كتابات

بين البدار و الانتظار

بقلم / حمير العزكي

نفر المؤمنون الصادقون الى الجهاد .. ذودا عن الدين ودفاعا عن البلاد والعباد ..فبعد انتصارهم في 21سبتمبر على الفساد .. بدأت معركتهم مع الارهاب التكفير(داعش الصغرى) ردا على جرائمه النكرى ..في حق الابرياء المدنيين باستهدافه للمتظاهرين في الفعاليات والمصلين في المساجد بالعبوات الناسفة والاجساد المفخخة ..واغتيال العديد من الشخصيات والهامات الوطنية الشامخة .. كانوا مخيرين بين المبادرة والتحرك لمواجهة الارهاب ونقل المعركه الى عقر داره ..و .. بين الانتظار حتى تستقر الاوضاع السياسية واستمرار العمليات الارهابية وسقوط المزيد من الضحايا الابرياء .. فكانت حكمة القيادة في اختيار المبادرة وكان توفيق الله من نصيبها والسداد من حظها

وحين هزمت (داعش الصغرى) اضطرت (داعش الكبرى) للتدخل عسكريا حماية لأذنابها وانقاذا لمشروعها التخريبي وطمعا في استعادة الوصاية على شعب اليمن الحر والثائر .. وكانت اليمن بين الخيارين ذاتهما اما البدار بالمواجهة والصمود والقتال والاستبسال وبين الانتظار والخضوع والانهزام والاستسلام .. فأختارت القيادة الحسينية خيارها الاستراتيجي .. خيار هيهات من الذلة .. خيار وإنه لجهاد نصر او استشهاد .. فكان الله معها في اختيارها بتأييده وعونه فهاهو العام الثاني يكاد ينتهي بصمود اسطوري وانتصارت أذهلت العالم

عندما بادر المجاهدون المخلصون ونفروا الى جبهات البطولة والفداء .. تركوا لنا صورة ملائكية.. مرسومة في وجدان الناس بعدلهم و نزاهتهم واخلاصهم واحسانهم وتفانيهم في نصرة المظلومين وإحقاق الحق وازهاق الباطل .. نفروا الى الجبهات وتركوا لنا تلك الصورة .. آملين منا الحفاظ عليها والدفاع عنها .. فوجدنا انفسنا مرة اخرى أمام خياري المبادرة او الانتظار .. ان نبادر في ترسيخ تلك الصورة بنشر الثقافة القرآنية التي تثقفوا بها وضحوا من اجلها وتجسيدها في المواقف قبل الصحائف .. الثقافة التي تقتضي منا ان نجعل عينا على القرآن وعينا على الاحداث وتدعونا الى المبادرة والمسارعة كما جاء على لسان الشهيد القائد رضوان الله عليه وهو ماأكده وشدد عليه السيد القائد .. وبين خيار الانتظار ..فمن انتظار الشبهات للرد عليها الى انتظار الشائعات والرد لنفيها الى انتظار مايكتبه المنافقون والمرجفون للرد عليهم وتفنيد ضلالاتهم .. وللاسف الشديد وقعنا في خيار الانتظار وكان التفريط والتقصير والذي جر علينا عواقبه الوخيمه والتي لن اتحرج عن ذكرها .. للتذكير

استطاع المنافقون والمرجفون الوصول الى صورة المجاهدين الملائكية وبدأوا بتشويهها وبدأ الناس بتصديقهم ولو كنا بادرنا بالحديث عنهم بمصداقية ونشر مآثرهم ومواقفهم بشفافية وتعاطينا مع انجازاتهم الميدانية بإيجابية وجدية وموضوعية .. لكنا قطعنا الطريق على تلك الاحاديث السخيفة

تأخرنا كثير عن مواكبة الجبهات وصمودها وثباتها وعزائم رجالها وكرامات فرسانها واسطورية ملاحمها فاصبحنا نلاحق احداثها ومعاركها وفاتنا قطار التجييش الشعبي لدعمها والتحفيز المعنوي لرجالها وللرجال الذين لم يلتحقوا بها .. ولو كنا بادرنا لواكبناها وانصفناها واغلقنا قنوات العدو التضليلية في كل بيت بيد الوعي الجماهيري

فيا معشر الاعلاميين المبجلين .. إن فكر الشهيد القائد عامر بالحقائق والروائع والرقائق .. وخطابات السيد القائد ومحاضراته كالروض النضير فيها من الرؤى والتجليات الخير الوفير ..و جعبة المجاهد المذخرة بالرصاص زاخرة بالمواضيع والعظات والعبر والاخبار فلماذا التكرار ؟؟.. ثقافتنا ومراجعنا الفكرية والجهادية ليست عقيمة ولا مجدبة فلماذا تيتمت اقلامنا واجدبت كلماتنا وجفت مقالاتنا وتاهت منشوراتنا؟؟
فالبدار البدار وحذاري الانتظار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com