرضية سوى رحمة الله جل علاه .
لن أوجه أي سؤال أو عتاب أو لوم إلى أية جهة معنية أكانت وزارة الإعلام أم القناة الفضائية اليمنية أم نقابة الصحفيين كـ ( وسيط وفاعل خير) أم الحكومة أم السلطة السياسية وعلى رأسها الأخ رئيس الجمهورية ? رغم إنه يفترض ألا يتدخل سيادته ? لو كانت قيادات تلك الجهات تعرف دورها تجاه المبدعين اليمنيين ? وتدرك أهمية رعايتهم والاهتمام بحياتهم وبهمومهم ومشاكلهم ? لكن لا حياة لمن تنادي ? لأننا يأسنا من كثر الكلام والمناشدات وأصبحنا كمن يحرث في البحر .
يحفر الإعلاميون في الصخر ويكافحون من أجل البقاء وكل?ُ بطريقته ? فنجد الشريف العفيف النفس الذي تأبى نفسه عن مد اليد والتمسح بتلابيب المسئولين ? كما نجد من يعمل العكس من ذلك ويطأطئ رأسه إلى الدرك الأسفل .
الفارس المترج??ل مبكرا?ٍ يحي علاو ? ذ?ْكر مؤخرا?ٍ ? فك?ْرم بخمسين ألف ريال فقط وزيادة بشهادة تقديرية ? ولم يكن ليكر?ِ?م لولا أنه أصيب بالمرض الخبيث الذي قضى عليه .
ناسف أن يكون حال المبدعين في بلادنا في هذا المستوى من الحال الذي لا ي?ْحسد عليه ? وكما قال المنشد اليمني العالمي عبد القادر قوزع في لقاء صحفي : ” إن المبدعين في اليمن لا حظ لهم” وأنه يشعر بالأسف لذلك ? بعد أن رأى ما رآه من اهتمام بمبدعي العالم من قبل دولهم وقارن بين حالهم هناك وحال المبدعين اليمنيين هنا الذين يموتون جوعا?ٍ وكمدا?ٍ ومرضا?ٍ ? ولا حول ولا قوة إلا بالله .. والله يرحم الإعلامي الفارس يحي علاو ويرحم من سيلحقه من فقراء الميدان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com