العلـوم والـتـكنولوجـيا

ما سر المقاتلة الامريكية اف_35؟

شهارة نت – وكالات

يعلّق الجيش الأمريكي الكثير من الآمال على المقاتلة اف_35 ثاني مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية وثمرة برنامج مقاتلة الغارة المشتركة (Joint Strike Fighter program)، وتتميز بقدرتها الكبيرة على المناورة وصعوبة رصدها بالرادارات وبالرغم المشاكل التقنية التي شهدتها قبل دخولها ميدان القتال، إلا أن الجيش الأمريكي يضع آمالاً كبيرة، فما هي ميّزات هذه المقاتلة؟ وما هي التعديلات التي أجريت عليها

ميزات المقاتلة اف-35

يبلغ طول أف 35 نحو 15.7 مترا، وارتفاعها 4.33 أمتار، وتصل سرعتها إلى نحو ألفي كيلومتر في الساعة، وتستخدم في جميع قطعات الجيش.

تستخدم أف 35 منظومة تجعلها قادرة على المناورة بشكل أكبر من الطائرات التي تستطيع التخفي عن رصد الرادارات، لكنها لا تستطيع المناورة، وهي بذلك قادرة على أداء مهام قتالية – دفاعية كانت أم هجومية- حتى في الظروف الجوية الصعبة.

وتستطيع أف 35 التحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ويصل مدى التحليق إلى 2200 كيلومتر، وبسرعة 1.6 ماخ أي نحو ألفي كيلومتر في الساعة.

وبإمكان الطائرة حمل أسلحة متنوعة، بينها قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ موجهة جو جو، فيما لم تتأكد الأنباء بشأن قدرتها على حمل رؤوس نووية.

وللطائرة قدرة على تفادي المضادات الأرضية، مثل صواريخ أس 300 وأس 400 الروسية المتطورة.

وقدرت تكلفة برنامج إنجاز طائرة أف 35 بنحو أربعمئة مليار دولار، ويصل سعر الطائرة الواحدة إلى نحو 110 ملايين دولار.

لسعات تلقّتها أمريكا

لقد تعلّم الأمريكيون الدرس جيّدا، فبعد أن باعوا مقاتلات للجيش الإيراني، كان خيار الشعب الإيراني رافضا للوصاية الأمريكية، فجاءت الثورة الإسلامية، وبسطت يدها على إمكانات البلاد العسكرية، ومنها المقاتلات والأسلحة الأمريكية الصنع.

وفي اليمن أيضا، كانت سياسة الحكومة تتماشى مع السياسة الأمريكية السعودية، الذين قاموا بتجهيز الجيش بأسلحة وصواريخ متطوّرة، وبعد أن قام الشعب اليمنيّ، وصلت تلك الأسلحة إلى أيدي الثوّار الذين استخدموها ضد ذلك المحور.

منظومة ALIS

تعتبر اف-35 حاسوبا طائرا، تعمل بنظام ALIS، وهو من أعقد المنظومات في عالم البرمجة، وهو مخفّف لعبارة Autonomic Logistics Information System، وتعني باللغة العربية، نظام المعلومات اللوجستية المستقل. ويمكن القول أن جميع أعمال المقاتلة مرتبط بتلك المنظومة، وحتى صيانتها، فأي عطل يحصل لها، تتلقاه الشركة المصنّعة التي بدورها تقوم بتحديده. وتحصل الشركة أيضا على جميع المعلومات التي تتعلّق بالمقاتلة ومهمّاتها أيضا.

ولأن الشركة بإمكانها الإطلاع على المعلومات الأمنية، تعمل الدول المستخدمة لـ اف-35 على منع حصول ذلك، فالنرويج وإيطاليا يجرون أبحاث مشتركة على تصنيع فلتر يخوّلهما اختيار المعلومات المرسلة إلى الشركة، ومن جهتها تؤيّد استراليا هذه الفكرة. اللافت في الموضوع أيضا أن الولايات المتحدة بإمكانها تعطيل نظام المقاتلة وأن توقف عملها متى تشاء.

الكيان الصهيوني والـ اف-35

أما عندما تصل الحكاية الى الكيان الإسرائيلي تختلف الموازين، فحال الكيان ليس كباقي الدول التي يتوجّب عليها الرجوع إلى الشركة المصنّعة لتصليح المقاتلات المعطّلة، والتي تفتقد للسريّة الأمنية في عملها. بل وضعه مغاير تماما، لأنه وضع عليها برامجه الخاصة، ويتحكّم بها دون رقابة أمريكية وبإمكانه تصليحها على أرضه أيضا. على عكس البقية، الذين تخضع مقاتلاتهم للصيانة الدوريّة على الأراضي التركية أو الإيطالية.

تركيا

من جهتها رفضت تركيا السيطرة الامريكية على المقاتلة اف-35 وتعمل على وضع برنامج مستقل لها، واللافت أيضا أنها غير راضية عن أدائها وتعمل على تصنيع مقاتلة من الجيل الخامس مع الشركة البريطانية BAE.

من ناحية أخرى، وقّعت تركيا اتفاقية لشراء منظومة اس-400 من روسيا، وهي تنوي ضمّها إلى المنظومة الدفاعية التي ستتضمّن مقاتلات الـ اف-35. مما أثار مخاوف عديدة، لأن ذلك يخوّل روسيا الحصول على معلومات تتعلّق بالمقاتلة الأمريكية. وقد بدت هذه المخاوف جليّة وتحدّث عنها حلف الناتو التي تعدّ تركيا أحد أطرافه.

يظهر من خلال ما تقدم أن فتورا يشوب العلاقات الأمريكية – التركية، ومن جهة أخرى يمكن القول أن الولايات المتحدة ورغم علاقاتها الحميمة مع بعض الدول إلا أنها لا تعطيها حق التصرّف بالصناعات العسكريّة، مما يؤكّد أن العلاقات هي علاقات مصالح فقط لا غير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com