اراء وتحليلات

الخليج ومشاكل اليمن

انهارت الهدنة التي دعا إليها نائب الرئيس اليمني عبدالهادي منصور وشهدت العاصمة اليمنية حرب شوارع متعددة الأطراف? فقد استؤنفت المواجهات بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والقوات المنشقة الموالية للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر في عدة مناطق من العاصمة واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة.. كما سجلت معارك بين عناصر موالية لزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر من جهة ومقاتلين موالين للشيخ القبلي عزيز صغير النائب في البرلمان والمؤيد لصالح من جهة أخرى.

تأتي هذه التطورات الدامية في الوقت الذي يحاول فيه أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني بمباحثات في صنعاء إلى جانبه جمال بن عمر مستشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أجل احتواء الموقف العسكري الذي بدأ في التفجر? وقد أجرى المبعوثان الإقليمي والدولي مشاورات مع كافة الأطراف من أجل إيقاف نزيف الدم اليمني وتصعيد الموقف العسكري خاصة بعد مقتل العشرات في غضون أيام قليلة.

لا أحد يعرف إلى أين تتجه اليمن? فالصراع الدموي مستمر بين القبائل التي عرف عنها تاريخيا?ٍ استقلالها عن الدولة.. ولا تزال هذه القبائل تضعف الدولة أحيانا أو تقويها.

السؤال كيف يمكن لدول الخليج العربية حل هذه الإشكالية المعقدة والمتشابكة? فالصراع الظاهر أمام العالم هو بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحزبه الحاكم من جهة وبين المعارضة اليمنية بكل تنوعاتها وإشكالها بزعامة الشيخ صادق الأحمر عضو مجلس الشورى وشيخ قبيلة حاشد أكبر القبائل اليمنية.. قوات الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس أحمد علي صالح يصطدم في معارك دموية ضد الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أحد أقوى القادة العسكريين الذي انشق عن السلطة بعد مقتل 52 فردا?ٍ من قواته.. ما يجري في اليمن من صراعات لم يوضح لنا ما هو دور الشباب اليمني برجاله ونسائه الذي يتظاهر يوميا ويحتج وينشد التغير والإصلاح ويدفع الثمن غاليا دون أن يكون له أي فرصة في تغير الحالة السياسية التي تسود اليمن.

نعود إلى دول الخليج التي سعت إلى محاولة إيجاد حلول وسطية ترضي الطرفين من خلال الدعوة إلى انتقال السلطة في اليمن إلى نائب الرئيس وبعد فترة انتقالية محددة تتم الدعوة للانتخابات البرلمانية والرئاسية.. المبادرة الخليجية التي يدعمها المجتمع الدولي تواجه إشكالية كبيرة وهي محدودية مقدرتها على التفاوض لنقل السلطة? كما أنا لم تجر أي اتصال بالشباب المتظاهر لأخذ وجهة نظرهم.. بالإضافة إلى حقيقة أن جميع الدراسات تؤكد بأن القوة الحقيقية والفعلية التي تتحكم في مصير البلد هي القبائل حيث يسعى الرئيس صالح وحزبه ارضاءها كذلك يغفل أقطاب المعارضة ويبدو أن الشباب اليمني الطامح للتغير والإصلاح سيكون الضحية.

ما هو المخرج من هذه الإشكالية المعقدة.. دول الخليج من خلال أمينها العام بذلت جهودا كبيرة للتوفيق بين الطرفين لكن الفشل هو مصير كل المحاولات حتى الآن? فالأمين العام لمجلس التعاون غادر صنعاء يوم الاربعاء الماضي وقد صرح بأنه سيعود لليمن لاستئناف وساطته عندما تكون الظروف مواتية ويكون الجميع على استعداد لبذل الجهود الضرورية لوقف التوتر والقتال? وقد أوضح الزياني بأنه جاء لبحث تفاصيل ا لمبادرة الخليجية والمتوقفة منذ عدة أشهر بسبب رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها.. وكالات الأنباء العالمية ذكرت بأن الرئيس اليمني عاد إلى اليمن وأن خلافا قد نشب بينه وبين ابنه أحمد الذي يرفض مبدأ تنازل الرئيس.. دول الخليج يمكن أن تلعب دورا?ٍ أكبر لو ربطت مساعداتها الإنسانية لليمن مع إيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com