كتابات

تفاؤل … وخيبة

لن نتشاءم ولن ن?ْفرط في التفاؤل , هذا ما يجب أن ننظر به لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها الأستاذ محمد باسندوة .

لقد عانى الوطن مرارة الخوف وتجر??ِع ويلات الحروب , وذاق ضيق المعيشة طوال عشرة أشهر كانت كفيلة بانهيار الوطن اقتصاديا?ٍ وتدمير نسيجه الإجتماعي , لكن الألطاف الإلهية حفظتنا من الإنجرار نحو الفتنة وكانت صمام الأمان لشعب أثبت حكمته وصبره .

لم تكن العشرة الأشهر إلا موسم شحن وتعبئة وسباب وملاعنة , تعر??ِض فيها الإقتصاد لانتكاسات كبيرة , والنسيج الإجتماعي لشرخ واسع والبنى التحتية لأضرار بالغة , وسقط ما يزيد على خمسة آلاف شهيد وآلاف الجرحى والمعاقين .

لا ننكر بأن الأزمة التي مررنا بها ورغم مواجعها وفواجعها عل??ِمتنا الكثير من الصبر والحكمة والتأقلم والتكي??ْف .

كان الرهان على الفتنة أكبر من دفنها ووأدها , لقد عملنا كقواعد شعبية على تأزيم الوضع رغم أننا من دفع الثمن الباهض والم?ْك?ل?ف من حياتنا ومعيشتنا ودمائنا , لقد تلاعن??ِا وتباغضنا وتساببنا وتقاذفنا بالت??ْهم يمنة?ٍ ويسرة?ٍ , وساهمنا في زرع العداء والكراهية في نفوس وقلوب براءة أطفالنا الذين لم يسلموا من جهلنا , ولم نترك وسيلة كنا نعتقدها قاصمة لمن يخالفنا إلا وفعلناها ضد خصمنا .

أعتقد أنه قد آن أوان تصحيح ما حرفنا مساره , وتقويم ما أفسدناه وخر??ِبناه بأيدينا , اليوم وقد بدأت عوامل التقارب والإخاء جاء دورنا كما الإعلام المسئول الأول بعد الساسة عما وصلت غليه البلاد في إعادة المياه إلى مجاريها والوقوف صفا?ٍ واحدا?ٍ في وجه من يريد تعكير الأجواء وإفساد التقارب .

قرار المؤتمر بإيقاف تظاهرات الجمعة كان صائبا?ٍ , وبالمثل كان يجب على المعارضة والشباب , نريد تهيئة الأجواء لحكومة الوفاق بما يضمد الجراح ويتعالى عليها ليس من أجل (س) أو (ص) ولكن من أجل هذا الوطن العظيم وشعبه البائس الحكيم .

مخاض ما تم التوصل إليه في بنود المبادرة الخليجية لم يكن سهلا?ٍ , والتوصل للوفاق في توقيعها لم يكن بسيطا?ٍ , وطريق إنجاحها لا يزال شائكا?ٍ والمسئولية على الجميع , وما نحتاجه ليس أكثر من التعاون والصبر والحكمة .

خيبة مؤتمرية :

مرشحوا المعارضة في حكومة الوفاق لا زالوا مجهولي الحالة فالغالب منهم لم نسمع عنه من قبل ولا ندري ما تأهيله ودوره لكن الأيام والإدارة كفيلة بالفرز والتصنيف وإظهار النتائج سلبا?ٍ وإيجابا?ٍ , مع أمانينا بأن يكونوا عند مستوى المسئولية وحسن الظن , لكن? ما صدمني وأصابني بالدهشة والذهول هو تلك الأسماء التي نزلت في الحكومة كممثلين للمؤتمر .

كنت قبل التشكيلة أح?ِد??ث نفسي بأن المؤتمر قد استوعب الدرس الذي تلقاه خلال الأزمة الخانقة جيدا?ٍ , وكنت أعتقد بأنه لن ي?ْعيد الك?ِر??ِة مرة أخرى فهو بحاجة لكسب الجماهير وإثبات المصداقية في الإصلاح بتقديم شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة من أعضائه الذين ق?ْذف بهم خارج السرب أيام الب?ِط?ر?ِة? وقيل لهم : أقعدوا في منازلكم أو كونوا مستشارين , والمؤتمر لديه الكثير من القدرات والكفاءات النزيهة والمبرزة التي يشهد لها المؤتمر والمعارضة .

للأسف كان الإختيار مخيبا?ٍ للأمال والتوقعات وأسقط الرهان على أنه استوعب الدرس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com