حـــوارات

الشهاري يكشف تفاصيل أخطر ساعات عاشتها صنعاء

شهارة نت – حوار :

عاشت اليمن محنة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، أضافت ضغوطاً كبيرة على الشعب اليمني بجوار الضغوط التي يعيشها منذ سنوات، انتهت تلك المحنة برحيل أحد أطراف القوة على الأرض في صنعاء، الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ما الذي جرى خلال تلك الساعات في دروب ودهاليز العاصمة صنعاء، وما هي ملابسات مقتل صالح ومصير حزب المؤتمر ومستقبل اليمن السياسي، وكيف سيتعامل “أنصار الله” من خلال الواقع الجديد…كل هذه التساؤلات وغيرها طرحتها “سبوتنيك”، على عبد القدوس الشهاري، نائب مدير الدائرة الإعلامية لـ”أنصار الله” في المقابلة التالية:

أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب

سبوتنيك: خلال الساعات الماضية تواردت أنباء حول قيامكم بدفن جثمان الرئيس اليمني السابق ليلاً، ولم تسمحوا لأهله أن يقوموا بتشييعه…ما حقيقة ذلك؟

جثمان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مازال في الثلاجة ولم يتحدد بعد موعد دفنه، والنيابة هي التي ستقرر ذلك بعد انتهاء التحقيقات، وهناك مطالبات من منظمات حقوقية وإعلامية وصحفية بتسليم الجثمان، لكن الوضع لم يستقر على تسليم الجثمان لأن هناك ملف سيفتح قريباً بمكتب النائب العام وسيتم تحديد مصير جثة علي عبد الله صالح.

سبوتنيك: ولماذا يتم تأخير دفن الجثمان كل هذا الوقت؟

ملف علي عبد الله صالح كبير جداً ومن المستحيل أن يتم دفنه بتلك السرعة وكأن شيئاً لم يكن، فلدينا أكثر من 68 قتيلا سقطوا في فناء منزل علي عبد الله صالح، منهم 16 مدنيا من جيرانه قام بقتلهم قبل أن يهرب في منازلهم لإحداث حالة من الفوضى، ولذلك تم فتح الملف، وكل ما نشر حول عملية الدفن وغيرها عار عن الصحة، وأن علي عبد الله صالح ما زال في الثلاجة وبعد التحقيقات، والنيابة هي من ستحدد موعد الدفن.

سبوتنيك: تباينت الأخبار حول المكان الذي قتل فيه صالح، فهل تمت عمليه التصفية في منزله أم في طريق هروبه إلى مأرب؟

قتل علي عبد الله صالح على بعد ما يقارب 50 كم من منزله، أثناء محاولته الهروب إلى محافظة مأرب، وقد كنا نحاصر المنزل الذي كان يتواجد به وبعض مناصريه، وكانت هناك بوابه خلفية للمنزل تمكن صالح من الهروب من خلالها، وقد هربت مجموعة من المواكب أثناء عمليات تبادل لإطلاق النار باتجاهات مختلفة وتم القبض على أولاده بجوار منزله، أما هو فتمكن من الهرب إلى منطقة خولان على طريق مأرب.

سبوتنيك: أحمد علي عبد الله صالح، نشر في بيان له أن والده قتل داخل منزله وهو يقاتلكم، وأنتم تقولون قتل أثناء هروبه…فأين الحقيقة؟

أحمد صالح يريد أن يصنع من والده بطلا، رغم حقيقة الحادث ووجود كل الشواهد والأدلة، فما زالت بصمات صالح موجودة على السيارات ونحن متحفظين عليها وعلى كل الأدلة المتواجدة وقت الحادث، وهذا ما سيقطع الشك باليقين.

سبوتنيك: كيف هي الأوضاع في صنعاء اليوم…هل انتهت الاشتباكات؟

جميع الطرقات باليمن مفتوحة اليوم، وبإمكانكم أن تنزلوا إلى الشارع لتتعرفوا على الواقع بأنفسكم، فقد انتهت جميع الاشتباكات، وانتهى تماماً الوضع العسكري المسلح في صنعاء بشكل كامل.

سبوتنيك: رحل صالح…فكيف ستكون الأوضاع في صنعاء؟

لن تكون هناك تغييرات كثيرة في المجلس السياسي، ولن يتم تغيير إلا من تخلف عن حضور المجلس الاستشاري، وسوف يتم إعطاء “المؤتمر الشعبي العام” فرصة لإثبات وجوده مرة أخرى وبدعم من جميع المكونات والتي من بينها “أنصار الله”، والجميع يرى ضرورة إعادة المؤتمر الشعبي العام إلى الواجهة، بجانب إعادة المقرات الخاصة به، وكذلك إعادة بث أدوات الحزب الإعلامية قناة وصحيفة “اليمن اليوم”، من أجل المحافظة على هذا المكون بقوته بعيداً عن علي عبد الله صالح.

سبوتنيك: هذا يعني أن حزب المؤتمر باق في الحياة السياسية؟

لا توجد أي نية للمساس بحزب المؤتمر ومكوناته ومقراته، ونحاول استمالتهم وإعطائهم رسائل تطمينية، وبالأمس حضر رئيس الحكومة واجتمع تقريباً بكامل الوزراء ولم يتخلف سوى وزيرين فقط هما وزير الخارجية ووزير الثروة السمكية.

سبوتنيك: هل كان لدى الحرس الجمهوري الموالي لصالح قدرات عسكرية بالفعل؟

وصلت لدينا معلومات استخباراتية حول قيام طارق علي عبد الله صالح بفتح معسكرات تدريب، دون الرجوع إلى وزارة الدفاع، وكان يقوم بصرف أسلحة خفيفة لهم ولم يكن الأمر قد وصل إلى عمليات تقسيم الخلايا، فقام “أنصار الله” بقطع الطريق عليهم، وكانت المعلومات تتحدث عن ترتيبات لقلب الأوضاع في صنعاء وخلق المشاكل في الحواري والشوارع وتوزيع القناصين، وكان بينهم مجموعة رفضت تلك الخطة وقاموا بتسليم أنفسهم لأنصار الله، وزودونا بكل المعلومات حول المعسكرات والخطط وأماكن التمركز وأن تجري اجتماعاتهم، وتم رصد كل تحركاتهم بدقة حتى أصبحوا مكشوفين بالكامل لدينا وتم قطع الخط عليهم بالكامل.

سبوتنيك: ما هي القدرات التي كان يمتلكها الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، والتي جعلته يتحدث بكل تلك القوة قبل سقوطه؟

على عبد الله صالح كان يستطيع بماله وليس بقوته أن يقلب الطاولة بالمال، عن طريق إخراج المتظاهرين من أكاديميين ومهندسين وإعلاميين، أما من حيث القوة فلم يكن لدية قوة، فقد تم ضربه في المسجد وكان يمتلك 100 ألف مقاتل من أقوى رجال اليمن ومن جميع مناطقها وكان يستطيع، ووفقا لتلك القوة التي كان يمتلكها في ذلك الوقت كان بإمكانه أن يقلب الطاولة على الإصلاح وعلى الحوثيين، وكانت لديه جميع أنواع الأسلحة ويمتلك مخازنها، أما بعد أن فقد السيطرة على المال والبنك ومخزون السلاح من المستحيل أن يعود هو أو أتباعه بتلك القوة، فهو يستطيع أن يخرج إعلاميين أو متظاهرين أو ترسانة إعلامية، أما القوة والثبات على الأرض فهذا مستحيل.

سبوتنيك: هل بالفعل تم اتخاذ قرار بمصادرة أموال صالح؟

ليست مصادرة ولكن تلك الأموال ستعود إلى الدولة، والأموال التي يمتلكها علي عبد الله صالح ليست كثيرة، فصالح لم يكن يمتلك الكثير من المال العيني، فقد كانت كل ثروته في العتاد والسلاح والملابس والديكورات، وبعضها لم يتم التوصل إليه إلى الآن، وبكل تأكيد لا يوجد لدى علي عبد الله صالح أموال كبيرة نستطيع أن ندعم بها البنك.

سبوتنيك: يرى بعض المحللين أنكم دخلتم في ورطة جديدة بالداخل…ربما تكون أقوى من مواجهتكم للتحالف، ما رأيك؟

الكثير من مؤيدي علي عبد الله صالح وقف مع “أنصار الله” في المشكلة الأخيرة، ورأينا من قادة المؤتمر من نزل برجالة في جانب معين من العاصمة للدفاع عن صنعاء، وحافظ على الأمانة من الضياع، وخطاب علي عبد الله صالح الأخير لم يستفز “أنصار الله” فقط، بل استفز مؤيدية ومناصريه في حزب المؤتمر أيضاً، وهناك أكثر من 350 فردا قضوا نحبهم في الحرب ضد التحالف وجميعهم من المؤتمر ومن قرية علي عبد الله صالح بالتحديد، لذا تفاجأ الجميع بخطاب المهادنة من جانب صالح للسعودية، فخرج الجميع ضده، ولم يقف مع علي عبد الله صالح في المعركة الأخيرة سوى الحراس الشخصيين له، والقناصين الذين تم تدريبهم في الأردن وفي عدد من الكليات العسكرية بالخارج.

سبوتنيك: تلعب القبلية دورا كبيرا في اليمن…فما هو موقف القبائل مما حدث؟

بكل تأكيد كان علي عبد الله صالح يمتلك قاعدة ليست بالقليلة في اليمن من المؤيدين والمناصرين، لكن الخطاب السلبي الأخير للرجل أثر على تلك الشعبية، وهو من قلب الطاولة على نفسه رأساً على عقب.

سبوتنيك: أحمد علي عبد الله صالح أعلن أنه سيثأر لوالده ودعا القبائل للانضمام له من أجل اليمن…تحت شعار “لا حوثي بعد اليوم”

كان أحمد علي عبد الله صالح يمتلك 130 ألف جندي عندما تم قصف الجامع وما يقارب العدد السابق تابعبن للوزراة وحراس للقصر الرئاسي، فكانت صنعاء تعج بالحرس الخاص والحرس الجمهوري، ووقتها لم يحرك أحمد علي ساكنا، كما حوصر من “حزب الإصلاح” و”القاعدة” ولم يتحرك، أحمد علي صالح عبارة عن زوبعة إعلامية، فهناك 17 دولة تقصف صنعاء ولا أعتقد أن وجود علي عبد الله صالح سيغير شيء على الأرض، فإذا كانت الدول التي تقصفنا منذ ثلاث سنوات 17 دولة لم تستطع كسر إرادتنا، فلا يضرنا كثيراً لو أصبح الرقم 18.

سبوتنيك: كيف سيكون تعاملكم مع الرياض خلال الفترة القادمة، وهل ستقبلون الوساطات لإيقاف الحرب؟

نتمنى أن نجد من يكون حمامة سلام بين اليمن وبين المملكة العربية السعودية خلال الفترة القادمة، نحن لا نفرح بالدم ونريد أن تقف الحرب مئة في المئة، فلا أجد شخصا عاقلا يسعد بالطيران يسير فوق رأسه ويقصف كل شيء ويروع الأطفال ويهدم البيوت وغيرها من نواتج الحروب، نعم نريد أن تقف الحرب ولكن ليس بشروط أمريكية سعودية، بل نريد شروط واقعية تلمس حياة المواطن اليمني وحتى يشعر المواطن اليمني أن له قدرة ورأي، وأن استمرار الحرب وإيقافها بيد السعودية.

سبوتنيك: هل اليمن ما بعد صالح سيختلف كثيراً عما سبق؟

نحن كأنصار الله نعلم أن المرحلة القادمة صعبة فهناك الكثير ممن لم يستوعبوا الوضع الراهن، ولكن مع مرور الأيام ستذوب الخلافات وسنكون يد واحدة ضد كل من يعتدي على اليمن وبالتالي ستكون لنا قوة تفاوضية كبيرة، فوجود علي عبد الله صالح كان يمثل ضغطاً علينا بجانب الضغط من جانب التحالف، وكان دائما ما يفرض علينا شروطا تغير سياساتنا ومساراتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com