كتابات

ليتنا نعود كما كنَّا أطفالاً (كبارا) !

بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي

لا يوجد أحدٌ لا يغني للوطن، فجميعنا نغني له ونهتف، بل أن كل فريقٍ منَّا يدّعي أنه أكثر عشقاً وحبَّاً لهذا الوطن من الآخر !
فأين المشكلة إذاً في ظل هذا التنافس المحموم على حب الوطن ؟!
المشكلة يا صديقي هي أن كل فريقٍ يعتقد أنه أحق بهذا الوطن من الآخر حتى أنه قد أصبح يرى في وجود الطرف الآخر زرعاً ضاراً بهذا الوطن يجب اقتلاعه !
بدلاً من أن نبحث في أصل هذه المشكلة ونعالج أسبابها بحكمةٍ وعقلانية صرنا نبني عليها بكل جدٍ واجتهادٍ حتى أصبحنا اليوم من حيث لا ندري (روافضاً ودواعشاً) في آنٍ واحدٍ، فهل هذه هي الوطنية الحقة وهل هكذا هي المسئولية التي يجب علينا أن نتحملها تجاه هذا الوطن ؟!
أي حماقةٍ هذه التي تجعلنا نصوّب بنادقنا تجاه بعضنا البعض، وأي وهمٍ ذلك الذي يجعلنا لا نعيد النظر في تصرفاتنا ومواقفنا تجاه بعضنا البعض ؟!
لماذا هذا الحقد المفرط على الآخر ؟!
ألم نكن أطفالاً نلعب سوياً ونأكل سوياً ونغدو كل يومٍ إلى المدرسة ونروح سوياً ؟!
فمالذى جرى حتى أصبح كل واحدٍ منا اليوم يرى في نفسه ملاكاً طاهراً وفي الآخر شيطاناً رجيما ؟!
أي جاهليةٍ عمياء هذه التي نعيشها اليوم، وأي غشاوةٍ تلك التي غطت على أسماعنا وأبصارنا وعقولنا حتى أصبحنا قوماً لا نسمع أو نبصر أو نعقل من الأمر شيئاً ؟!
قاتل الله السياسة كيف فعلت بنا حتى أنها فرقت بين المرء وزوجه والأخ وأخيه والوالد وولده، وكل ذلك من أجل – كما يُقال – حب الوطن !
علامَ نتقاتل اليوم ؟! أجيبوني أيها الحمقى !
أعلى اقتسام الفقر نتقاتل أم على احتساء القهر ؟!
لماذا سكتُّم .. لماذا ؟!
أرضيتم بهكذا وطن وهكذا عذاب ؟!
سُحقاً !
ليتنا جميعاً نعود كما كنا أطفالاً (كباراً) بتسامحنا وبراءتنا، فربما نعود كما كنا أيضاً ملائكةً طاهرين حيث لا حقد ولا كراهيةٌ ولا تمايز، وحيث يزهر الأمل وُ يوُجد الوطن…، وربما – من يدري – يعود من جديد إلينا بعد أن أضعناه رُشدُنا وحلومنا، فنؤدي جميعاً كما كنا من جديد بقلبٍ واحدٍ وصوتٍ واحدٍ وصادقٍ تحية العلم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com