اراء وتحليلات

من يتحمل المسؤولية أكثر نحن أم الجن ؟

‏بقلم/ أمةالملك الخاشب

تكلم الشهيد القائد في محاضرة وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن عن موقف الجن الجميل المتكامل من بدايته وحتى نهايته الذي جعله جديرا بأن يخلد في القرآن ويكون عبرة للإنس أيضا وكيف أنهم بعد جلسة واحدة مع القرآن فهموا ووعوا وتأثروا وتحملوا مسؤوليتهم وانطلقوا إلى قومهم منذرين بعد جلسة واحدة فقط مع القرآن والهدى

جلسة واحدة وأثرت في أنفسهم وشعروا أن هذا الحديث الذي سمعوه مختلف وأنه يشبه ما أًنزل من عند موسى! فكيف بنا في عصرنا ونحن نستمع إلى الهدى يوميا وشهريا في محاضرات نورانية تعتبر قبس من نور القرآن محاضرات مؤثرة في النفوس وعلى الواقع العملي تحاكي كل ما نعانيه وتهون علينا الخطوب والمحن، محاضرات تخاطب العقل والنفس والروح  تجلي الهموم وتصفي النفوس تحوي من العلوم معين لا ينضب ولا يجف كل يوم تربطنا بالله أكثر ونسمعها كل يوم دون أن نتحرك بمحدداتها في واقعنا العملي جميعا دولة ومواطنين فلو صلحت علاقتنا بالله لصلحت كل أمورنا فنخاف أن نكون مثل بني إسرائيل الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم من بعد ما نزل عليهم الحق,

ألا نتحمل مسؤولية التبليغ لغيرنا من الناس المحرومين من هذا النور والبيان، لو كانت هذه المحاضرات التي تعتبر طريق للفوز بخير الدنيا والآخرة لو كانت تترك فينا الأثر المطلوب والذي تستحقه لما عدنا لبيوتنا بعد انتهاء المحاضرة وأدينا فقط الصرخة وقلبنا الشاشة نعود لحيث كنا نتابع قبل المحاضرة وكأننا لم نسمع شيء يلقي المسؤولية على عاتقنا لتتضاعف جهودنا في التبليغ ومحاولة إيصال هدى الله للمحرومين الذي لم يدركوا حلاوة هذا الهدى الذي ينقلهم من حالات الغفلة والإعراض والتيه واللامبالاة

أشعر بأننا جميعا مقصرين في الاستفادة من هذا الكنز العظيم الذي بين أيدينا والذي يعتبر نعمة لا تضاعيها نعمة, نعمة غيرنا يبحث عنها , وهذا يتطلب منا أن نكون مثل الجن في تحملهم المسئولية , فهناك مثلما قال الشهيد القائد في ملزمة وإذ صرفنا إليك هناك من يولد في بيئة قرآنية وتربى في مساجد يقرأ فيها القرآن ولكنهم لم يحاولوا أن يصنعوا واقعا مغايرا مؤثرا فيمن حولهم وبالمثل في عصرنا هناك من يحمل في جوفه الكثير من علم الملازم وخلاصة المحاضرات الرمضانية السنوية ولكنه لا يتحمل مسؤولية التبليغ وإيصال الهدى لمن لم يصله

البعض يقول هذا جاري لا توجد منه فائدة هو عفاشي وأخر قد يقول وأن ابن عمي إخواني لن يستوعب والبعض يتساهل في تحشيد من حوله ممن لم يصلهم هدى الله ويقول في نفسه هؤلاء لا توجد منهم فائدة هم لا يفهموا وكل هذا مستنبط من محاضرات الشهيد القائد الذي حث على أن يكون همّ كل إنسان هو النصح ليؤثر في الآخرين ولا يكون همه هو إظهار رأيه وفلسفته , بل يكون الهدف الأسمى إيصال هدى الله  للجميع بقدر استطاعتنا لنعتق رقابنا من النار ولتنعكس هذه المحاضرات وما سبقها من المحاضرات على انفسنا وأجيالنا وأعمالنا وتكون سلما نرتقي به حتى نبلغ للدولة الكريمة في الدنيا والفوز بالأخرى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com