كتابات

معه .. وقربه .. وبجواره

بقللم / عبدالملك سام

اليوم الموضوع يخص الإخوة والأخوات الإعلاميين .. نعم ، أقتربوا أذن ، ودعونا نتحدث ، وليستمع البقية لما سيدور من حديث بهدوء ..

لقد تحركنا منذ البداية لأجل غاية واحدة ، ألا وهي أن نقوم بواجبنا دفاعا عن بلدنا وشعبنا و “في سبيل الله” ، وأحب أن أؤكد : “وفي سبيل الله” ، أي أننا لم نفعل هذا في مقابل شيء .. أليس كذلك ؟!

نحن لم نمانع أبدا في أي مساعدة كانت تصل إلينا دون أن نطلب من أحد طبعا .. وأتذكر في بداية المشوار (في فترة كان الكتاب والإعلاميين فيها يعدون على الأصابع) أننا كنا نعاني على مستوى إيجاد تكاليف الأشتراك في خدمة الأنترنت ! وكان من الطبيعي أن تمر ليلا لتجد أحد الإعلاميين في الشارع يرتعد من البرد ولديه أنف أحمر من الزكام وهو مندمج مع هاتفه كمريض نفسي ..

مع الأيام ازداد عدد الكتاب والإعلاميين ، وكنا سعداء حتى بأولئك الذين تكاد تصاب بجلطة دماغية وأنت تقوم بتعديل وتهذيب مقالته لتصبح صالحة للنشر ، ومع أزدياد العدد رأينا تغير بعض القيم التي كانت موجودة بيننا نحن الإعلاميين الأوائل ، ولو سألتموهم لأكدوا لكم ذلك .. ومع هذا كنا سعداء بازدياد عددنا يوما بعد يوم ، حتى يوم تولى أحد الذين يكتبون كلمة “أنهو” او “رايعة” منصبا إعلاميا مرموقا ! كنا سعداء ..
كنا سعداء بالنشاط والتحرك الذي أزعج العملاء وجعلهم يستهدفونا بشتى الأساليب ، ورغم تطنيش الجهات المختصة لنا ، ورغم أننا لم نكن نحصل على أي دعم سوى كلمات .. كنا سعداء ! ولكن هذا الفراغ الذي تركته الجهات الرسمية ملاءه أشخاص أخرون ! فنحن في تحركنا مع قضايانا لم ننسى لحظة قضايا أمتنا ، وكان من الطبيعي أن يجتذب عمل نشيط كهذا أشخاص من بلدان أخرى ، ثم ….
الغير طبيعي في الموضوع هو أن هؤلاء (الآخرون) قاموا بما لم تقم به “الجهات المختصة” لدينا ، وبدأوا بتكريم المبدعين ، ثم تطور الأمر لتوظيف إعلاميين بارزين لديهم في مواقع وصحف عربية ، ثم تطور الأمر حتى أصبح موظفيهم يعملون على توظيف آخرين منا مهما كان مستواهم ، المهم “التطبيل” ، فماذا كانت النتيجة ؟!
بإستثناء أن البعض منا كان نحيفا وأصبح لديه كرش ، اليوم بات من الطبيعي ألا نكتب بشكل شبه موحد إلا في مناسبات معينة ، وأصبحت المقالات والتقارير تشبه السلطة ، فلا توجه واحد ولا هم يحزنون ! وهذه ظاهرة ديموقراطية بالطبع ، ولكن الغير طبيعي أن نجد أن هناك توجيهات من جهة مسؤولة لتغطية حدث ما ، فينشغل معظمنا بموضوع آخر تريده الجهة الداعمة (الفلانية)! أو أن يكثر الجدل والنقاش – بل والخصومة – في مواضيع جانبية (أيدولوجية في معظمها للأسف!) لا دخل لها برسالتنا ولا بوظيفتنا ، وعلى حد علمي فما يزال العدوان قائما ، ولا وقت لدينا لترف الانشغال والاختلاف بمعارك جانبية !
كل هذا في كفة ، والنقاشات التي تدور في “الخاص” في كفة أخرى !! فهناك من يحاول أن يثنيك عن توجهك ليقنعك بتوجهه هو ! وهناك من يريدك أن تتبع مذهبه وطريقته !! وهناك من وصلت به الوقاحة لدرجة أن ينتقدك وينتقد قيادتك ، ويريدك يوميا أن تنشغل بالنقاش معه لساعات ليقنعك ، عارضا عليك تقديم خدمات وتسهيلات عديدة مقابل تغيير أتجاه تحركك !!! فمع من يشتغل هؤلاء ؟!!

بالنسبة لي فأنا لدي فلسفتي الخاصة ، ألا وهي : أنا من أوائل من دخل ، وسأكون آخر من يخرج ! قولوا عني حمارا أو غبيا أو ما شئتم .. منذ البداية نذرت قلمي لله ولبلدي ولشعبي المستضعف ، ويوم دخلنا الثورة لم نكن نفكر إلى أين سنصل ، أو ما الذي سنحصل عليه ..
اليوم مازلت وبعض الرفاق كما نحن ، بذات الرؤية ، وبذات التوجه ، وضميرنا مرتاح ، ولن يثنينا شيء عما اعتزمناه ، وكما قال القائد حفظه الله : “الثورة مستمرة” ، ونصيحتي لجميع اخوتي الإعلاميين : لا تبرحوا متارسكم طالما العدوان مستمر ، وحافظوا على وحدة صفكم فلن ينفعك إلا أخوك ورفيقك ، ولا تقدموا مصلحة أحد على حساب مصلحة بلدكم وشعبكم وثورتكم ، والأولوية لدينا جميعا لتوجيهات ومحددات قيادتنا “حصرا” .. ودمتم بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com