اراء وتحليلات

مِؤسسة المياه وتقنية الـ VAR.

شهارة نت / الشيخ عبدالمنان السنبلي

من السهل عليك هذه الأيام أن تزور مؤسسة حكومية، لكن من الصعب أن تجد مؤسسة تعمل على تطوير ذاتها والإرتقاء بأدائها وخدماتها بإستمرار..خاصة إذا كانت هذه المؤسسة واحدة من أهم المؤسسات الإيرادية والخدمية وأكثرها تعلقاً وارتباطاً بحياة الناس، وفي ظروف استثنائية وصعبة كهذه الظروف التي تمر بها اليمن..؟!

كثيراً ما أتردد على بعض المؤسسات الحكومية وخصوصاً الخدمية منها لمتابعة قضـــايا وهموم الناس من أبناء الحي الذي أسكن فيه..

وكثيراً جداً ما أصطدم بواقع صعب ومليء بالتعقيدات والروتين وبعض مظاهر الفساد المالي والإداري لدرجة أنني أحياناً، وفي بعض الحالات، قد وصلت إلى قناعة تقول بأننا لا نزال بحاجة إلى عشرات، بل مئات السنين لتصحيح هذا الواقــع الأليـم والمــر..

إلا أنني، بصراحة، ولأول مرة أرى بصيص أمل يلوح في الأفق، أول مرة أجد مؤسسة حكومية تضع حلاً وحدّاً لظاهرة ابتزاز المواطن، أول مرة أصادف مؤسسة حكومية ابتكرت تقنية للقضاء على الفساد المالي، وأول مؤسسة حكومية تباشر أعمال التحصيل بنظــــام الـ PDA والذي هو أشبه ما يكون بتقنية الـ VAR في ملاعب كرة القدم..

هل رأيتم مؤسسة حكومية تعمل بتقنية الـ VAR..؟

المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وجدتها، بصراحة، تعمل بتقنية أشبه ما تكون إلى هذه التقنية، تقنية الـ PDA..

هذه التقنية أو النظام الذي من خلاله تتم عملية تحصيل الفواتير ميدانياً بصورة آلية مباشرة وبطريقة تتيح للمواطن معرفة رصيده والمبلغ المستحق عليه والمدفوع منه فور شروعه بعملية السداد من خلال سند تحصيل يحوي كل هذه البيانات يتم تسليمه له مباشرة..

وكما أنه لا يستطيع لاعبٌ في وجود تقنية الـ VAR أن يبتز لاعباً في ميدان كرة القدم مثــلاً، أو يحتال على الحكم، أو يُـغالط الجمهــور، فإنه لا يستطيع متحصلٌ أو موظف في وجود تقنية الـ PDA أن يبتز مواطناً مثلاً، أو يحتال على المؤسسة، أو يغالط جموع الناس..

وكما أن الحكم يستطيع من خلال تقنية الـ VAR التأكد من سير أداء المباراة ومراقبة تحركات اللاعبين، فإن إدارة المؤسسة تستطيع من خلال تقنية الـ PDA التأكد من سير أعمال التحصيل ومراقبة أداء المتحصلين ومؤشرات الأداء عبر شاشة ثلاثية الأبعاد معلقة في مكتب المدير العام..

عرفت هذا كله مصادفة خلال زيارتي الغير مبرمجة يوم أمس الأول إلى إدارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالأمانة للقاء الإستاذ المهندس محمد مداعس مدير عام المؤسسة والإجتماع باللجنة المكلفة بوضع آلية جديدة لإعادة تحزيم وتوزيع المياه في حي البليلي..

استوقفني هذا الأمر كثيراً، وبشيء من الإعجاب، بصراحة، لدرجة أنني عزمت على الكتابة حول هذا الموضوع، والإشادة بالخطوات التي قامت بها هذه المؤسسة في مجال الإرتقاء بعملها وتطوير أداءها المؤسسي من جهة، وكذلك من جهة أخرى حث بقية المؤسسات الحكومية على ضرورة الإحتذاء بهذه المؤسسة الرائدة..

صحيح أنه لا يزال أمام هذه المؤسسة الكثير من الإلتزامات والأعباء تجاه المواطنين إلا أنني على ثقة بأنها في ظل قيادة الباش مهندس محمد مداعس وفريقه الإداري ستكون قادرة على استكمال المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقها بكل مسؤولية وهمة واقتدار..

فالإدارة التي اهتدت إلى إدخال تقنية الـ PDA إلى هذه المؤسسة، ستكون قادرةً تماماً، في اعتقادي، على الإهتداء إلى إيجاد وابتكار الحلول المناسبة لكل المسائل العالقة والمتأخرة الناتجة عن تراكمات سنوات وسنوات سابقة من الإخفاق والفشل..

أو هكذا أعتقد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com