كتابات

علي محسن .. نقطة من أول السطر

الحديث عن الجنرال علي محسن الأحمر الرجل الذي يلفه الغموض من جهاته الأربع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية حديث لا ينتهي .
عرف الجنرال علي محسن بالتواري خلف الأحداث وهو قائدها الفعلي على مدار ثلاثين سنة مضت وخلال هذه الفترة ظل علي محسن هو الرافعة الرئيسية لعلي صالح وقائد حرس قلعته الحصينة لكن ثمة نتوءات داخل هذه القلعة حدثت بعد دخول نجل الرئيس أحمد علي هذه القلعة حيث دار صراع خفي يصعب التكهن بمضامين هذا الخلاف ونقاطه المحورية وفي حقيقة الأمر فإن الخلاف بين علي محسن ونجل الرئيس جمرا تحت الرماد حتى جاء الشباب كريح عاصف استطاعت الهبوب من نوافذ هذه القلعة مما أدى إلى اشتعال النيران فيها ومغادرة حارسها العتيق ,عندها ظهر الجنرال بصورة مختلفة ولغة معادية
يرى الكثير من المراقبين ان الجنرال بموقفه هذا استطاع ان يدير الصراع كعادته بدقة متناهية غير ان الفارق بين الإدارة الأولى في القلعة والادارة الثانية في الساحة ان الجنرال اطل بهامته من نافذة الاعلام على غير عادته مسجلا بذلك هدفا عنيفا في مرمى صالح وبقية اركان نظامه
وغير بعيد يمكن القول ان علي محسن استطاع ان يتلافى ما يمكن تلافيه من عمره السياسي باعلانه الانضمام الى ساحات التغيير والحرية , وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان فدخول الجنرال على الخط الثوري يمثل حجرا شج به رأس النظام وأثقل به كاهل الثوار وأخذت الثورة بعدا سياسيا جديدا ومنحنى متعرج بين صعود قبلي متمثلا في اولاد الشيخ الأحمر وتكسر في المسار السياسي والجنرال فيما بينهما غير ان المثير للجد وسيبقى غامضا الى امد غير بعيد الدافع الحقيقي لخروج علي محسن من قلعة نظام صالح ونزوله الى الساحات مسجلا بذلك صفحة تاريخية جديدة تماما لايعرف الكثير عن ابجدياتها ويصعب قراءة مابين اسطرها الى حين هبوط علي صالح واولاده واولاد اخيه من مدرج السياسة الى مدرج الحياة العامة عندها سينتظر الكثير من المراقبين والمحللين قراءة بعض مفردات صفحة تاريخ الجنرال المثير للجدل والتعرف على مابين اسطرها ..
وعموما يمكن القول بان الدور الذي لعبه علي محسن دورا تدجينيا لجموح الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن مما ادى الى نهايتها في هيئة اتفاق سياسي انتهت بمبادرة الخليج ودعم اوروبي بعد مرورها سريعا على مجلس الأمن الدولي , وحقيقة الأمر في اليمن ان الضبابية ما زالت مخيمة على المشهد الثوري والسياسي على السواء ولا يمكن القول بان الثورة فشلت تماما او نجحت تماما ..
العامل السعودي كان الأكثر فاعلية في كبح جماح الثورة الشبابية الشعبية السلمية نظرا للتوسع السعودي في اليمن بتركيباتها المختلفة السياسية والاجتماعية والدينية وهذا الدور السعودي المتارجح يعبر عن رؤية المملكة السعودية والاسرة الحاكمة هناك عن الصورة المرغوب رسمها في اليمن والتي تكون متناغمة مع المملكة السعودية للحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية بابعادها المختلفة .. ولا يأتي الدور السعودي كحاجز يمنع الجيل الجديد في اليمن من تحقيق اهدافه ومصالحه بدافع يمني وتخطيط يمني يضمن للمملكة مصالحها وبعدها في اليمن ..
وتجدر الاشارة على ان الجنرال علي محسن يعد النفس الأطول بعدا والاكثر تأثيرا في اليمن بحكم ارتباطاته الاجتماعية من جهة والعسكرية من جهة اخرى غلاوة على غوصه في القاموس السياسي اليمني وغير بعيد ان تشهد اليمن تحولا تدريجيا مع بقاء الجنرال علي محسن كلاعب رئيس بعد الحادي والعشرين من فبراير الحالي بعدها تبقى كافة الخيارات والاحتمالات مفتوحة كالمشهد اليمني المشتعل والمفتوح على كافة الخيارات .. تسلم اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com