صحيفة بريطانية: قيمة الجزيرة بالنسبة إلى قطر توازي قيمة الغاز الطبيعي
ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مؤخرا?ٍ مقالا بعنوان ” الإندبندنت: شكوك بإمكانية احتفال الجزيرة بذكراها الـ16 ” اورت فيه : كبداية صغيرة.. أصبحت فضائية قطر (الجزيرة) أكثر المحطات عالمية?ٍ واستقطبت أكبر عدد من المشاهدين داخل الوطن العربي وخارجه وأصبحت أيضا?ٍ تتمتع بتأثير كبير? فهي المصدر الإخباري الوحيد المعتمد للكثير من مشاهدي التلفاز ولاسيما في المنطقة”.
“هذا كله كان في السابق وفي بدايات المحطة المذكورة? حيث أثبتت الجزيرة قدرتها على تغطية الخبر بسرعة فائقة? أما الآن? فالجزيرة ذات الثراء الفاحش أو المسكينة ربما? لا ندري ما ننعتها به بالضبط? باتت أكثر المحطات إثارة للجدل والشك فيما يخص مصداقيتها وتوجيهها للخبر واعتمادها استراتيجية واضحة في تجييش الشعوب العربية لدرجة أنها باتت مرفوضة ومكروهة لما تقوم به من محاولات حثيثة لزعزعة أمن سوريا واستقرارها? وللوصول بهذا البلد الآمن إلى ما آلت إليه الحال في كل من مصر وتونس وكذلك ليبيا”.
وتابعت الصحيفة بالقول: “بكل الوسائل الممكنة وباستخدام الأكاذيب والأحابيل والتضليل تحاول قناة الجزيرة قتل سوريا وذلك بتسخير كل قواها الإعلامية لتدمير هذا البلد من خلال فبركة مشاهد مأخوذة عن اليوتيوب وحبك أحداث وتجنيد كل قدراتها المادية والمعنوية لأجل هذا الهدف? إن عائلة الرئيس المصري السابق حسني مبارك تعتقد بأن الجزيرة لعبت دورا?ٍ رئيسا?ٍ في الإطاحة بالرئيس المصري وبأنه لولا هذا الدور الفعال الذي لعبته الجزيرة في نقل ما حدث في ميدان التحرير في القاهرة على نحو حي ومباشر خلال شهري كانون الثاني وشباط? لما كان حدث ما حدث في مصر? ولكان الرئيس حسني مبارك لايزال على كرسي الرئاسة? وكذلك نظيره زين العابدين بن علي الذي كان من متابعي هذه القناة لدرجة أنه قطع زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية من دون لقاء الملك السعودي الذي كان في انتظاره في قاعة الاستقبال في مطار الرياض إثر سماعه أخبار الجزيرة ورجع إلى بلاده”.
وتابعت الصحيفة البريطانية: “هذه? هي المحطة نفسها التي في بداياتها قرر الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قصف مقرها في الدوحة? كونها تهدد المصالح الأميركية? وتفضح الممارسات غير الشرعية للجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان? علما?ٍ بأن مقر القناة يبعد مسافة 20 ميلا?ٍ عن أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط ? لقد أعلن بوش الابن بأن هذه المحطة هي مصدر (لترويج كريه ومرفوض) من العالم العربي? وليس هذا فقط? بل اتهمها أيضا?ٍ بأنها تخلق متطرفين إسلاميين? فما الذي ثنى الرئيس الأميركي السابق عن قصف مقر الجزيرة في الدوحة?! ولماذا تغير موقف الإدارة الأميركية من هذه المحطة ليتحول إلى النقيض تماما?ٍ!? وفقا?ٍ لوثائق ويكيليكس التي نشرت مؤخرا?ٍ على صفحات الانترنيت? فإن الإدارة الأميركية استطاعت أن تسيطر على هذه المحطة وتوجهها لخدمة مصالحها في المنطقة حيث تم عقد صفقة مع الجزيرة وتم استدعاء مديرها السابق وضاح خنفر إلى السفارة الأميركية لإخباره بأن (الوقت قد حان للتحول)? وبأن موقف هذه الفضائية الأكثر مشاهدة?ٍ في العالم العربي وتوجهاتها يجب أن تتماشى مع رغبات الإدارة الأميركية وتخدم مصالحها? ليس هذا فقط? بل يجب أن تدعم المحطة الاستراتيجية الأميركية في المنطقة? كانت الصفقة تنص بالضبط على أن الجزيرة يجب أن تعتم على كل ما يقض مضجع الدولة العظمى وتتجاهل الأخبار والحقائق التي لا تناسب السياسة الأميركية الخارجية ولكن الجزيرة وبعد (خطأ) ارتكب عن غير قصد عندما قامت بنشر خبر عن ممارسات وحشية لجنود أميركيين في العراق حين قاموا بقتل رجل بعد تكبيله? تعرضت للدرس الأميركي الأول وتم قصف مكتبها في العراق 2003 بغرض قتل رئيس مكتبها هناك علما?ٍ بأن قناة الجزيرة كانت قد قدمت طوعا?ٍ إلى السفارة الأميركية في الدوحة خريطة دقيقة عن موقع المكتب التابع لها في بغداد آملة في أن تتجنب القوات الأميركية قصفه وهي التي كانت قد قصفت سابقا?ٍ مكتب هذه الفضائية المشهورة في كابول في أفغانستان عام 2001.”
وقالت الصحيفة: “في البدايات كانت قناة الجزيرة تسعى إلى احتلال المركز الأول وكانت السباقة إلى تغطية أي حدث على مدار العالم? فإن حدث شيء في أفريقيا فإنها كانت أول من يصل إلى أرض الحدث وكانت تعمل بدقة وموضوعية إلى درجة أنها كسبت ثقة مشاهديها? فهل كان هذا ما تخطط له منذ البداية? وماذا حدث لتتحول الآن إلى قناة إرهابية تشجع على قتل الناس وتخريب بلدان باستراتيجية ممنهجة?!? إن قيمة الجزيرة الآن بالنسبة إلى قطر توازي قيمة الغاز الطبيعي الموجود وبكثرة في هذا البلد? وهي تتلقى أموالا?ٍ طائلة لدعم أدائها وتعزيز عملها من داخل وخارج قطر? ففي عام 1996 قدم أمير قطر منحة إلى الجزيرة تقدر بـ 140 مليون دولار لتمدد فترة بثها من ست ساعات إلى 24 ساعة وليصل عدد مشاهديها إلى 50 مليون مشاهد? فلماذا كل هذه الجهود وكل تلك الأموال والدعم?!”.
ورأت الإندبندنت أنه “لو كانت هذ