حـــوارات

القاضي : الأحزاب وأخطاء قيادية جعلت الثورة تأخذ وقتا أكثر مما يستحق النظام

أعلن انشقاقه عن النظام وانضم للثورة? ثم توجه صوب قريته? ليتفرغ هناك طيلة الأشهر الـ10 المنصرمة? لرياضة ركوب الخيل? واستقطاب قبائل الرئيس إلى صف الثورة على الرئيس.
وصلت متأخرا عن موعده اليومي مع الرياضة? فلم أتمكن من تقييم المهارات الفروسية لمحمد عبداللاه القاضي? لكنه أكد لي أن حوالي 80 بالمائة من أهالي قبيلة سنحان باتوا من مؤيدي الثورة.
هدوء بارد في قرية "بيت الأحمر"? قرية الرئيس وكبار رموز حكمه? وهذه إحدى مفارقات قرية صدرت ضجيج انقسامها إلى كل بيت في اليمن? بينما هي? كما أراها الآن? مستلقية على سفح حصنها الشهير كما لو أنها آخر من يعلم.
"بإمكان الأمور أن تعود كما كانت عليه بيننا" كأقارب وأهل قرية واحدة? وليس كحلفاء في السلطة? هذا مضمون إجابة القاضي على سؤال مركزي ضمن أسئلتي التي خرجت بها من صنعاء إلى منزله كأحد أبرز أقرباء صالح المنشقين عنه? فلا سياسيو العاصمة ولا المبادرة الخليجية ولا المبعوث الأممي? يمكن لأي منهم أن يجيب على سؤال: هل هناك أي احتمال لحدوث مصالحة "جمهورية ملكية" أخرى? أو هل يمكن لـ"البيت السنحاني" الواحد أن يستعيد وئامه بعد أن عجز كل جناح فيه عن القضاء على الجناح الآخر خلال 10 أشهر? هل من الوارد? ولو بنسبة احتمال ضئيلة? أن تتلقى الساحات وشباب الثورة ضربة مباغتة من هذا النوع?
هذا ليس بالضرورة تشكيكا في نوايا المنضمين للثورة من "بيت الأحمر" (ومن يقضي بضعة ساعات مع محمد عبداللاه يستشف بسهولة أن هؤلاء بالفعل قطعوا خلفهم كل خطوط العودة)? ولكنه استشراف للخيارات القليلة المتاحة أمام الوضع المنسد الآن بين الحاكم ومؤيدي الثورة? وما إذا كان هذا الانسداد قد يؤدي إلى وضع تحله القبيلة "الواحدة" بطريقتها? وعبر داعي العودة إلى "الإخاء" و"البيت الواحد"?
في هذا الحوار لن يكتفي محمد عبداللاه القاضي بالإجابة على مثل هذه التساؤلات? بل سينفذ إلى تفاصيل أخرى شديدة الصلة باللحظة التي تقف عليها الثورة الآن والبلاد بشكل عام? ولا ت?ْستمد أهمية إجابات الرجل من موقعه داخل الدائرة الأقرب للرئيس فحسب? ولكن أيضا من الفرصة التي وفرها له بقاؤه في قريته طوال الثورة? وهو المقام الذي جعله قادرا على مراقبة الثورة "من عل"? مقي?ما المسار? وراصدا مكامن التعثر والأخطاء.


 * أولا: لماذا محمد عبداللاه القاضي معتكف في منزله هنا في "بيت الأحمر" منذ إعلانه الانشقاق عن النظام?

– أولا هي كانت ظروف خارجة عن الإرادة? فأنا في البداية خرجت لعزاء? ثم تم منعنا من دخول العاصمة من قبل النقطة العسكرية. وثانيا: أخذت ذلك فرصة لأشتغل في داخل القبيلة (لمصلحة الثورة)? وهي أهم من أي مكان آخر. والسبب الثالث لتفضيلي البقاء هنا هو الحرص على عدم الظهور? لأنه لو ظهرت بسبب بقائي في صنعاء? سيقول المتقولون بأننا نحاول أن نسرق الثورة? وهذا ما لا أحب أن يقال عني? وهذا أحد دوافعي للشغل كجندي مجهول.

* ومن خلال شغلك داخل قبيلة سنحان? وانطلاقا من هنا قرية "بيت الأحمر"… هل الانقسام القائم بين سنحان في صنعاء قائم هنا أيضا?

– كان معظم سنحان آخذين الموقف كموقف شخصي? لكن الآن الأمر تغير? وتحول الأمر إلى العكس? وأصبح ما لا يقل عن 80% من أهالي سنحان موالين للثورة.

* مع بداية الثورة كان هناك حراك برلماني مكثف شكل زخما للثورة? وتمثل في انشقاق عدد من نواب الحزب الحاكم? وأنت منهم? ثم تشكيلهم كتلا مستقلة.. وبعد مرور أشهر لم يعد أحد يسمع? إلا بالكاد? بضعة مواقف لهؤلاء? أي أنهم لم يعودوا في واجهة الثورة.. أتساءل هنا أين عبدالباري دغيش? أين الأسلمي? أين الحميري وفلان… وفلان?

– هم لا يزالون موجودين? ولكن كل مكلف بعمل في مديريته أو دائرته.

* وأنتم منسقون على هذا?

– نعم منسقون على هذا.. وجودنا في صنعاء? أو وجودنا كتكتل لا يزال قائما? لكن ليس ظاهرا في الساحات.. تركنا الساحات للشباب? واتجهنا إلى المديريات والدوائر? وخصوصا الأرياف? لأن المدن بنظري قد أخذت حاجتها وقامت بدورها في الثورة? ومن يرفد المدن هي الأرياف? ولذلك تجد دائما أن هناك انضمامات ومجاميع تنضم إلى الثورة كل يوم وكل ساعة? قادمة من الأرياف. فالريف أعتبره رافدا رئيسيا للثورة.

* ولكن هل الأرياف? والقبائل خصوصا? قد استوعبت أهمية وضرورة بناء "الدولة المدنية"?

– بكل تأكيد? وكل له وجهته? فمنهم من انضم إلى الثورة نتيجة لأنه يحب أشخاصا أو مؤمن بأشخاص وشخصيات? ومنهم من هو مؤمن بالدولة المدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com