كتابات

حسابات خليجية خاطئة

بات واضحا?ٍ للعيان انحياز بعض الأطراف الخليجية للمعارضة الدينية والقبيلة في اليمن دونما إدراك لنتائج هذا الانحياز على مستقبل اليمن وآمال وتطلعات الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني.ولعل ما كشفته وثائق “ويكليكس” مؤخرا?ٍ بشأن مخطط القيادي الإصلاحي حميد الأحمر للانقلاب على الشرعية الدستورية والالتفاف على الديمقراطية وإرادة الناخبين وذلك بدعم من القيادة في الجارة الشقيقة ليس سوى حلقة واحدة ضمن حلقات وصور الانحياز الخليجي المبني على حسابات خاطئة وقراءات سطحية للأوضاع اليمنية ولتركيبة القوى ولرأي الغالبية العظمى في الناس.

وليس جديدا?ٍ أبدا?ٍ على الرأي العام وأبناء الشعب اليمني ما كشفته ذات الوثائق من تلقي القيادي حميد الأحمر (رشى مالية سخية من الحكومة السعودية يحصلها في جد??ِة وليس من خلال السفارة السعودية في صنعاء) وما تفريخ الأحزاب السياسية وإعاقة المسيرة الديمقراطية وتقويض جهود القوى المدنية في كيانات غير شرعية وغير ديمقراطية كمسميات “اللجنة التحضيرية للحوار” و”مجلس التضامن الوطني” والذي يتقاضى رئيسه الشيخ حسين الأحمر (45) مليون ريال سعودي إلا واحدة من صور ونماذج إفساد الحياة السياسية وإعاقة التنمية الديمقراطية واستهلاك جهود وأفكار قطاع واسع من المثقفين في دهاليز مجالس ولجان فئوية تتحكم بها القوى التقليدية من دينية وقبلية ولا تمت مشاريعها لطموحات وتطلعات الشعب اليمني بصلة.

وإذا كان انحياز بعض الأطراف الخليجية للقوى الدينية والقبلية في اليمن جاء متأثرا?ٍ بخطاب المعارضة وأطروحاتها كنتاج طبيعي لحالة من الشخصنة والمصالح الضيقة وهي مصالح ورؤى خارجة عن سياق مصالح دول الخليج بشكل عام.. فإن المهم في هذه العجالة تذكير الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي بأن موازين القوى بعد خروج الشباب لساحات الاعتصام تغيرت جذريا?ٍ ليس في اليمن فحسب? وإنما في كل دول المنطقة وذلك تحت تأثير موجة تحديث شبابية عربية لا يبدو وأنها ستقبل حتى بالعمل تحت وصاية القوى التقليدية وليس من أدواتها أبدا?ٍ فتاوى رجال الدين وبنادق شيخ القبيلة للعبور نحو المستقبل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com