كتابات

تنظيم القاعدة والحسابات الخاطئة..?!!

ما يجب أن يدركه العقلاء أن الأزمة اليمنية لم تكون ولن تكون نتاج ظروف اجتماعية ولا هي نتاج ظروف اقتصادية ولا هي نتاج ظروف سياسية كغيرها من الأزمات والظواهر التي عمت بعض دول المنطقة , بقدر ما تعبر الأزمة عن حالة احتقان (شمولي) داخلي لدى بعض الأطراف الوطنية التي لم تعد تحتمل المضي في مسار العملية الديمقراطية , لهذا نرى هذا التحالف المثير الذي جمع قوى (أصولية متطرفة ) وأخرى ( راديكالية أشد تطرف ) وهذا القوى التي تقاطعت مصالحها مع القوى الظلامية والوجاهية المتخلفة مدعومة بقوى (الرأسمالية الطفيلية) التي نمت وترعرعت في ظل مناخ (فاسد) هياته قوى التخلف التي هي اليوم من تحتضن الأزمة وتغذيها وتمول ظواهرها ومخرجاتها السياسية والإعلامية والتفاعلية الميدانية , بعد أن استطاعت قوى التخلف هذه استقطاب رموز راديكالية تحركها نوازع القهر والرفض المطلق عقائديا وفكريا وسياسيا للتجربة الديمقراطية التي تصطدم مخرجاتها ونتائجها مع طموح وتطلعات هذه القوى وبالتالي رأينا كيف انساقت القوى المناهضة للديمقراطية وقيمها واصطفت في طابور واحد وتجمعت لميدان واحد ليس لدى جمهور هذا الميدان رأي أو رؤية بل هم بيادق تحركهم رغبات رموز (شيطانية) تقف خارج الملعب ولكنها تحكم سيطرتها على كل مخرجاته وتضبط ايقاعات التفاعل في هذا الميدان انطلاقا من حساباتها الخاصة وهي حسابات بعيدة كل البعد عن مجمل الشعارات والخطابات والمواقف التي يتبناها من في يرابطوا في الميدان الذي تحول لبؤرة عبث واستهتار وتمزيق لكل منظومات النسيج المجتمعي حتى في نطاق الفعل الاخلاقي المكتسب فطريا ..!!

بيد أن توقيت الأزمة جاءا مع بروز ظواهر عربية متعددة الأسباب والدوافع ويختلف جذريا واقع تلك النطاقات العربية مع واقع التفاعلات السياسية المتفاعلة في النطاق الوطني اليمني , ومع ذلك ذهبت اليمن بتداعياتها لتأخذ حصتها من الحضور في الذاكرة التفاعلية لدى محاور التأثير الإقليمي والدولي في لحظة برزت فيه ( قضية بن لا دن ) وكأن اغتياله شكل نصرا مبينا لبعض الأطراف الدولية وخاصة ( واشنطن) التي اشك أنها توصلت لمخبئ زعيم ( تنظيم القاعدة) بجهد ذاتي أو بجهود أجهزتها الاستخبارية , إذا ما أدركنا أن واشنطن بكل أجهزتها عجزت عن الوصول للعقل المدبر كما يقال لعملية ( 11 سبتمبر 2001م) وهو القيادي في ( القاعدة) _ خالد شيخ _ وهو ليبي الجنسية لكن الرجل كان ذو رؤية ( إجرامية) وقدرة على التخفي والتنكر , الأمر الذي أربك الأجهزة الأمريكية وأحبط القائمين عليها , فكانت ( قناة الجزيرة) هي الوسيلة التي من خلالها تم رصد مكان تواجد ( خالد شيخ) , فبعد أن قامت قناة ( الجزيرة) في بث تصريح ل ( خالد شيخ) علق فيه حول نشاط التنظيم في المواجهة الدائرة _حينها بينه وبين واشنطن _ ومدى قدرة التنظيم في الصمود في تلك المواجهة , وقد اعطى (شيخ) تصريحه ذاك لمراسل القناة حينها ( يسري فودة) صاحب البرنامج الشهير في القناة حينذاك (سري للغاية) وقد حاولت بعض الأطراف تحميل المسئولية لهذا الصحفي غير أن ( تنظيم القاعدة ) حينها أصدر بيانا برئ فيه (يسري فودة) من تهمة الوشاية ب( شيخ) وقال التنظيم في بيانه أن ( التنظيم يحتفظ بحقه في الرد على مصدر الوشاية ) ولم يكون المصدر الذي بلغ بمكان ومخبئ ( خالد الشيخ_ سوى أمير قطر بذاته الذي بلغ مدير جهاز المخابرات المركزية الأمريكية بمكان تواجد شيخ ) وهكذا تم الوصول للشيخ واعتقاله ..?

أقول هذا لأن ثمة مؤشرات تقول أن ( قتل زعيم تنظيم القاعدة تم بناء على معلومات تلقتها واشنطن من رموز متطرفة يمنية تشغل مناصب متقدمة في تجمع الإصلاح ولكن هذه المعلومات حصلت عليها واشنطن بناء على اتفاق تم بينه وبين قيادات إصلاحية كبيرة , وهذا الاتفاق عبارة عن مقايضة فحواها أن ( رأس بن لادن ) مقابل مساعدة واشنطن الإصلاح وحلفائه في الوصول للسلطة في اليمن ) ..?!!

قد لا يصدق البعض هذا لكن لماذا لم يتأمل من لا يصدق الخبر في فحواه وفي الكيفية التي سارت عليه الأزمة حتى أقدم البعض على ارتكاب جريمة مسجد الرئاسة وهي الجريمة التي لا يمكن أن تبرئ منها رموز إصلاحية كما لا تبرئ منها ( واشنطن) التي وبعض الأطراف الإقليمية التي تقف وراء أزمة اليمن بدافع من تصفية حسابات سياسية مع القيادة السياسية اليمنية وأقصد بكل وضوح هناء ( أمير قطر وحاشيته) تحديدا ..!!

بيد أن تزامن الحملة التي يشنها (تنظيم القاعدة ) مدعوما من بعض رموز الانقلاب والوجهاء ورموز القوى الظلامية , على المؤسسة العسكرية والأمنية وخاصة في محافظة ( ابين _ عدن) وفي محافظة ( تعز) ومنطقة ( أرحب ونهم ) هذه الحملة الإرهابية برزت بصورة ملفته بعد فشل جريمة مسجد الرئاسة وبعد التأكد من نجاة فخامة الأخ الرئيس ورفاقه من أركان الدولة , وبعد أن تيقن بعض الرموز أن ( المؤامرة _ الطبخة أو الصفقة) قد فشلت وتبخرت وبعد أن تراجعت ( واشنطن) في المضي قدما مع من أبرمت الصفقة معهم باعتبارها قد أوفت معهم وعملت ما كان مطلوبا م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com