كتابات

مؤتمر القاهرة الجنوبي.. إنفصال على طريقة جنوب السودان

من الجدير الإعتراف بالتفاؤل بعد توقيع المبادرة الخليجية في الرياض من قبل طرفي الأزمة في البلاد برعاية سعودية , وبعيدا?ٍ عن التشاؤم والشطط وانتظار المهلكات – ونحن في الحقيقة نعايشها – وتوعد الناس بالويل والثبور وعظائم الأمور لن نستبق الأحداث فعشرة شهور كانت كفيلة بتربية الحيوان وترويضه فكيف بنا وقد كر??ِمنا الله عز وجل بأعظم نعمة من??ِ بها على مخلوق وهي العقول وقل??ِدنا النبي صلى الله عليه وآله وسامي الإيمان والحكمة .

لن ن?ْفرط في التفاؤل كما التشاؤم ولن نتجاوز الواقع نحو الخيال , على الجميع أن يدركوا أن المواطن اليمني قد ضاق لكن الله عز وجل منحه صبرا?ٍ كالجبال وحكمة كالتلال , إنه كمن نام على جنبه الأيمن ومل??ِ تلك الحالة فقلب على جنبه الأيسر وبمجرد إحساسه بالملل عاد لينام على ظهره ولما أحس بضيقه من تلك الحالة إنقلب على بطنه , وحين لم يجد الراحة نصب له وسادة ونام جالسا?ٍ وما لبث أن نام كهيئة السجود , وهكذا يتقلب من حالة إلى أخرى أملا?ٍ في الراحة وبحثا?ٍ عن تخفيف الألم , ذلك هو المواطن اليمني طوال عشرة أشهر فمن يصبر صبره ويتحمل ح?مله ?

سنظل متمسكين بالدعوة للحفاظ على الوطن من أي منزلق قد ت?ْدفع نحوه من أطراف النزاع بما فيها الشباب الذين أثبتوا أن الوطن آخر ما يفكرون به وأن الخصومة السياسية والكيد السياسي والإنتقامات الشخصية كانت خلال هذه الأزمة أكبر من الوطن والمواطن وإن رفعوا قميص عثمان أو جاءوا بثوب يوسف .

سأتجاوز التحليل والنقد لما نمر به فقد بح??ِت أصواتنا وجف??ِت أقلامنا فليس هناك من يسمع وسأعود للتحليق فوق أجواء مؤتمر القاهرة الجنوبي حيث اط??ِلعت على ما صدر عنه من بيان والحقيقة أنه لا ينكر مظلومية أبناء الجنوب بعد حرب صيف العام 94م إلا فاسد م?ْص?ر??َ على الجرم أو خائف من ظهور جرائمه .

ما حدث في الجنوب نوع من العبث ( معاملة الجنوب معاملة المنتصر دون مروءة على المهزوم خائب الحيلة ) وكأنها فيد وغنيمة وهذا بالطبع تم على يد رجالات السلطة الأشاوس ومتنفذيها العمالقة وشركائها في الحروب وحلفائها في الكوارث وصن??ِاع فتاوى الإباحة والقتل ومسوغات الفيد والإستباحة وإن اختلفوا اليوم وتلاعنوا فبطونهم جميعا?ٍ متخمة من نهب الجنوب وأراضيه وخيراته ولم نسمع عن واحد منهم اعترف أو ثار ورد??ِ ما سلب !!! .

ما علينا وهذا الموضوع فإنه يجلب الصداع ومن ولجه قد يعجز عن مغادرته بعجالة كهذه والمراد إلقاء نظرة سريعة على الجزء الأهم في نظري مما تضمنه بيان رؤية المؤتمر السياسية والإستراتيجية لحل القضية الجنوبية والمعنون بخارطة طريق للقضية الجنوبية وهو :

إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي بحدود 21 مايو 1990م لمدة خمس سنوات يعقبها استفتاء لأبناء الجنوب حول تقرير المصير .

هذا وكفى يعني الإنفصال بطريقة مهذبة على طريقة جنوب السودان تماما?ٍ فالخطوات التي تم بها فصل جنوب السودان عن شماله تمت بهذه الطريقة وكأنها مستنسخة وهذا ما لا أعتقد يمنيا?ٍ يقبل به .

نتحدث عن الإعتراف بالمظالم والحقوق وضرورة حلها نعم , لكن الحديث عن الإنفصال فهذا ما يحرم على مسلم قبول مناقشته ولا أدري كيف يفكر الإخوان بهذه الطريقة والشعب اليمني يقر ويعترف بالأخطاء والتجاوزات والجرائم التي وقعت ويطالب بتصحيح مسار الوحدة ومحاسبة ذوي الأخطاء والنفوذ ذلك أقل ما يجب لرد الإعتبار ولإخواننا الجنوبيين مراجعة الحساب في مطالبهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com