اراء وتحليلات

اللواء علي محسن واستخدام الطاقة للثراء… والانقلاب

من بين وثائق ويكليكس حول اللواء علي محسن الأحمر نشر الموقع تقريرا رفعه
السفير الامريكي الأسبق توماس جراجيسكي الى الادارة الامريكية يقول فيه
ان اللواء أثرى من خلال عمليات تهريب واسعة للمشتقات النفطية والسلاح
والمواد الاستهلاكية مستخدما في عمليات نقل المواد المهربة آليات عسكرية
وجماعات من الافراد مرتبطة به وتنتفع منه? وان التهريب يتم الى القرن
الافريقي والسعودية..

وما ورد في التقرير الذي يعود تاريخه الى اربع سنوات ماضية لم يكن
اكتشافا عبقريا للسفير جراجيسكي فكثير من اليمنيين يعرفون شهرة اللواء
الاحمر في تهريب المواد المدعومة مستخدما نفوذه الكبير في الدولة الى
جانب انه المتحكم بادارة الحدود الشمالية والساحل الغربي لليمن بحكم انه
قائد المنطقة الشمالية الغربية.

الجديد في الموضوع ان اللواء علي محسن انه اضاف الى ذلك انه يستخدم اليوم
المشتقات النفطية وكذلك الكهرباء والغاز اسلحة استراتيجية ضمن اسلحته
العسكرية لمحاولة الضغط على النظام و الانقلاب عليه? وهو خطأ استراتيجي
وقع فيه اللواء علي محسن اذ ان المواطنين كانوا يتوقعون منه المشاركة في
تأمين هذه المصادر لا قطعها عنهم? خاصة وانه كثيرا ما تحدث الى المواطنين
انه منحاز الى الشعب..

إن علاقته بهذه القضية لم تعد سرا وليس من النكاية القول انه وراء انقطاع
المشتقات النفطية وازمة الغاز والكهرباء? فالجماعات القبلية والارهابية
التي ضربت انابيب النفط وتتقطع لناقلات النفط او تحرقها او تصادرها وكذلك
التي تقوم بضرب ابراج الكهرباء هي جماعات مرتبطة باللواء علي محسن وتعمل
تحت ادارته وتوجيهاته وهذا ما كشفته معلومات مؤكدة صحفية وأمنية ومعظم
المتهمين المنشورة اسماؤهم في قوائم المطلوبين امنيا على ذمة تلك الجرائم
محسوبة على اللواء علي محسن? وما يدل على ذلك ايضا ان نائب رئيس
الجمهورية عندما وضع ضمن اولوياته تأمين حصول المواطنين على احتياجاتهم
من هذه المواد والخدمات جعل محور اتصالاته مع اللواء هذه القضايا نفسها
نظرا لعلاقة اللواء بما يحدث من تقطع وتخريب.

يعتقد اللواء علي محسن ان هذه المواد ذات اهمية حيوية بالنسبة للمواطنين
بكافة شرائحهم ومهنهم والقطاعات الخدمية والانتاجية التي يمتلكونها او
يعملون فيها وأن إحداث ازمة في هذه المواد عن طريق قطع امداداتها من
المصادر سوف يحدث فوضى وتعطيل تلك القطاعات وهذا سيقود في النهاية الى
اثارة نقمة وغضب شعبي عارم يزلزل النظام ما يسهل الانقضاض عليه.. تفكير
اللواء محسن على هذا النحو مستفاد من تجارب عربية وعالمية كلاسيكية كانت
هذه الاستراتيجية اهم عناصرها لممارسة اكبر ضغط على الانظمة? ولكن اليوم
هذه الاستراتيجية لم تعد فعالة ولا مقبولة اصلا بوصفها نوع من العقاب
الجماعي المرفوض سواء كان مرتكبه سلطة حاكمة او أي جماعة معارضة? الى
جانب أن المجتمع اليمني الذي تضرر كثيرا من هذا الاسلوب الذي يستخدمه
اللواء علي محسن يدرك جيدا انه ضحية لطرف سياسي يستخدم احتياجات
المواطنين الحيوية في معركته مع النظام? بينما الثوار الحقيقيون
والمعارضون الحقيقيون يعملون – حتى وهم في اقصى حالات الخصام من النظام-
للحفاظ على مصالح الشعب وتلبية احتياجاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com