كتابات

هذا وطن، وليس (البارشا أو الريال) !

بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي

من حقك أخي أن ترفض الحوثي أو المؤتمر أو أي طرفٍ سياسيٍ كان، لكن في إطار الثوابت الوطنية والاطُر القانونية والدستورية، إلا أنه ليس من حقي أو حقك أن ندعم أو نؤيد أي شكل من أشكال العدوان على الوطن مهما كانت المبررات و الأسباب !
كُن ما شئت حوثياً أو مؤتمرياً أو أصلاحياً أو إشتراكياً أو ما شئت أن تكون، إلا أنه لا ينبغي أن يكون ولاءك الفئوي أو الحزبي أكبر من ولاءك وإنتماءك الوطني لأن الوطن أكبر وأشمل !
مشكلتنا يا أخواني اليوم ليست في الوطن أو وحدة الوطن أو شكل الحكم فيه ؛ جمهورياً كان أو ملكياً، مشكلتنا هي تكمن في طريقة التعاطي مع القضايا الوطنية حيث أن الكثيرين اليوم منا ينظر إلى الوطن وكأنه أحد أندية كرة القدم ومن حق الجماهير أن تختار إما تشجيعه ومؤازرته أو تشجيع ومؤازرة غيره، وهنا يكمن السر في ما نشاهده ونلمسه على أرض الواقع من تعدد وتنوع الأمزجة والهوى بحسب الميل الطارئ والمناخ السائد لدرجة أننا أصبحنا نرى الكثير من الناس اليوم لا يتحرجون في المجاهرة بشعورهم المؤيد للغزاة والمحتلين ويتلهفون شوقاً لرؤية الأجنبي وقد وطأت قدماه أرض صنعاء أو أي مدينة أخرى، بل أن البعض ومنذ وقت مبكرٍ جداً قد بدأ بتصفيف وتشذيب الورود والرياحين كي يلقيها على رؤوس الغازين والمحتلين فرحاً واستبشاراً بمقدمهم وكأنه بذلك يستقبل فريقه أوناديه المفضل بعد عودته من إحراز البطولة أو تحقيق اللقب !
ما هكذا يا قوم تُورد الأبل ..ما هكذا !
يجب علينا أن نتعاطى مع القضايا الوطنية بمسئولية تامة وأن نعي جيداً أن الولاء الوطني لا يمكن أن يقبل القسمة على أكثر من واحد وهو الوطن، فأما أن يكون ولاءك وانتماءك كله للوطن وإما فأنت مشكوكٌ في وطنيتك وصدق انتماءك وعندها لا عزاء للوطن فيك إن هوت بك العمالة إلي مزابل التاريخ بجوار بن العلقمي وأبي رغال وحيدر الإفشين ووووو… ، فهذا وطن وليس البارشا أو الريال يا محترمين !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com