كتابات

بين الاشتراكي والمؤتمر.. شعرة الشمولية

بين الحزب الاشتراكي في الجنوب خاصتهم_ معاصروه_ ? والمؤتمر خاصتنا_ جيل الوحدة _ نقاط التقاء شمولية . ففي 2002 أتذكر وجه والدي _ رحمه الله_ المتغضن بنقمة? وبحسرة من خاب ظنه في بلاد ?ُ مافتئت تحول أبناءها إلى لصوص بالمعنى الحسي والمعنوي ? قال بحزن عظيم إنهم أسـندوا لعمي مهمة خسيسة تتلخـص في كتابة تقارير عن أهالي القرية. لطالما سمعتهم يحكون عن بوليسية الحزب الاشتراكي التي لا ترحم في اليمن الديمقراطي? وعن الملاحقة والتربص بالحريات ? وأتساءل ماالذي يجعل جيلا?ٍ سبقني يعتقد أن حالنا اليوم أفضل ? أين الحرية? إنهم يتلصصون علينا في الدوائر الحكومية و المقاهي والبقالات ?في المنتديات والبالتوك والفيس بوك ? يرتدون أقنعة الصداقة وهم مجرد كاتبو تقارير ? أصبحنا نتوجس من جامع النفايات ? وبائع البقالة . وإذا تجشأ أحدهم في وجهي كجنوبية : احمدوا ربكم زمان الحزب ولى ? أفكر … تبا?ٍ للحزب الذي لم أعاصره ?وتبا?ٍ لطوق الحصار الذي يفرضه علينا جواسيس المؤتمر ? وأتحدى أي يمني أن ينكر تلقيه لرسالة تهديد الكترونية عبر منتدى أو ايميل أو على صفحته في الفيس بوك . العيون المبثوثة في تفاصيل يومياتنا المتلصصة حتى على غرف نومنا ? والحروف المعلقة على سطور التقرير كشفرة حديدية حادة لمقصلة . إنها مبالغة مقصودة في الاذلال? يحولونك من مغترب شاقي على رزق الجهال .. لثورجي ?نحن نتاج طبيعي لعمليات الاستفزاز المتواصلة من أمنهم السياسي الانترنتي . قضى الاشتراكي على البرجوازيه وأخضع المجتمع لتجربة تلاشي الفروق الطبقية قسريا ?ٍ? صعودا?ٍ بالبروليتاريه وهبوطا ?ٍبالبرجوازيه ?بينما استحدث المؤتمر برجوازيه جـديدة من المنتـفـعين ? لـتتـسع الفجوة بين طبقات المجتمع حتى اختفت الطبقة المتوسطة ? ففي اليمن إما أن تكون منتفعا?ٍ ?ٍ أو معدما?ٍ ?ٍ .
يعاب على الشيوعية في الجنوب أنها ألقت في روع مجتمع مسلم أفكارا?ٍ ?ٍ الحادية من تأليه للمادة والطبيعة ? وج?ْعل ماركس إماما ?ٍ ? وفداحة الأمر يشبه أن تـقـيم عـرسا ?ٍ في سـرادق عـزاء ? الذي حصل إن المجتمع قاومها بفطرة اسلامية ولم يلحد . في ذات السياق لطخ حزب المؤتمر ذمم الناس بالرشاوي ونهب الأراضي وفساد السلك القضائي خاصة والمؤسساتي عامة . كمفارقة مضحكة في الضمير اليمني أن يكون جارك أو صديقك ناهب?ِ أرض ?ُ وستضطر أن تجامله وتقدمه إماما ?ٍ لصلاتك ? خلوتك الروحية أمام الخالق ? دعواتنا عاجزة عن اجـتياز مدارج السماء فالمال حرام والمأكل حرام ?والعضد المفتول جرى في وريده الحرام . احذروا ?? فالحزب الاشتراكي فشل في تحويلنا إلى ملحدين في الوقت الذي نجح فيه المؤتمر في تحويلنا إلى لصوص ! نتج عن سياسات الحزب الاشتراكي في الجنوب تقسيمه لمعسكرين زمرة وطغمة وذاكرة ثأر لن تشفى ? والمؤتمر قسم اليمن لثلاث معسكرات قابلة للانقسام ?بوصفه حزب الطغمة هناك معسكر الانفصاليين والحوثيين ? وإذا كان ضحايا الاشتراكي ما يربو على عشرة آلاف قتيل في أقل من اسبوع فإن ضحايا المؤتمر مايربو على 16 ألف قتيل حوثي وأكثر من 500 قتيل انفصالي ? زد عليه ضحايا القصف ضد القاعدة بالإضافة إلى آلاف المعطوبين نفسيا?ٍ وجسديا ?ٍ ? وكما إن?ي لن أنسى قريبي الذي فـقد في أحداث يناير ?أثناء توجهه إلى المطار للسفر إلى ألمانيا ? فإن الحوثي سيحتفظ بالشرخ الوطني في ذاكرته ? ذاكرة الطغمة والزمرة التي لا تشفى. الروائي التشيكي ميلان كونديرا ? في توصيفه للتشويه الذي انتهجه الحزب الشيوعي في بلده ? وقد كان مؤمنا ?ٍ تماما ?ٍ بالشيوعية التي كفر بها لاحقا ?ٍ .. ذكر في روايته (كائن لا تحتمل خفته ) إننا كنا مخدوعين بالشعارات الوطنية ? فالصور التي التقطها التشيكيون في ربيع براغ سنة 68 لدبابات المحتل الروسي ? أصبحت أدلة في ملفات الروس الجنائية ضدهم ?و حيث الصورة القاتمة للشيوعية تظهر في المشهد الكابوسي لتسريح الطبيب توماس من وظيفته بسبب مقال هزيل نشره عن ضرورة اعتراف الشيوعيين بأخطائهم ? مسقطا ?ٍ اسطورة أوديب الذي _دون أن يتعرف على والديه_ قتل أباه وتزوج والدته ? وحين اكتشف الحقيقة فقأ عينيه اعترافا ?ٍ منه بجسامة ذنبه. أتقمص دور توماس وأرى إن من واجب الحزب الحاكم الاعتراف بأخطائه و الكف عن ادعاء الكمال المطلق ? أخطاؤه التي _لا شك_ ارتكبت بدون نية مسبقة بالحاق الأذى ? أخطاء من النوع الكيتش ? فـحزب المؤتمر المصاب بحمى الكيتش ( الرومانسية المفرطة) تصور أنه خل?ـص الشمال من نير الامامة ?والجنوب من أغلال الاشتراكي . وبدون بصيرة هاهو يكرر أخطاءهما ? رمانا في التخلف الامامي ? ثم رقابة الحزب الاشتراكي ? وعلينا تماهيا ?ٍ مع ح?ْـم?اه أن نصاب بالكيتش فنظل نبتسم مدع?ين أن الأمور جيدة والوطن بخير . الذي لا يقرأ التاريخ سيضطر أن يعيشه مرة أخرى ? حان وقت اعتراف المؤتمر الشجاع بأنه حزب الحاكم لا الحزب الحاكم ? وشموليته جرت اليمن بشماله وجنوبه الى الهاوية ?لهذا خطؤه أعظم ? هل يجرؤ المؤتمر على رفع عينيه في عيوننا ليعتذر عوضا ?ٍ عن ف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com