كتابات

أين الإعلام العالمي من اليمن المنكوبة؟

ما يجري في اليمن على خلفية الحرب والحصار منذ مارس 2015، مأساوي جداً، حيث نشرت منظمات إنسانية إحصائيات مقلقة تتعلق بـ 28 مليون شخص. ثلث السكان على حافة المجاعة، وأكثر10 آلاف مدني قُتلوا أو أُصيبوا حتى الآن بمن فيهم خمسة آلاف طفل، بينما يعاني 400 ألف شخص من سوء التغذية الحاد.، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن حوالي مليون شخص حتى الآن أصيبوا بوباء الكوليرا.

لكن التغطية الاعلامية دائما توجه الاتهام للشعب اليمني الذي يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته وسيادته وبعيدة عن القرارات المحتلة، سهام الاتهام في الإعلام اليوم تتحرك بأموال سعودية إماراتية خليجية وضغوطات أمريكية اسرائيلية غربية، والحقيقة مهمة الإعلام أصبحت منسية وأداة للتجارة على حساب ذمة شعب بأكمله.

المجازر الذي يرتكبه الطيران السعودي، يبرره الإعلام بأهداف عسكرية، والكوارث الانسانية بسبب الحصار تبرر بتهريب الصواريخ والسلاح، وهذا هو التضليل الإعلامي، فعلى سبيل المثال، عندما يشن طيران العدوان المئات من الغارات على المنازل والأسواق والطرق وتستهدف صالات الأعراس والعزاء والمستشفيات، لم يحرك ساكناً لا في المجتمع الدولي ولا إعلامهم التضليلي المزيف، لكن عندما يطلق صاروخ باليستي أو تكتيكي على معسكرات التحالف في الحدود والداخل والعمق السعودي الإماراتي دفاعا عن النفس وعن عدوان همجي نشهد تحشيد جماعي من الإعلاميين والسياسيين محذراً من الخطر اليمني، اذا ما هو السر في هذا إلّا علاقة الإعلام بالتجارة.

يعرف الإعلام على أنه مهنة لنقل الأحداث إلى جمهور الناس والعامة من خلال العديد من الوسائل؛ كالتلفاز، ومواقع الإنترنت، والإذاعة، والمجلات، والصحف المكتوبة أو الإلكترونية، مع رعاية الأخلاق والآداب والضمير والرقابة الذاتية والحقيقة أساس تصرفات الإعلامي والمؤسسات الإعلامية نفسها، لكن هذا ما افتقده الإعلام العالمي في اليمن.

واذا قام الإعلاميون منذ بدء العدوان بمهنتهم جراء ما يحدث في اليمن، لما شهدنا الكوارث الانسانية وانهيار الوضع الاقتصادي والمجاعة في اليمن، لم نكن لنشهد في كل 10 دقائق موت طفل يمني، لذا يجب على الإعلاميين أن يحرروا ضمائرهم ويخرجوا من الصمت المخزي حتى يحل السلام في هذا البلد المنكوب بأداة أمريكية اسرائيلية عبر الوفاء بما عاهدوا عليه في هذه المهنة

كما نسمع هناك بعض الأقوال على أن تغطية أحداث اليمن بسبب صعوبة دخول الصحفيين لم تكن سهلة، لكن السؤال، من أين تأتي هذه الاحصائيات والتقارير؟ هل هي كذبة وتزوير أم نقل للحقيقة التي ستقود المجرمين إلى المشنقة صعبة؟ .. كما أن هناك مراسلين كثيرين للقنوات والإذاعات والوكالات والصحف تعمل في مختلف المجالات باليمن عدا الإعلام الحربي، لكن مع كل هذا لم توفي الاعلام مهنته جراء ما يحدث في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com