بلاغ بشأن الحفر العشوائي للآبار الجوفية في مديرية الرضمة – محافظة إب

بقلم/ فتحي الذاري
في الآونة الأخيرة، شهدت مديرية الرضمة بمحافظة إب انتشارًا واسعًا للحفارات المتجولة التي تعمل على حفر الآبار الجوفية في بطون الأودية الزراعية دون أي رقابة قانونية أو مسائلة رسمية. هذه الظاهرة تثير قلقًا متزايدًا، خاصة في ظل المخاطر التي تهدد الموارد المائية والزراعية نتيجة الحفر العشوائي وغير المنظم.
التداعيات الخطيرة للحفر العشوائي
تُعتبر المياه الجوفية من الموارد الأساسية التي يعتمد عليها المزارعون في ري محاصيلهم وضمان استدامة الإنتاج الزراعي. ومع ذلك، فإن الانتشار غير المنظم للحفارات، والتي غالبًا ما تعمل بتصاريح غير مكتملة أو غير قانونية، يؤدي إلى مشاكل خطيرة، أبرزها:
الفشل في عمليات الحفر
عدم إجراء دراسات فنية مسبقة يزيد من احتمالية فشل الآبار، مما يُكبّد المزارعين خسائر مالية فادحة نتيجة استثمارات غير مجدية.
استنزاف الموارد المائية
الحفر العشوائي يُؤدي إلى استنزاف خطير للمياه الجوفية، مما يُقلل من منسوبها تدريجيًا، ويهدد مستقبل الزراعة والأمن الغذائي في المنطقة.
التدهور البيئي
تؤدي هذه الممارسات إلى إتلاف التربة وزيادة ملوحتها، مما يُضعف خصوبتها على المدى الطويل، ويؤثر سلبًا على التنوع البيئي والتوازن الطبيعي في المنطقة.
غياب الرقابة القانونية
ضعف الرقابة على هذه الأنشطة يفاقم المشكلة، حيث يسمح باستمرار حفر الآبار بشكل غير منظم دون مراعاة المعايير البيئية والقانونية، مما يزيد من تعقيد الأزمة المائية في المديرية.
ضرورة التدخل العاجل
نظرًا لخطورة الوضع الراهن، يُصبح من الضروري أن تتخذ الجهات المختصة إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة، وذلك عبر:
-تطبيق القوانين المنظمة لحفر الآبار وضمان عدم السماح بالحفر العشوائي دون تصاريح رسمية ودراسات فنية مسبقة.
-تعزيز الرقابة على عمل الحفارات ووضع معايير مشددة للحد من الاستغلال العشوائي للمياه الجوفية.
-تشجيع حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية، مثل تطوير أساليب الري الحديث وإعادة تأهيل مصادر المياه المتضررة.
-رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر استنزاف المياه الجوفية، وحث المزارعين والجمعيات التعاونية على التبليغ عن أي أنشطة غير قانونية.
دعوة للتعاون المجتمعي
ندعو المزارعين، الجمعيات التعاونية، والجهات الفاعلة في المجتمع إلى التكاتف لمواجهة هذه الممارسات الخطرة، والتعاون مع الجهات المعنية لضمان استخدام مستدام وعادل للموارد المائية، بما يحفظ مستقبل الزراعة والمياه في اليمن.
معًا نحو بيئة زراعية أكثر استدامة ومسؤولية