اراء وتحليلات

إستراتيجية قطرية مدمرة

بغض النظر عن الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تمثله اليمن ? وبغض النظر أيضا عن مضيق باب المندب والساحل الطويل الذي تمتلكه بلادنا وبدون الإشارة إلى التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير ..بغض النظر عن كل ذلك فإننا متأكدون من ان اليمن غدت محل تجاذب إقليمي ودولي? كل يريد تنفيذ أجنداته عبر هذه المساحة من الأرض ومن خلال التكوينات المختلفة لهذا الشعب .. ويدرك الأشقاء في دول الخليج بأن اليمن هي العمق الاستراتيجي لهذه الدول ? وهذه الحقيقة مقلقة بشكل رئيسي للمملكة العربية السعودية الشقيقة التي تواجه صراعا شيعيا منبعه إيران التي استطاعت أن تمد اذرعها إلى شمال الشمال عبر الشيعة التي بدأت تنشط في عملية التشيع وحشد المتشيعين غبر المدارس الدينية منذ أواخر التسعينيات وبالتحديد بعد دعوة بدر الدين الحوثي من إيران .. كما تواجه المملكة صراعا مع دولة قطر التي تحاول ان تخرج من ضيق المساحة وقلة عدد السكان لممارسة دور إقليمي مؤثر لمواجهة عقدة الشعور بالقلة وضيق المساحة .. ولأنها تفتقر إلى المقومات الجغرافية والسكانية فقد عمدت إلى الاستقواء بالخارج من خلال اتخاذ العديد من المواقف التي يمكن وضعها بالجريئة ومن ذلك التطبيع مع إسرائيل في وقت كان العرب والمسلمون لا يزالون يتعاملون مع إسرائيل كعدو? مجرد الحديث معه خيانة عظمى لقضايا الأمة ولتدافع دولة قطر عن مواقفها الجريئة هذه انشآ قناة الجزيرة وخصصت لها مبالغ طائلة من دخلها القومي لتحسن صورتها ولمواراة سياستها المنفتحة لدرجة استفزاز المشاعر القومية العربية والإسلامية كما أوكلت إلى هذه القناة دورا يتمثل في قيام القناة بمهاجمة من يختلف مع قيادة دولة قطر وحشد الملفات والخصوم والمحللين الذين يتعاطون مبالغا بالعملة الصعبة مقابل ما يطرحون من تحليلات وأراء عبر شاشة الجزيرة والشواهد على ذلك كثيرة سواء ما قبل المواجهات بين حزب الله وإسرائيل أو أثناء الثورتين التونسية والمصرية.

ولا يحتاج المتابع لهذه القناة إلى كثير جهد لأدراك مجانبة هذه القناة للعمل الإعلامي المهني الذي يفترض ان يقوم على الحقيقة وعدم الانجرار وراء العواطف .

وبالعودة إلى ما كنت قد ذكرته في إحدى فقرات هذا المقال عن العلاقة السعودية القرية غير المنسجمة ? خاصة ان القيادة القطرية تسعى لمنازعة المملكة السعودية الدور الإقليمي والدولي رغم افتقار الأولى المقومات التي تؤهلها لداء هذا الدور? فإن مراقبون يرون بأن للقيادة القطرية إستراتيجية في اليمن وفي الوضع الراهن من خلال التصعيد الإعلامي غبر الجزيرة وعبر أدواتها الموجودة في اليمن بخلق حالة من الصراع المسلح وأحداث فراغ أمني واسع وبالتالي وضع المملكة العربية السعودية في حالة استنفار امني له تبعاته السيئة على سكينة المملكة نظرا لحساسية وتأثير ما يحدث في اليمن على المملكة ونظرا للحدود الطويلة التي تربط بين اليمن والسعودية..

لذلك فغن على الشعب اليمني والأشقاء في المملكة العربية السعودية التنبه لهذه الإستراتيجية القطرية والعمل على وأدها وهي لا تزال في مرحلة التشكل حتى يأمن الجميع تبعاتها ونتائجها الخطيرة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com