كتابات

ما لا يحق للجنرال قوله !

نتقبل أي شيء , أي شيء من اللواء الركن علي محسن الأحمر , قائد الفرقة الأولى مدرع , قائد المنطقة الشمالية الغربية المنشق عن النظام , إلا أن يتحدث في أربع وبتلك الطريقة التي ظهر بها في جريدة الحياة اللندنية , وهن : السلمية , المدنية , تنظيم القاعدة , الوحدة اليمنية ..

السلمية ونبذ العنف , تاريخ الجنرال محسن يأتي على النقيض منها , وما نزواته وغزواته مع القوميين ( الناصريين ) واليسار ( الاشتراكيين ) … والحروب المذهبية الستة ضد أبناء محافظة صعده ( أتباع المذهب الزيدي ) عنا ببعيد …

أنتصر في غزواته السابقة , وأمام أتباع المذهب الزيدي (الحوثيين) جر أذيال الهزيمة ولكن بعد أن كبد الجميع , الحوثيين والمؤسسة العسكرية , خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات , كما وضرب الاقتصاد الوطني في الصميم …

المدنية , يكررها الجنرال ويزين بها مفرداته منذ انشقاقه وكما لو انه أكتشفها للتو ? جميل هذا الاكتشاف لو أنه أتى من غيره , فالمدنية لا يمكنها إلا أن تكون دولة بلا ((أحواش)) , وهذا ما لن يستطيع عليه ((الجنرال )) صبرا , فهو المعروف بنهمه الشديد للأراضي الشاسعة في السهول والجبال, والأسوار المرتفعة …

..وحين نتحدث عن وجود رئيس دولة مدني ويكون تحت رحمة عسكريين ومشائخ قبلية نافذة فأن معنى الدولة المدنية سيكون مقصورا على رئيس مدني لا يحكم ..

تنظيم القاعدة , المختصون بشؤون القاعدة في اليمن معظمهم لا يستبعدون العلاقة الروحية والمادية واللوجستية بين التنظيم وقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن , وأن عدد ليس بالقليل من العائدين من أفغانستان الذين عرفوا بـ ( الأفغان العرب ) التحقوا بالفرقة , ولسنا بحاجة إلى تأكيد هذه الحقيقة المؤلمة .

كما لسنا بحاجة إلى تأكيد الوجود القوي للتنظيم في اليمن والذي اعتبره الجنرال محسن مجرد (( فزاعة )) لاستدرار أموال الأمريكان .. المواجهات التي شهدتها عديد مناطق جنوب اليمن الأسبوعين الماضيين عززت القناعة لدى الكثيرين بالوجود الفعلي لتنظيم القاعدة في اليمن , ومستوى القدرات العسكرية والبشرية التي بات يتمتع بها التنظيم .

الوحدة اليمنية , كل ما سبق كوم وهذه لوحدها كوم , ولا أدري لماذا أقحم الجنرال نفسه في محاولة انتقاص دور فخامة الرئيس علي عبد الله صالح في تحقيق الوحدة …

صحيح أن ثمة خطوات لم يكن صالح هو الفاعل الرئيس فيها , غير ان جميعها إبتداءا من 1972م كانت تتجه نحو استعادة الوحدة لكنها في الواقع خطوات تكتيكية ليس أكثر .. لقد رفعت مختلف القوى باتجاهاتها المتباينة شعار الوحدة , ولكنها اختلفت تماما فيما يتعلق بمفهومها للوحدة وكيفية تحقيقها , وكل طرف كان يطرحها كورقة لتجاوز مرحلة معينة .

وعدا الاتفاقية التاريخية 30 نوفمبر 1989م ? لنا أن نتذكر أن الحديث عن استعادة الوحدة اليمنية في مختلف المراحل كان في بعض الأحيان أكثر ما يتطلب منه هو إيقاف إطلاق النار بين الشطرين , ولنا ن نتخيل أن وقف إطلاق النار مرهون باستعادة الوحدة والتفاهم مرهون باستعادتها , بمعنى أن الوحدة ظلت شعار مرفوع في الجانب التكتيكي أكثر منه في الجانب الاستراتيجي …

Nmm7979@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com