كتابات

شكرا لثوار ريمة

لاول مرة منذو أن بدأت اقوم بزيارات متوالية لساحة التغيير بجامعة صنعاء اشعر بان صوت الشباب لن يخبو تحت اي ضغط قبلي او ديني او غيرهما وان دفاعهم عن حرية الرأي لن تقضي عليه محاولات البعض وذلك من خلال ماشهدته اليوم في منتدى شباب ابناء ريمة ..
هذا المنتدى الذي يعد جديدا في نشأته الا انه في رايي السباق في اتاحة اكبر مساحة من الحرية لكل صاحب راي بغض النظر عن انتماء صاحبه او مذهبه او فكرته التي يناصرها بطرحه الباب مفتوحا للجميع للادلاء بدلوه وفقا لما يرى ويؤمن به وبحسب ما يعتبره حقا مدنيا وشرعيا من حقوقه في حرية الرأي والتعبير واني لاشكر ابناء ريمة على هذه الانطلاقة التي يجسدون من خلالها رؤيتهم للدولة اليمنية المدنية الحديثة .

ومما اشعرني بالاعتزاز اكثر ان شاهدت زملاء عملت واياهم في حقل التدريس لسنوات كانوا يقولون بعدم جواز الوقوف والاحترام للسلام الجمهوري او النشيد الوطني من باب ان ذلك محرما شاهدتهم اليوم يقفون بكل احترام واجلال عند سماعه مجلجلا في الساحة بل ما زاد من اعجابي ان اصدقائي واحبائي اولئك – بغض النظر عن اختلافي معهم في الانتماء السياسي- اصبحوا يتحدثون عن حقيقة الايمان بهذا الشعار وقدسيته .

واعتقد انه لو لم يكن لثورة الشباب غير هذه النتيجة والنتيجة الاخرى المتمثلة في قبول الرئيس صالح بكل الرؤى والمبادرات التي تطالب بتنحيه بغض النظر عن الاسلوب الذي ينادي به المطالبون او الاسلوب الذي يريد الرئيس ان يكون تنحيه وفقه فاني اعتبر هذا نصرا لثورة الشباب وان كان هذا ليس كل اهداف الثورة الشبابية التي نسعى اليها.

منذو اكثر من شهر ونصف وانا ازور عديد من الزملاء والاصدقاء نخزن معا ونناقش معا وكنت اشعر ان هناك من يسعى لقمع حرية الرأي فضلا عما شهدته هنا او هناك من عبارات الشتم والسب التي اعتبرها لا تخدم الثورة بقدر ما تضيفه عليها من اعباء واساءات اليها .. لكني اليوم شعرت بفخر واعتزاز بشباب ريمة الذين استطاعوا ان يجسدوا مدنية الثورة وحرية الرأي والتعبير في ساحة شهدت فيها ذات يوم شبابا يكيلون السب والاتهام لامرأة عجوز صرخت وهي خارجة من الساحة بقولها اللهم انصر علي عبد الله صالح فشعرت بانتكاسة رغم اني اختلف معها في الرأي خصوصا عندما قلت لاحد الشباب دعوها تعبر عن رأيها فنحن ننادي بحماية حرية الرأي وليس لنا حقا في قمع اي رأي والا كنا نسخة جديدة للنظام القامع للحرايات والحقوق فرد علي تقل ما تريد ولكن ليس في هذه الساحة وكاني به يقول هذه الساحة ملكنا واقطاعيتنا .

اليوم فقط – مع اني رفضت المشاركة معهم باي رؤية مع الحاحهم علي بذلك- شعرت بان نافذة واسعة عن رؤية ناضجة فتحها ابناء ريمة واني لارجو من جميع الشباب والمنتديات في ساحة التغيير ان تسير على هذا النهج حتى نضمن لثورة الشباب النجاح وعدم التجيير لها لصالح فئة مشيخية او عسكرية او سياسية ..

ولا يسعني هنا غير ان اقف وقفة اجلال لشباب الثورة من ابناء ريمة بمختلف انتماءتهم ورؤاهم واعتقد ان هؤلاء هم من سيصنعون الثورة الحقيقية ربما لان ريمة واحدة من المحافظات التي كفرت بقداسة الشيخ القبلي او الديني من عقود وربما لانها من اكثر المحافظات التي عانت مترتبات المحسوبية في الوظيفة العامة وغيرها .

فشكرا شكرا لكم يا ثوار ريمة على هذا النهج ونحن معكم على مواصلته الى ما لا نهاية.

رئيس تحرير صحيفة الحرة اليمنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com