اراء وتحليلات

أنـــــــــــــــــــا

صرخت فى ? لتخبرنى أننى فقدت بعينيها الهيبة وهى التى طالما تغنت بحبها لى? لم أدر كيف أحتمل قلبها ذلك الكره للشخص الأول الذى منحها حق الحياة ? لست غاضبا?ٍ ولكننى أشعر بالأسف اذ كنت الشخص الذى طالما منحته الحب والحنان إلى أن يئست منه فمنحته باقة من الأسى زرعتها لسنوات وأهدتها له يوم انتظر منها كلمة ” أحبك يا أبى “.

كانت قوية اذ تحملت مر حياة تخليت عنها عندما استشعرت مرارتها? كنت أبيها لكنها أيضا كانت أمى? عندما تشتم رائحة المناوشات بينى وبين والدتها? تأتى دوما لتحتضننى وتربت على ذراعى وتشاركنى فراشى الخالى? أعتذر إليها أحيانا?ٍ فتبتسم قائلة :ـ من ينظر إلى هذا الوجه الباسم دوما لايلتفت لاعتذارات. كم شعرت أننى أل?هت طفلة فخلعت عليها من صفات الآلهة مايعجز عن حمله البشر? لتكشف لى اليوم عن وجهها الحقيقى? وجه الطفلة الغائبة عن الحياة وكأن كل تلك السنوات توقفت لديها فجأة عند عمر الخامسة .
لم أكن ظالما?ٍ يوما?ٍ ولكنه طموحى الذى دفعنى لهجر والدى ” العمدة ” للبحث عن آفاق جديدة? عشقت الدراسة فغسلت عن قدمى طمى الأرض الذى طالما أطعمنى? تنكرت للون الأخضر? فضلت عليه هجير القاهرة التى يذكرنى سحرها ” بالنداهة “.
عشقت تلك اللعوب فأنستنى تلك القرية العذراء التى يحكمها أبى بجبروته وعلمنى أن من يحكم لابد أن يتناسى الموت فالحكم والموت ضدان? فوجدتنى أكره الحكم وأعشق الموت? أرسل أبى فى طلبى يوما?ٍ فلبيت ندائه? أخبرنى أننى سأتزوج فتاة تهتز القرية لفتنتها فشعرت أن حريتى التى طالما طلبتها اليوم ستنتهى? لم أعارضه فهو ككل جائر يكره المعارضة? تخفيت لأراها عند ذهابها إلى المدرسة فعلمت حين رأيتها أنها أم أطفالى ….. كانت فرعاء تخجل من طولها الأشجار على جانبى الطريق فتضن عليها بالظل وتتركها للشمس تصبغ وجنتيها الداميتان فيشعر من يراها بأن حياته ستنتهى عند شفتيها? جبينها تحجبه شرذمة من شعر شلالى شديد السواد ينهمر على كتفيها فيمنح قميصها الأبيض لون اليأس? عدت إلى أبى صاغرا?ٍ? وقد تخلت عن سحرى القاهرة وجذبتنى إليها نداهة القرى? صمم أبى على حرمانها من دراستها فحرمنى فرصتى الوحيده لرؤيتها? اصبحت لى ولكننى عاجز عن سماع صوتها أو حتى المرور أمام بيتها ? كل ما اعرف عنها هو لوحه رسمتها رغباتى وأبدعت فى سرد تفاصيلها .
عدت إلى قاهرتى نصف مشتاق بعد أن فتنتنى “فاطمة” فتحولت شوارعها الفسيحة إلى سجون لمشاعرى التى اعتادت الانطلاق ولكن سرعان مانسيت كل ما تركته خلفى عندما التقيت بأخرى …..احترفت الالتقاء بأخريات حتى مللت طيف فاطمة? لم أربط حياتى بحياتها وهى الريفية الغريرة وأمامى سيل من فتيات القاهرة المثقفات الثريات ? تغيرت أفكارى فتغير قلبى ونسيتها .
طالبنى أبى بالعودة بعد أن أنهيت دراستى فعدت? صفعته بقرارى وهو الذى لم يختبر يوما?ٍ نكهة الصفع? غضب? هدد? فلم التفت له? ما نفع كل تلك الأفدنة بصحبة قلب تعيس ?
رضخ إلى فأرسل إلى أبيها لينهى ما بدأ لأعود أنا إلى معشوقتى التى لا أذكر أنها كانت يوما?ٍ عذراء فهى منذ خلقت مثقلة بوهم الحرية.
عشت كما أريد وسط فراشات الحب إلى أن شعرت أن قلبى قد امتلأ عن آخره فقررت مع نفسى الفرصه لأغسل عن قلبى تلك القمامات التى استوطنته .
رأيتها صدفة تنزل من سيارة وقفت أمام بيتهم وبجوارها والدتها تساندها وقد تحول بستان الزهر النابت على وجهها إلى صحراء علمت أنها مرضت منذ أعلن لهم والدى انتهاء الخطبه فشعرت يومها كم كنت أنانيا ……..
ظللت عدة أيام بعدها بلا نوم …. تتراءى لى كلما أغمضت عينى? أخبرنى أحد أصدقائى أنه يفكر بخطبتها فاستثار بداخلى رغبه لامتلاكها فلن أدعها له لقد كانت يوما?ٍ … لى ……. ولم أعتد أن اترك اشيائى ليستمتع بها غيرى …….
ذهبت إلى أبى ? وركعت تحت قدميه … أخبرته أننى كنت دوما مخطئا وأنني أحتاجه ليرمم لى ما حطمت? لبى أبى ندائى فقد كان حاكما?ٍ جبارا?ٍ ولكنه كان أبا?ٍ مثاليا?ٍ لم يهدأ إلى أن أعاد إلى مليكتى ومنحنى سببا?ٍ لأزهو .
تزوجنا فانتقلت إلى بيتى وكأنما نقلت إلى قطعه من الجنه? كانت تمثالا قد من مشاعر? هادئه كغدير هامس ينبض دوما?ٍ بالود? بعد عامنا الأول أهدتنى “سامى ” فشعرت للمرة الاولى بطعم الابوة? بعدها اعتدت ذلك الشعور إلى أن رأيت نهاد للمرة الاولى مغمضة العينين فاستعدت بحبها نزق المغامرة .
ركدت مشاعرى فعدت إلى القاهره ابتغى أحاسيس الصبا التى هجرتنى? تناسيت أطفالى ? ونسيتها بعد أن سرقتها الأمومة منى .
ضاقت على القاهرة فسافرت إلى لبنان لأجدد طاقتى فالتقيت بـ” ديما ” قمر لبنان الذى علمنى أن للعالم مدار واحد تتربع هى بمركزه? تزوجتها وكان الزواج منها اللبنة الأولى التى أسقطت جدار الود بيننا فلم تتصور فاطمة أن ألجأ لأخرى ………

تركت فراشى وذهبت تفترش الأرض انتقاما?ٍ من رجولتى التى صفعتها فأدمت كرامتها ? ارتدت الأسود حدادا?ٍ على?وأنا مازلت أتنفس? حزنت لمعاملتها فى البداية ولكننى اعتدتها? امتنعت عن اعتبارها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com