كتابات

وأخيرا?ٍ التغيير … حقيقة?َ لا و?ِه?م?َ

لقد تغيرت حياتنا فعلا?ٍ وغدت كما الجحيم التي تقول \” هل من مزيد \” لقد تغير واقعنا حقيقة بما لم يخطر على البال أو يكون في المتوقع أو حتى في ح?س?ب?ِة? أحد .
لقد هبط علينا ربيع الثورات المسمى بالربيع العربي فصنع فينا الأعاجيب . لطالما سمعنا وتحدثنا وكتبنا وناقشنا ثورات التغيير التي هب??ِت عاصفة?ٍ على الوطن العربي فاجتثت راحتنا وسكينتنا وأمننا , وحط??ِمت ع?ْرى أخوتنا وفككت أسس نسيجنا , وأضافت أعباء قاتلة إلى أعبائنا .
طوفان?َ مارد?َ اندفعنا خلفه بشعور وبلا شعور , كنا كما الطفل الذي يقوده والداه إلى حيث لا يدري , وكنا نحسب التغيير سيطال مساوئ ومفاسد حياتنا , وإذا به ي?ِن?ق?ِض??ْ علينا نحن القابعين في أدنى س?ْل??ِم? الحياة .
تم تبشيرنا بالتغيير كحلم نحو الأفضل , كما تم تخديرنا بأفيون الثورات الذي أو?ه?ِم?ِن?ِا بالخيال وسرعان ما كش??ِر عن أنيابه وإذا به وحش?َ كاسر?َ بعد أن كان ح?م?لا?ٍ وديعا?ٍ. ندخل البيوت ونغادرها وقلوبنا مسكونة بالرعب من رؤية الزوجة والأولاد ? هناك حالة تقشف تم فرضها على البيوت وصارت الزوجة والأولاد أكثر قبولا?ٍ بها من ذي قبل , لكن??ِ الرعب من الضروريات :
 المصاريف الغذائية .
 الغاز وقد تجاوز حاجز الثلاثة آلاف ريال .
 الشمع وقد بلغت قيمة الشمعة خمسين ريالا?ٍ .
 وايت الماء وقد تجاوز الخمسة آلاف .
 لم نعد نزور أحدا?ٍ ولا نرغب أن يزورنا أحد .
 لا نحضر مناسبات بكل ألوانها حيث نعتذر مقدما?ٍ .
 لا نشتري فاكهة فآمالنا في الرغيف .
 أغلقنا بند الكماليات وقد تقلصت الضروريات .
 لا نشتري كروت الهاتف فلسنا في حاجة للتواصل مع أحد .
 المشاوير تركناها حيث لا زيارات ولا بترول .
 الضيافات جم??ِدناها فلم نعد نستضيف أحدا?ٍ . تخلينا عن أشياء كثيرة في سبيل التغيير وإرضاء?ٍ لخاطر عيونه برضانا ورغما?ٍ عن??ِا , البعض منا في القطاع الخاص قذفت به حمم التغيير إلى رصيف البطالة والبعض إلى نصف راتب في ظروف كهذه . في جلسة مع الزوجة عافاها الله جلسنا نتحدث عن المتغيرات وما طرأ على حياتنا في هذه الفترة وخصوصا?ٍ بعد أن عاد ولدنا من البقالة بلا شمع حاملا?ٍ بشرى من ب?ْشريات التغيير – وما أكثرها – الشمعة الواحدة بخمسين ريالا?ٍ , عندها وبدون مقدمات أخذت الزوجة تخاطبني وبلغة ساخرة ولهجة عام?ي??ِة : تشتي الصدق ? والله انهم قد غي??ِروا حياتنا قوي .
وأضافت : نحمد الله … ش?ْو?ف? على تغيير حصل : أييييه فين كنا وأين أصحبن الفرصة الذهبية الضائعة : في اعتقادي …
نحن فقدنا الكثير ? كان التغيير الحقيقي من الأسوأ للأحسن على وشك الحدوث لولا التيار الجارف الذي دفع برموز السلطة وشركاء حكمها بساحات التغيير , وكان حقيقيا?ٍ يوم قد??ِم فخامة الرئيس المبادرة تلو المبادرة بما لم يكن خاطرا?ٍ على بال أحد من المعارضة ولا من عموم الشعب , وبالضمانات المطلوبة محليا?ٍ وعربيا?ٍ ودوليا?ٍ .
كان الجو – نتيجة لما حدث في تونس ثم مصر – مهيئا?ٍ للتغيير بشكل كبير وإن? في الحدود الدنيا , كانت هناك ربكة وصدمة أصابت الأنظمة العربية جر??ِاء رياح التغيير التي هب??ِت على البلدان , لكن??ِ عقلاء القوم – للأسف الشديد – لم يتلقفوها فيضربوا على الحديد الس?ْخ?ن كما يقول الأشقاء المصريون . لقد ساعد على عدم التلقي والتلقف انعدام الثقة , والاعتماد على التيار الجارف في تحقيق كل المطالب دون تنازل عن شيء .
لقد كان باستطاعة الشباب الثائر والمعارضة يومها صناعة ثورة ومجد جديدين وحقيقيين يعيدان صياغة التاريخ اليمني الحديث , لكن الفرصة الذهبية بالتغيير ربما فاتت وضاع الحلم الذي راود الشعب اليمني التو??ِاق للإصلاح على كل الأصعدة وتم وأد هذا الحلم بأيدينا ف?ِل?م?ِن? العزاء ???.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com