كتابات

نكبة انتخاب هادي.. (5) سنوات دماء ودموع ودمار وعدوان

بقلم / محمد أنعم :

يعض اليمنيون أناملهم ندماً وحسرة على انتخاب السفاح هادي رئيساً توافقياً في 21 فبراير 2012م لمدة عامين فقط طبقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تم وضعها من قبل موحد اليمن كمخرج لتجنيب اليمن دمار فوضى الربيع العبري وحقناً للدم اليمني وحفاظاً على مكاسب ومقدرات الوطن التي تم تشييدها خلال نصف قرن من الزمن.

ففي الـ21 من فبراير المشئوم خرج ابناء الشعب اليمني وفي المقدمة اعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف استجابة لدعوة الزعيم علي عبدالله صالح التي وجهها لأبناء الشعب من مقر اقامته في أمريكا التي كان يتلقى العلاج فيها لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية.. وتسليم البلاد لـ»أيادٍ أمينة« وعلى الرغم من أن الكارثة هادي كان مرشحاً وحيداً ودون منافس إلاّ أنه لم يحصل على أصوات الناخبين وخصوصاً في المحافظات الجنوبية وتحديداً عدن الذين رفضوا منحه ثقتهم لكونه أبرز سفاحي مذبحة 13 يناير 1986م.

وعقب تلك المسرحية الانتخابية الهزيلة التي تم وضعها لمبايعة هادي على طريقة الأحزاب الشمولية، بهدف تجنيب اليمن العنف والدم والدمار، غير أن السفاح هادي عمل على جعل اليمن خلال عهده الأسود يعيش رعب مذبحة 13 يناير حتى اللحظة.

السياسة الانتقامية الحاقدة التي اتبعها الفار هادي خلال سنتين طالت كل شيء فقد دشن رئاسته بمؤامرة هيكلة الجيش ونشر الاغتيالات التي استهدفت حياة المئات من الضباط والجنود في العاصمة ومختلف المحافظات، اضافة الى تسريح ألوية من الحرس الجمهوري، وكذلك تمكين القاعدة والاخوان من تدمير القوات الجوية والدفاع الجوي وكذلك نقل الصواريخ اليمنية الى دول أخرى، ليس هذا فحسب بل لقد تعمد هادي ونجله جلال نهب كل الأموال في الصناديق الخاصة والمساعدات والقروض التي كانت تقدمها الدول الشقيقة والصديقة الى بلادنا.. اضافة الى ذلك عرقل عملية التنمية في البلاد وظل يدعم ويساند ساحات الفوضى المكتضة بالإرهابيين العائدين من افغانستان والشيشان، زد على ذلك أن السفاح هادي عمل على نسف الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية بتمديد مؤتمر الحوار الوطني للانقلاب على إرادة الشعب والنهج الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة حيث نكث بوعده وعهده وخان القسم وخالف الدستور والقوانين النافذة وكذلك المبادرة الخليجية وآليتها حيث كان لزاماً على الخائن هادي أن يمتثل لإرادة الشعب اليمني ويدعو لانتخابات رئاسية وبرلمانية في فبراير 2014م، لكنه انقلب على اجماع الأمة وفرض نفسه كحاكم مطلق على الشعب وبالرغم من التمديد له لمدة عام إلاّ أنه ومع اقتراب هذا الاستحقاق الوطني كان قد زج البلاد في حروب وصراعات تهيئةً لتفجير حرب أهلية تلتهم نيرانها الأخضر واليابس، غير أن مراميه خابت وتم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة عقب دخول انصار الله العاصمة صنعاء، ووجد السفاح مؤامراته تذهب أدراج الرياح فما كان منه إلاّ أن قدم استقالته وتظاهر بالمرض لاستعطاف الشارع والرأي العام الخارجي إلاّ أنه وجد الجميع قد تخلى عنه، فما كان منه إلاّ أن فر الى عدن- كما فر الى صنعاء عام 1986م- ليشعل نيران صراع آخر في عدن أخذ بُعْداً انفصالياً باستهدافه قوات الأمن المركزي في عدن وتجييش الإرهابيين لمهاجمة الحرس الرئاسي في المعاشيق.

لتتوالى الأحداث وتتداخل المصالح ويجد أعداء شعبنا فرصتهم سانحة ليشنوا حرباً شاملة على اليمن واليمنيين في الـ26 مارس 2015م تحت ذريعة إعادة ما تسمى بشرعية هادي بقيادة السعودية والإمارات لتنفيذ أجندتها التآمرية ضد اليمن.. وها هي الذكرى الخامسة لانتخاب السفاح هادي تحل علينا.. ونيران العدوان السعودي الهمجي لاتزال منذ عامين تحرق الأخضر واليابس وتوشك المجاعة أن تقضي على حياة أكثر من 20 مليون يمني بسبب الحصار الجائر على بلادنا، كما تسبب السفاح هادي يمقتل وجرح قرابة مائة مليون شخص بدون ذنب، اضافة الى ذلك أن تآمره وحقده وكراهيته للشعب اليمني دفعه ليتاجر بالأرض اليمنية ويستجلب الأجانب لاستباحة أراضي ودماء الشعب اليمني، وبرغم الدمار العظيم لمدن وقرى اليمن وجرائم الإبادة الجماعية التي تطال النساء والشيوخ والاطفال والطرق والجسور والمدارس والموانئ وبرغم طرد دول العدوان لهادي من فنادق الرياض ووصل صلف الغزاة الى أن يوجهوا مرتزقتهم بعدم تنفيذ قرارات هادي حتى الى مطار عدن، أو اشعاره بوصول قيادات من دول العدوان، مايزال هذا السفاح والخائن ينفخ في كير الصراعات ويغذي الاقتتال الداخلي ويؤجج النزاعات المناطقية والشطرية سعياً لتنفيذ هدفه التآمري على الوحدة اليمنية بفرض الانفصال بقوة الاستعمار الخارجي بعد أن أغرق المحافظات الشمالية في الصراعات الدامية وكذلك تقديم الإحداثيات لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية لتكريس المعركة في المحافظات الشمالية لإبادة ابنائها واضعاف اقتصادها ليتسنى لهم تحقيق هدفهم التآمري..

بيد أن رهانات الخائن هادي كلها تظل خاسرة فها هو الشعب وبفضل صموده الاسطوري وما يسطره ابطال الجيش واللجان ومتطوعو القبائل من انتصارات تاريخية لعهد جديد يرسمه اليمنيون بدمائهم ويدوسون تحت أقدامهم كل مخططات التآمر والخيانة.

وسيذهب الخائن هادي عاجلاً أم آجلاً الى مزبلة التاريخ.. وسينتصر شعبنا لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com