كتابات

المشترك ..وبقرة بني اسرائيل

تمسك المعارضة اليمنية “اللقاء المشترك” بالسيناريوهات ذاتها واعادة انتاج سيناريوهات الكذب والتدليس والخداع من شأنه أن يدمر كل مقومات أمن واستقرار اليمن وتمزيق نسيجه المجتمعي.. ولذلك فحين ننظر الى هذه الاحزاب فاننا لانخرج عن سياق الاعتقاد انها عاشت فترة عصيبة بين الخيبة والأمل وبين اليأس والرجاء وحالة من القلق والعصبية والتخبط نتيجة التحفز والتربص تجاه الثورة الشبابية الشعبية التي خرجت دون إرادتها ثم خرجت عن طوعها وترفع السقوف الثورية التغييرية بما لا تلبي مطامعها..اذ كانت تعتقد في السابق بأنها المتحكم في خروجها إلى الشارع متى ما شاء ومتى ما أراد وهددت “بالهبة الشعبية” قبل ثورة تونس وثورة مصر كنوع من المناورة مع الشعب ومع الحاكم على حد سواء ? لكنها لم تتوقع بأنها ستخرج دون إنتظار أوامرها ونواهيها وفتاويها الدينية.

وندرك يقينا?ٍ ان المواقف المتنصلة لقوى المشترك التي برزت في عدة اشتراطات منذ البداية بشأن مبادرة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي كونها لم تأت علي طريقتها ماجعلها تقف عنده ,مع أن مواقف فخامة الأخ الرئيس كانت واضحة وهي أنها مع المبادرة وسيوقع عليها برغم العيوب الكثيرة التي فيها ,وهو ما لم يقبل به المشترك الباحث عن ذرائع لأنه طامح بتطبيق النموذج المصري والتونسي ويحظى في هذا بدعم وإسناد من بعض الاطراف الخارجية وهو ما لم يكون ولن يتحقق.. وبالتالي على المشترك أن يتحمل مسئوليته فيما أوصل البلاد إليه بكونه قاد حركة تمرد وانقلاب ضد الشرعية الدستورية بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه معنا حول هذا المفهوم..لكن في المحصلة فان المشترك مكون متمرد وخارج عن الشرعية , وأن كان المشترك واثق من مواقفه عليه أن يقبل فورا بانتخابات مبكرة وأنا شخصيا أتحدى المشترك بكل مكوناته أن يقبل بهذا وعليه ليس أمام الأشقاء والأصدقاء من خيار أن رغبوا حقا في مساعدة الشعب اليمني عليهم أن يساعدوه بما يحافظ علي مكاسبه ومنجزاته ومصالحه.

اذا?ٍ لم يعد هناك مجالا?ٍ للشك بأن الأيادي المرتعشة تفرز مواقف مهزوزة ? والمواقف المهزوزة لابد وأن تخطئ الأهداف وتقدم نتائج تنطوي على الخذلان او بالأحرى الهدم.

وفي اعتقادنا ان مماطلة هذه الاحزاب وتعطيلها لمسيرة الحوار الوطني الهادف على مدى السنوات الماضية ورفضها كل الحلول والمبادرات كقصة بقرة بني إسرائيل مع سيدنا موسى في تكبرهم وتلكؤهم?غير ان بني إسرائيل قد أبدوا نوعا?ٍ من المرونة والتفاوض إذ قالوا: (ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) ثم عادوا فقالوا (ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها)?.. وهذه الاحزاب “المشتركية” لم يبد هذا القدر من المرونة تجاه أي دعوة للحوار والتفاوض والتفاهم مازادهم عتوا?ٍ ونفورا?ٍ .. وهي مواقف تتكرر اليوم تجاه مبادرة الاشقاء ومباركة الاصدقاء لها ما أبدى لجاجتهم وعنادهم كما حدث في قصة البقرة.. على الرغم ان الموضوع لم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات بينهم وبين موسى? كما أنه لم يكن يستوجب كل هذا التعنت.

لكن بني إسرائيل هم بنو إسرائيل. مجرد التعامل معهم عنت. تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة? وشؤون العقيدة المهمة. لا بد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمور بني إسرائيل. وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم? ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به? ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة? وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور? تعود اللجاجة والالتواء? فيتساءلون: أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان? أم أنها خلق تفرد بمزية? فليدع موسى ربه ليبين ما هي.

ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم? وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل? بأنها بقرة وسط. ليست بقرة مسنة? وليست بقرة فتية. بقرة متوسطة. إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر? غير أن المفاوضات لم تزل مستمرة? ومراوغة بني إسرائيل لم تزل هي التي تحكم مائدة المفاوضات. ما هو لون البقرة? لماذا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة? لا يراعون مقتضيات الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم? وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه اللجاجة والمراوغة.

ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة. فيقول أنها بقرة صفراء? فاقع لونها تسر الناظرين. وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء? ورغم وضوح الأمر? فقد عادوا إلى اللجاجة والمراوغة. فشدد الله عليهم كما شددوا على نبيه وآذوه. عادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين ما هي? فإن البقر تشابه عليهم? وحدثهم موسى عن بقرة ليست معدة لحرث ولا لسقي? سلمت من العيوب? صفراء لا شية فيها? بمعنى خالصة الصفرة. انتهت بهم اللجاجة إلى التشديد.

لذلك فان عبث المشترك بكل فرص الاتفاق وعدم الاحتكام الى الحوار وتوقيع المبادرة الخليجية لحل اشكال نقل السلطة فى اليمن يتيح كثيرا?ٍ للاضطرابات التي لا ولن تسر الحكومة والمعارضة ولا تسر جواره .

والقاعدة تقول انه مهما تعددت اسباب الخل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com