كتابات

أكاذيب الصفوة النشوة البائسة (2-3)

عندما أتكلم عن الدولة والمجتمع لا أخلط فعلا بين المصطلحين ?ورغم تباينهما إصطلاحا?ٍ إلا أن إرتباطهما متشابك جدا?ٍ ?المجتمع كمنظومة بكل مكوناته لا ينفصل في نموه عن سياسات الدولة ?أية دولة ?والعكس كذلك? الدولة كيان متكامل بمؤسساتها وأرضها وشعبها ونظامها ?هدفها الأول حماية وتنمية هذا المجتمع? يتكاملان تماما?ٍ ? كطرفي معادلة نحو النجاح أو الفشل ? والمعادلة لاوجود لها بطرف واحد .

بعد هذا الإستهلال أعود مرة أخرى للمقارنة والمقاربة بين دول النجاح ودول الفشل ?ومحور الحديث هنا عن تجربة الأحزاب السياسية والدور الذي تقوم به?

لكن في الأصل ماهو سبب وجودها على ارض الواقع ?

سأبتعد عن التعريفات المعقدة لمصطلح الأحزاب السياسية ? ببساطة هي تنظيمات تمثل رؤية سياسية تستهدف المجتمع وأداتها السلطة ? لذلك تسعى لها دوما?ٍ?إن لم يكن حبا?ٍ في السلطة فهو ضرورة لتتمكن من تطبيق رؤاها ?لكن مايحدث في التجارب العربية هو التصادم والإقتتال بين الأحزاب وبين النظام الحاكم ?من أجل السلطة ?وعلى حساب المجتمع ?وفي أقل الحالات عنفا?ٍ تتجه الاحزاب نحو تكريس وجودها بتضخيمه والنفخ فيه بالهواء المفرغ ليس إلا ? النضال ?المناضل ?الوطنية ?الوطن ?وكلها مصطلحات جوفاء مفرغة حتى من المصداقية ?وغاب عنها العمل الوطني الحقيقي الملامس لهموم المجتمع ? حيز وجود الأحزاب هو النشرات الإخبارية والإجتماعات الحزبية ?
وجودها شكلي فقط ?لذلك كان تأثيرها على المجتمع تثقيفيا?ٍ وتنمويا?ٍ لا يرقى إلى مستوى العمل الحقيقي ?وبقيت المجتمعات تتذبذب بين الحركة الوهمية للأحزاب وبين السلطة القمعية !!

أما في دول النجاح فقد كان ولايزال للحزب ? دور فعال في العمل سياسيا?ٍ ?إجتماعيا?ٍ و إقتصاديا?ٍ بمعنى الكلمة ?? يشارك في السلطة والحكم بحجم وجوده وتأثيره .
وفي ظل منافسة قوية? تتسابق جميع الأحزاب المؤثرة لتنال رضا الجمهور ?وينال السلطة من إمتلك قوة التأثير الإيجابي الأنجح ? بعدها إما أن ينجح في إثبات قوته وثبات نهجه بما يلبي طموحات المجتمع ? وإلا فإنه يسقط سريعا?ٍ في أول دورة إنتخابية جديدة !!
لافرصة لحزب لم يثبت نفسه ووجوده الفعلي على أرض الواقع ?بالمقابل يلفض المجتمع أي مكون حزبي دون مستوى تطلعه ? الحزب هنا يستمد وجوده من مجتمع يقيمه من خلال مستوى إنتفاعه منه !!

ما قدمته الأحزاب في دول الفشل هو الوجود الإفتراضي المسطح الذي لا يلمسه المجتمع ?مجرد هيلمان لملك لم يعد يحكم !!

ومن جانب أخر ? كل ما سبق ذكره ?ينطبق على عمل ودور منظمات المجتمع المدنية ?وإن إختلفت الآليه !!
قوى التصحيح والإنتصار لمظلومية قضايا المجتمع ?والتي من المفترض أنها ستقوم بثورة تنويرية بحجم القامات الوطنية ألمثقفة التي تقودها أو تنتمي لها ?لكنها للأسف لم تتجاوز بعد ?مرحلة التحيز الحزبي !!
وماقدمته فعليا?ٍ لخدمة القضايا الوطنية ?سطحي? لاتأثير ملموس له .

وهذا ما أسميه بالكذبة الثانية للصفوة .

بالطبع في كل الأحوال السابقة هناك إستثناءات ?نعلم جميعنا أنها قليلة !!
يتبع…………….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com