ملفــات سـاخنـــة

نص رؤية احزاب في المشترك لمحتوى قضية صعدة

قدم كلا من الحزب الإشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية رؤية مشتركة لمحتوى قضية صعدة فيما يلي نصها وفقا لمركز إعلام الحوار:

رؤية الحزب الإشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية لمحتوى قضية صعدة

تمهيد :-

إن تناول محتوى قضية صعدة مرتبط برؤيتنا لجذورها ومتسق مع الأبعاد التي تضمنتها في إطار تسلسل منطقي وموضوعي ? وبناء منهجي لهذه الرؤية? إبتداء من تشخيص الجذور? ومرورا?ٍ بتحديد المحتوى? وصولا?ٍ إلى إقتراح الحلول والمعالجات? وتحديد الضمانات الكفيلة بعدم تكرار ما حدث ? بهدف الوصول إلى رؤية شاملة تقدم حلول علمية وعملية ناجعة ?تلبي الغاية من إنعقاد المؤتمر? وتحقق أهدافه الوطنية النبيلة.

وفي هذه الورقة التي نتناول فيها محتوى قضية صعدة نجدد التأكيد على أن الشعب اليمني بنضاله الطويل وكفاحه المستمر من أجل الإنعتاق من الإستبداد والفساد? التي مثلت القضية الجنوبية? وقضية صعدة أحد أهم محطاته التاريخية? والتي توجت بثورته الشبابية الشعبية السلمية? التي أنطلقت في 11 فبراير 2011مناضل من أجل إعادة بناء حياته بكل جوانبها? و في طليعتها تحقيق حلم أجياله المتعاقبة في إقامة دولة مدنية ديمقراطية على أسس حديثة تحترم الإنسان? و تمنحه كافة حقوقه.

أن الحديث عن الدولة المدنية المنشودة? التي قدم اليمنيون من أجلها تضحيات جسيمة ? وقوافل من الشهداء والجرحى ?يضع مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمام مسئوليته الوطنية? والتاريخية في إغتنام هذه الفرصة الثمينة لإزالة دولة القهر والقمع والفساد? ووضع الأسس والقواعد المتينة لبناء دولة تتسع للجميع? وتساوي بين الجميع وتلغي أي إحتكار للسلطة أو الثروة من أي فئة أو أسرة أوجهة.

كما أن العمل من أجل إقامة هذه الدولة يمثل أولوية وضرورة تاريخية? وخطوة مفصلية تضمن لليمنيين ألا يعود بهم التاريخ إلى الوراء وتسدل الستار على حقب الفساد ? التي جعلت أغلبية اليمنيون يعانون الفقر والعوز? مقابل فئة صغيرة محتكرة متنفذة في مصائر الوطن وموارده.

إن اليمن الجديد الذي ننشده يجب أن يكون ضامنا?ٍ للتعددية? كافلا?ٍ للحريات العامة ? قائما?ٍ على إحترام خصوصية مناطقه وأطيافه ?مستفيدا?ٍ من تنوعه الثري الذي يحقق التعايش بين اليمنيين بمختلف مكوناتهم بما يجعله يقدم للعالم نموذجا في القدرة على إستشراف المستقبل وتحويل الماضي إلي عظة تمنع تكراره? وتضمن له أن يسير إلى الأمام حاملا مشاعل نور تليق بحضارته? وتاريخه العريق وتطلعات شعبه العظيم.

وقبل أن نستعرض المحتوى بكل جوانبه – السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفكرية – نؤكد أن أمام الفريق ملفات كثيرة في هذا الصدد? بينها ما هو متصل بالآثار الكارثية التي خلفتها الحروب والجروح التي نكأتها ومنها ما يتعلق بالنازحين والمعتقلين, والمتضررين من حروب صعدة في المناطق الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر سواء من المدنيين أو العسكريين.

وقد جاءت أوراق العمل التي لخصت جذور قضية صعدة ? لتضعنا في بداية الطريق نحو تحديد محتواها وأوجه الظلم فيها والقضايا المتعلقة بها, ودراسة الملفات المتصلة بالقضية. ومن الأهمية بمكان أن يقوم الفريق بزيارة إلى محافظة صعده والمناطق المتضررة خلال الفترة المقبلة ? للوقوف على الحقائق والوقائع عن قرب ? والإلتقاء بالمواطنين والمهجرين والنازحين من مناطقهم? والإطلاع على آثار الدمار والخراب التي خلفتها حروب صعده, واللقاء بمختلف الأطراف هناك للخروج برؤية كاملة حول ما حدث في صعده والمناطق المتضررة من تلك الحروب.

المحتوى السياسي :-

بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م بدأ الإخلال بمبدأ الشراكة كأساس ضامن قامت عليه الوحدة ? وتم إستبداله بمنطق الأغلبية والأقلية ? وبلغ المشروع الفردي العصبوي ذروته في الإنفراد بالسلطة بعد حرب صيف 94 حيث تم تعديل الدستور بغرض تغيير شكل رئاسة الدولة من قيادة جماعية تكرس مفهوم الشراكة ? إلى رئيس فردي .

فمنذ إنتهاء حرب 94 الظالمة وحتى إنفجار الحرب الأولى في 2004م جرت في صعدة حملة شرسة ضد المئات ممن كان لهم موقف من الحرب أو علاقة بالطرف الأخر الذي أقصته الحرب ? وجرى إعتقال العشرات بل المئات على خلفيات سياسية والموقف من الحرب تحديدا ? وجرت عمليات تفجير منازل عدد ممن ترشحوا في إنتخابات 1993م البرلمانية على قوائم بعض الأحزاب ومنها الإشتراكي ? كما طال الإستهداف منازل عدد من النشطاء السياسيين الذين ناهضوا حرب صيف1994م المشؤمة .

ومن المهم أن نجدد التأكيد على أن غياب الدولة وغياب المشروع السياسي الوطني هو الجذر الرئيسي لقضية صعدة وغيرها من القضايا الوطنية ? فالتهميش الذي عانت منه صعدة والحرمان على جميع المستويات بما في ذلك إستبعادها من المشاريع التأهيلية التي تبني الإنسان إجتماعيا وإقتصاديا ? فضلا?ٍ عن غياب الدولة كمؤسسة ونظام وقانون وكوظيفة إجتماعية وتنموية ? ولم تحضر إلا كسلطة قامعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com