كتابات

ثالوث السقوط الم?ْد?ِو??ي

ليس هناك أشد مرارة على الإنسان من القهر والكبت والإذلال والإضطهاد , تميل غرائز الإنسان وميولاته الشريرة وأطماعه ونزعاته الشيطانية لممارسة هذه الموبقات , ويعتقد أنه ناجح بممارستها بينما هو في الحقيقة فاشل ومريض يحتاج لمراجعة أقرب عيادة نفسية لو ع?ِق?ِل?ِ وفي أسرع وقت .

ثالوث يمارسه أحيانا?ٍ الآباء والأمهات مع أبنائهم ولا ي?ْحرمون من النتائج , ويمارسه غالبا?ٍ الزوج مع زوجته استكبارا?ٍ , ويستقوي به الأخ المتسلط على إخوانه البائسين ( الق?ْص??ِر ) .

ما نحن بصدد الحديث عنه اليوم في هذه العجالة وتسليط الضوء عليه فهو تسلط الحكام على محكوميهم والرؤساء على مرؤوسيهم , بمعنى : ت?ِس?ِل??ْط أرباب العمل على موظفيهم من أعلى القمة وحتى القاعدة .

لا يحتاج المثل القائل : كثرة الضغط ت?ْول??د الإنفجار , للشرح والبيان فمعناه واضح اللفظ والدلالة وهو لسان الحال .

إن الثورات والإنتفاضات على مر?? التاريخ القديم والحديث ملهمها ودافعها ومصدرها الثالوث ولم تحدث في التاريخ البشري تغييرات – ما عدا النبوءات – إلا والثالوث سببها باستثناء الإنقلابات العسكرية والعائلية .

الربيع العربي :

رغم قناعتي بعدم براءة الربيع العربي من المؤامرة إلا أن الحقيقة التي لا مفر منها تتحدث عن واقع الكبت والقهر والإذلال التي عاشتها الشعوب العربية حتى جاءت ساعة الإنفجار وحانت لحظة تحقيق الوعود الإلهية , ولم يكن ليخطر على بال أحد – على المدى القريب – سقوط مبارك ودخوله القفص وهروب زين العابدين وقتل القذافي بتلك الطريقة , وبالمثل تقديم الرئيس علي عبدالله صالح التنازل بمغادرة دار الرئاسة !!!

لكن أجمل ما أتى به الربيع العربي أن الشعوب العربية تعلمت الشجاعة بشكل غير مسبوق ولا متوقع فلم تعد تبالي بالموت ( صدور عارية في مواجهة الرصاص القاتل ) فضلا?ٍ عن المعتقلات .

لقد تجاوزت الشعوب مرحلة الخوف وهذا أروع نتائج الربيع .

المهاتما غاندي :

الثائر الإنساني الشهير في العصر الحديث غاندي قرأ سيرة الإمام الحسين (ع) فتأثر بها ومنها استلهم معنى الثورة وقيمة التحرر وحجم التضحيات فقال كلمته الشهيرة : لقد تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما?ٍ فأنتصر .

الإنتفاضات الداخلية :

يعاني الموظفون في المؤسسات الحكومية الكبت والقهر والإذلال ومعها التهميش وتحييد الكفاءات وتوزيع الوظائف والمناصب على غير المؤهلين , وفيها قيادات عتيقة عفا عليها الزمن وارتبط وجودها بعقود حكم الرئيس وبعضها بثلاثة رؤساء قبله .

قيادات تعاملت مع المؤسسات والقطاعات التي تديرها على أنها ملكية خاصة وإقطاعية لا يجوز لأحد التفكير في الحصول عليها , مارست من العبث والثالوث ما يحلو لها حتى جاءت لحظة الوعد الإلهي ” إن الله لي?ْم?ل?ي للظالم حتى إذا أخذه أخذه أخذة?ٍ لم ي?ْف?ل?ت?ه?ْ بعدها ” والله عز وجل قد أخذ ولن ينجو اليوم منهم إن شاء الله أحد .

هاهم بانتفاضة الغلابى والمقهورين من رعاياهم يتساقطون واحدا?ٍ تلو الآخر :

• رئيس الخطوط الجوية اليمنية .

• عميد كلية الطيران .

• رئيس التوجيه المعنوي .

• رؤساء وعمداء وأكاديميون في الجامعات اليمنية .

• قادة ألوية عسكرية .

• مدراء عموم في الكهرباء والمرور .

• رؤساء تحرير صحف ووسائل إعلامية .

• مدراء أمن وأقسام شرطة .

• شرطة النجدة .

• الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة .

• مستشفى الثورة العام .

• المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي .

• الكلية البحرية .

• مصلحة الأحوال المدنية .

• هيئة استكشاف وإنتاج النفط .

• هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية .

• المركز الوطني للمعلومات .

• مؤسسة التأمينات والمعاشات .

• …………………..

ما سبق نماذج للتساقط المذل ولا زالت الأيام ح?ْبلى ستلد كل عجيبة ” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ” .

خطيب وإمام الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام
hossien_alsoragy@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com