كتابات

لماذا الإصرار على الس??باب ?

إستكمالا?ٍ لموضوع قاموس الملاعنة والشتائم الذي برز إلى السطح كواحد?ُ من أقذر م?ْفرزات الأزمة السياسية اليمنية سأتعرض لواحدة من أطول الشتائم الثورية العربية .

الساسة اليمنيون منذ عرفت نفسي وأنا في الثامنة والثلاثين من العمر يقومون وبإصرار عجيب لا نظير له في التاريخ الحديث بقذع حكم آل حميد الدين وسب??ه واتهامه والتهج??ْم والإفتراء عليه بما يعلمون بطلانه – وأنا على ثقة من ذلك – لماذا ?

شخصيا?ٍ لا أدري ما السبب إلا إذا كان البحث عن مشروعية ومبررات الثورة .

لا أدافع عن حكم آل حميد الدين فلم أعش تلك الحقبة من الزمن لكني استمعت الكثير من شهود عصر تلك الحقبة وهي إيجابية في مجملها , لكنه حتى وإن كانت تلك الفترة مليئة بالأخطاء والسلبيات إل??ِا أني كما أي مسلم لا أتقبل تلك الكلمات النابية والألفاظ القاذعة لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله فكيف بتشويه تاريخ?ُ طويل حاول أهله خدمة البلد أصابوا أم أخطأوا , فإن لم يكن ثمة مبرر وذلك هو الظاهر فلحاجة في نفس يعقوب لا يعلمها إلا الراسخون في هذا الفن .

وما لا أجد له تفسيرا?ٍ هو إضفاء مفردات وألفاظ قاموس الملاعنة والسباب لتاريخ أئمة الزيدية في اليمن الممتد لألف ومأتي عام من تاريخ اليمن , اللهم إلا أن يكون الأمر مرتبطا?ٍ بالعقدة المزمنة لدى شريحة من اليمنيين المرضى على أئمة الزيدية ومن الزيدية ككل , ولا شك أن الفكر التكفيري يساهم بشكل وبآخر في تغذية روح العداء ويمارس التحريض والتعبئة ضد الفكر الزيدي بكل الوسائل والإمكانيات الضخمة التي يمتلكها , وها هي السلطة التي تسب وتلاعن تاريخ ألف?ُ ومأتي عام تشرب من نفس الكأس الذي تلاعن به من سبقها في حكم اليمن , وبألسنة الذين شج??ِعتهم ومو??ِلتهم ودعمتهم , وكما ي?ْقال في المثل : آخرة المحن??ش للحنش .

الإعلام الرسمي بكل ألوانه : المرئي والمسموع والمقروء والقائمون عليه في أخبارهم وبرامجهم وندواتهم ومقالاتهم وتحقيقاتهم لا يتوانون في سب وملاعنة ألف ومأتي عام من تاريخ اليمن وبامتياز وتفرد لا يحسدون عليهما وكأن حالة عداء مزمنة بين هؤلاء وأئمة ألف ومأتي عام من التاريخ اليمني .

مع ق?ْرب عيد الثورة المجيدة 26 سبتمبر يزداد عنفوان وتيرة السباب الممقوت على ألسنة الساسة وخصوصا?ٍ الإعلام الذي يفتح شهيته وكأنه حبيب جاء على فاقة .

الغريب في الأمر أنه ما من دولة تمارس السباب كمثل دولتنا , ولو تأملنا في حال نظائرنا من الدول العربية التي قامت فيها ثورات لما وجدنا الحالة اليمنية إلا فريدة , فالسعودية مثلا?ٍ تناست ما قبل تأسيس المملكة , وبالمثل بقية الدول الخليجية وكذا مصر وليبيا التي ترفع علم الملكية اليوم , ودول المغرب العربي التي لم تعد تتذكر الإستعمار إلا كجزء من الماضي بكل مساوئه , ومثلها دول الشام والعراق لنجد الحالة اليمنية شاذة في ملاعنة تاريخها وتاريخ أئمة علم?ُ وهدى?ٍ هم في أدنى الأحوال إخوانها وأبناء دينها وعروبتها !!!

ثم وهذا الأهم : فمن ي?ْص?ِد??ق أن الثورة اليمنية ورثت من بيت حميد الدين في خزينة الدولة ( بيت المال ) ستة وعشرين مليون ريال فرانصي ( ماري تريزا ) بشهادة مفتي الجمهورية العلامة أحمد زبارة والأستاذ الشهيد عبدالعزيز عبدالغني يرحمهما الله .

فهل الأمر مرتبط بالفشل ? أم تغطية عليه لأن خمسين عاما?ٍ كافية لبناء دولة عملاقة ذات قدرات عالية أسوة بالصين وبقية الدول الغربية التي حصلت فيها ثورات بمختلف توجهاتها ?

والخلاصة : كما تدين تدان , فهل من متعظ ?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com