كتابات

رسائل الحرب والسلام

( 1 )

إلى الوطنيين في ساحات التغيير .. هل هذه هي الثورة التي تدعون إليها .. ثورة التغيير .. هل التغيير يعني أن تلقوا بالتهم جزافا على كل من لم ينضم إليكم .. وليس بالضرورة أن ينضم إليكم ويخزن معكم ويجلس مجالسكم .. ويغني أغانيكم .. ويردد شعاراتكم .. لقد وقفنا وتكلمنا في وجه الظلم .. في الوقت الذي كنتم فيه توافقون بصمت على كل الجرع التي قررها النظام .. لقد دافعنا عن حقوقكم بالكلمة قبل أن تفكروا في كلمة الثورة ..لقد أتعبتنا الكلمة قبل ان تتعبكم مجالس القات في ساحات التغيير .. ولا تزايدوا على وطنية أي مواطن يمني أيا كان إنتماؤه وتوجهه .. وأن من في الساحات هم الوطنيون وغيرهم الخونه والعملاء .. وأغلبكم يعلم علم اليقين أن هناك الكثير ممن ليس لهم لا في الثورة ولا في السياسه .. ولكنهم قد يشاركون بالدعاء .. في أماكن عملهم وفوق سيارات الأجرة وفي المحلات وفي الحقول والأسواق .. وقد سمعت أحدهم وهو يقول ” ثورتنا ستحاسب حتى من إنضم إليها وهو فاسد ” وتحدثت إلى الصديق خالد الآنسي – المحامي والحقوقي في ذلك .. وأحد قادة الثورة .. وقلت ” إذا إستمر هذا التفكير سائدا فإن الثورة محكوم عليها بالفشل من اللحظة .. وإن إنتصرت !!

( 2 )

ماحصل ايام حرب الإنفصال .. كان تصنيفا شعبيا لكل شخص لا يقوم مع دولة الوحدة بأنه إنفصالي وعميل وخاصة الإشتراكيين .. وماحصل أثناء حرب الحوثي

كان يحمل نفس التصنيف بالحوثية والتخريب .. وهاهي ثورة التغيير تصنف الناس حسب موقفهم منها وبقائهم على أرض الرباط .. مع ان الكثير منهم لايزور ساحات التغيير سوى بين الحين والآخر .. وحتى يسجل حضور وإنصراف .. كي لايصنف !!

( 3 )

قبل الثورة كان هناك إختلاف المصالح الذي لم يسهم في توافق الرؤى .. والأن توافقت المصالح وإختلفت الرؤى .. وبعد الثورة ستختلف المصالح كما ستختلف الرؤى .. صار أصدقاء الأمس .. أعداء اليوم .. وصار أعداء الأمس أصدقاء اليوم .. وكره الأب إبنه لأنه يخالفه الرأي .. ونبذ الأخ أخاه .. سقط الأبرياء على الساحات فداء لهذه الثورة .. ودفعا لثمن الغرماء في بروجهم العاجيه ..

( 4 )

حسن باعوم يظهر ليماري بحبه لوطنه العربي في الجنوب .. وليس اليمني .. فهو لا يعترف بإنتمائه لليمن .. ويقول سواء سقط النظام أم بقي .. فإن قضية الجنوب باقية .. وعلي سالم البيض الذي قتل بسبب ولائه لرغبته في إنفصال الجنوب عن الشمال وفك الإرتباط المئات والمئات من الضحايا دون أن يحاكم .. يخرج للعالم ليتحدث أخيرا عن وطنيته وهويته .. وهو من باع البلاد بسبب حبه للسلطة ومصلحته .. وعبد الملك الحوثي الذي لم يظهر علنا منذ إعلان خبر مقتله .. يعلن أن صعده صارت في ايد آمنة ويقصد بها .. أيدي فارس مناع الذي كان يزوده بالذخيرة ويلعب على الطرفين طوال فترة الحرب على الحوثيين ..

( 5 )

هذه رسالة وصلتني على الفيس بوك .. وهي نماذج من رسائل كثيرة .. وهي تقول ( …. من الواضح جدا في مشاركاتك انك من من تريد هد العزائم و التشكيك في اهداف الثورة وكونك من انصار علي عبدالله صالح ابرهة اليمن الحديث وشبيه معاوية وسليل بني امية فلا بد ان تكون امثال عبيد الله بن زياد او عمرو بن العاص او الشمر بن ذي الجوشن الذي يداه تلطخت بدماء الحسين (ع ) وانت يتلطخ لسانك وقلمك بدماء يستعد سيدك لسكبها حفاظا على كرسيه .. افتخر ان يكون سيدي عقلي وعقلي ارشدني ان يكون سيدي هو عبد الملك الحوثي .. اخي اكرم امثالك صفق لمعاوية عندما قتل الناس وسلبهم اموالهم والان انت تصفق وتقف في صف معاوية الجديد او بسر بن ارطأة…علي عبدالله صالح قتل اهلي وزج بالسجون كل من يحمل فكر يهز كرسيه .. هل تبيع دنياك واخرتك من اجله ? ..)

( 6 )

الثورة .. هي ثورة الشرفاء .. الأحرار الذين يتمتعون بنفسيات عاليه ومتسامحه .. وأولئك قليل .. الثورة ثورة الشباب .. وليست ثورة الشيبان والعتاوله في سوق السياسة .. وفي الأول والأخير الثورة هي ثورة الكل .. من شارك ومن لم يشارك .. فنحن كلنا نعيش في نفس الوطن .. وكلنا يمنيون ..!!

( 7 )

ماآلمني .. عند كتابتي لمقالي السابق .. أني توقعت ردود فعل ولو حتى بسيطة حول قضيتي إحراق القرآن .. وفلسطين والهجوم الضاري على غزة .. لأفاجأ بردود فعل بعضها يعتريه السخف .. بل هي سخيفه .. فمن واصف لي بعدم الوعي والإدراك لمايجري .. إلى أسوء من ذلك ..وثارت الثائرة ولم تهمد دفاعا عن الثورة والثوار .. وعن وطنيتهم .. وخيانتنا ..بينما ديننا الذي أهين بإحراق القرآن لم يثر حفيظتهم ولم يحرك شعرة من رؤوسهم .. وهم من كانوا يحملون اللافتات في الفاضيه والمليانه بحجة الدين الذي أهدرت كرامته .. واليوم تناسوه تماما .. فكيف نريد ال

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com